ألا انعم صباحا أيها الربع وانطق

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة ألا انعم صباحا أيها الربع وانطق لـ امرؤ القيس

اقتباس من قصيدة ألا انعم صباحا أيها الربع وانطق لـ امرؤ القيس

أَلا اِنعِم صَباحاً أَيُّها الرَبعُ وَاِنطِقِ

وَحَدِّث حَديثَ الرَكبِ إِن شِئتَ وَاِصدُقِ

وَحَدِّث بِأَن زالَت بِلَيلٍ حُمولُهُم

كَنَخلٍ مِنَ الأَعراضِ غَيرِ مُنَبِّقِ

جَعَلنَ حَوايا وَاِقتَعَدنَ قَعائِداً

وَخَفَّفنَ مِن حَوكِ العِراقِ المُنَمَّقِ

وَفَوقَ الحَوايا غِزلَةٌ وَجَآذِرٌ

تَضَمَّخنَ مِن مِسكٍ ذَكِيٍّ وَزَنبَقِ

فَأَتبَعتُهُم طَرفي وَقَد حالَ دونَهُم

غَوارِبُ رَملٍ ذي أَلاءٍ وَشَبرَقِ

عَلى إِثرِ حَيٍّ عامِدينَ لِنِيَّةٍ

فَحَلّوا العَقيقَ أَو ثَنِيَّةَ مُطرِقِ

فَعَزَّيتُ نَفسي حينَ بانوا بِحَسرَةٍ

أَمونٍ كَبُنيانِ اليَهودِيِّ خَيفَقِ

إِذا زَجَرَت أَلفَيتُها مُشمَعِلَّةً

تُنيفُ بِعَذقٍ مِن غُروسِ اِبنِ مُعنِقِ

تَروحُ إِذا راحَت رَواحَ جَهامَةٍ

بِإِثرِ جَهامٍ رائِحٍ مُتَفَرِّقِ

كَأَنَّ بِها هِراً جَنيباً تَجُرُّهُ

بِكُلِّ طَريقٍ صادَفَتهُ وَمَأزِقِ

كَأَنّي وَرَحلي وَالقِرابَ وَنُمرُقي

عَلى يَرفَئِيٍّ ذي زَوائِدَ نَقنَقِ

تَرَوَّحَ مِن أَرضٍ لِأَرضٍ نَطِيَّةٍ

لِذِكرَةِ قَيضٍ حَولَ بَيضٍ مُفَلَّقِ

يَجولُ بِآفاقِ البِلادِ مُغَرِّباً

وَتُسحِقُهُ ريحُ الصَبا كُلَّ مُسحَقِ

وَبَيتٌ يَفوحُ المِسكُ في حُجُراتِهِ

بَعيدٍ مِنَ الآفاتِ غَيرِ مُرَوَّقِ

دَخَلتُ عَلى بَيضاءَ جُمٍّ عِظامُها

تُعَفّي بِذَيلِ الدِرعِ إِذ جِئتُ مودَقي

وَقَد رَكَدَت وَسطَ السَماءِ نُجومُها

رُكودَ نَوادي الرَبرَبِ المُتَوَرِّقِ

وَقَد أَغتَدي قَبلَ العُطاسِ بِهَيكَلٍ

شَديدٍ مَشَكِّ الجَنبِ فَعمِ المُنَطَّقِ

بَعَثنا رَبيئاً قَبلَ ذاكَ مُحَمَّلاً

كَذِئبِ الغَضى يَمشي الضَراءَ وَيَتَّقي

فَظَلَّ كَمِثلِ الخَشفِ يَرفَعُ رَأسَهُ

وَسائِرُهُ مِثلُ التُرابِ المُدَقَّقِ

فَجاءَ خَفِيّاً يَسفِنُ الأَرضَ بَطنُهُ

تَرى التُربَ مِنهُ لاصِقاً كُلَّ مَلصَقِ

وَقالَ أَلا هَذا صُوارٌ وَعانَةٌ

وَخَيطُ نَعامٍ يَرتَعي مُتَفَرِّقِ

فَقُمنا بِأَشلاءِ اللِجامِ وَلَم نَقُد

إِلى غُصنِ بانٍ ناضِرٍ لَم يُحَرَّقِ

نُزاوِلُهُ حَتّى حَمَلنا غُلامَنا

عَلى ظَهرِ ساطٍ كَالصَليفِ المُعَرَّقِ

كَأَنَّ غُلامي إِذ عَلا حالَ مَتنِهِ

عَلى ظَهرِ بازٍ في السَماءِ مُحَلِّقِ

رَأى أَرنَباً فَاِنقَضَّ يَهوي أَمامَهُ

إِلَيها وَجَلّاها بِطَرفٍ مُلَقلَقِ

فَقُلتُ لَهُ صَوِّب وَلا تُجهِدَنَّهُ

فَيَذرُكَ مِن أَعلى القَطاةِ فَتُزلَقِ

فَأَدبَرنَ كَالجَذعِ المُفَصَّلِ بَينَهُ

بِجيدِ الغُلامِ ذي القَميصِ المُطَوَّقِ

وَأَدرَكَهُنَّ ثانِياً مِن عِنانِهِ

كَغَيثِ العَشِيِّ الأَقهَبِ المُتَوَدِّقِ

فَصادَ لَنا عيراً وَثَوراً وَخاضِباً

عِداءً وَلَم يَنضَح بِماءٍ فَيَعرَقِ

وَظَلَّ غُلامي يَضجَعُ الرُمحَ حَولَهُ

لِكُلِّ مَهاةٍ أَو لِأَحقَبَ سَهوَقِ

وَقامَ طِوالَ الشَخصِ إِذ يَخضِبونَهُ

قِيامَ العَزيزِ الفارِسِيِّ المُنَطَّقِ

فَقُلنا أَلا قَد كانَ صَيدٌ لِقانِصٍ

فَخِبّوا عَلَينا كُلَّ بَيتٍ مُزَوَّقِ

وَظَلَّ صِحابي يَشتَوُونَ بِنِعمَةٍ

يَصُفّونَ غاراً بِاللَكيكِ المُوَشَّقِ

وَرُحنا كَأَنَّ مِن جُؤاثى عَشِيَّةٌ

نُعالي النِعاجَ بَينَ عِدلٍ وَمُشنَقِ

وَرُحنا بِكَاِبنِ الماءِ يُجنَبُ وَسطَنا

تُصَوَّبُ فيهِ العَينُ طَوراً وَتَرتَقي

وَأَصبَحَ ذَهلولاً يُزِلُّ غُلامَنا

كَفِدحِ النَضِيِّ بِاليَدَينِ المُفَوَّقِ

كَأَنَّ دِماءَ الهادِياتِ بِنَحرِهِ

عُصارَةَ حِنّاءٍ بِشَيبٍ مُفَرَّقِ

شرح ومعاني كلمات قصيدة ألا انعم صباحا أيها الربع وانطق

قصيدة ألا انعم صباحا أيها الربع وانطق لـ امرؤ القيس وعدد أبياتها سبعة و ثلاثون.

عن امرؤ القيس

امرؤ القيس بن حجر بن الحارث الكندي.

شاعر جاهلي، أشهر شعراء العرب على الإطلاق، يماني الأصل، مولده بنجد، كان أبوه ملك أسد وغطفان وأمه أخت المهلهل الشاعر. قال الشعر وهو غلام، وجعل يشبب ويلهو ويعاشر صعاليك العرب، فبلغ ذلك أباه، فنهاه عن سيرته فلم ينته، فأبعده إلى حضرموت، موطن أبيه وعشيرته، وهو في نحو العشرين من عمره.

أقام زهاء خمس سنين، ثم جعل ينتقل مع أصحابه في أحياء العرب، يشرب ويطرب ويغزو ويلهو، إلى أن ثار بنو أسد على أبيه فقتلوه، فبلغه ذلك وهو جالس للشراب فقال:

رحم الله أبي! ضيعني صغيراً وحملني دمه كبيراً، لا صحو اليوم ولا سكر غداً، اليوم خمر وغداً أمر. ونهض من غده فلم يزل حتى ثأر لأبيه من بني أسد، وقال في ذلك شعراً كثيراً

كانت حكومة فارس ساخطة على بني آكل المرار (آباء امرؤ القيس) فأوعزت إلى المنذر ملك العراق بطلب امرئ القيس، فطلبه فابتعد وتفرق عنه أنصاره، فطاف قبائل العرب حتى انتهى إلى السموأل، فأجاره ومكث عنده مدة.

ثم قصد الحارث بن أبي شمر الغساني والي بادية الشام لكي يستعين بالروم على الفرس فسيره الحارث إلى قيصر الروم يوستينيانس في القسطنطينية فوعده وماطله ثم ولاه إمارة فلسطين، فرحل إليها، ولما كان بأنقرة ظهرت في جسمه قروح، فأقام فيها إلى أن مات.[١]

تعريف امرؤ القيس في ويكيبيديا

امرؤ القيس بن حُجر بن الحارث الكندي (500 - 540)؛ شاعر عربي ذو مكانة رفيعة، بَرز في فترةِ الجاهلية، ويُعد رأس شعراء العرب وأبرزهم في التاريخ ووصف بأنه أشعر الناس، وهو صاحب أشهر معلقة من المعلقات. عُرِف واشتهر بلقبه، واختلف المؤرخون حول اسمه، فقيل جندح وحندج ومليكة وعدي، وهو من قبيلة كندة. يُعرف في كتب التراث العربية بألقاب عدة، منها: المَلكُ الضِّلّيل وذو القروح، وكُني بأبي وهب، وأبي زيد، وأبي الحارث.[٢]

  1. معجم الشعراء العرب
  2. امرؤ القيس - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي