ألا تصغي إلى نغم القيان
أبيات قصيدة ألا تصغي إلى نغم القيان لـ ابن هتيمل
ألا تُصغي إلَى نَغمِ القيانِ
وَرَنّاتِ المَثالِثِ والمَثاني
فَجَفنُ الغَيمِ مُرفَضُّ المَآقي
وَيَومُ الدُّجنِ أَحوَى الطَّيلَسانِ
وَصِرفُ الرّاحِ في قَدَحٍ رَذُومٍ
يَدُورُ بِكَفّ مَخضُوبِ البَنانِ
وَساقيَةٌ تَنُوءُ بِحِقفِ رَملٍ
تَرَنَّحُ في الغُلالَةِ خُوطَ بانِ
إذا حَيَّت بِأَحمَرَ كِسرَويّ
ثَنَتهُ بِظَلمِ أبَيضَ أُقحُوانِ
فَخُذ مِن ذاتِ خَذٍّ أُرجُوانٍ
نَصيبَكَ مِن سُلافٍ أُرجُوانِ
ثَوَت في دنِّها وَتَناقَلَتها
دِنانٌ عَن دِنانٍ عَن دِنانِ
تَفانَى جِسمُها والرُّوحُ باقٍ
فَكانَ حَياةَ باقٍ مَوتُ فانِ
قَنَت وَقَنَى الزُّجاجُ فَرقَّ هَذا
وَذا فتَشابَها قانٍ وَقانش
تَرَى بِالوَهمِ في الإبريقِ مِنها
مُرَوَّقَةً تَدِقُ عنِ العيانِ
إذا مال المَزجُ نَهنَهَ مِن قُواها
سنا قَبَسٍ يَؤُجُّ بِلا دُخانِ
فَصاغ لَها خِماراً مِن لُجَينٍ
وَوَشَّحَها وِشاحاً مِن جُمانِ
رَأيتُ الشَّمسَ في كَبِدِ الثُّرَيّا
مُظَلَّلَةً بِكَفِّ الزَّبرَقانِ
أراني كُلَّما حاوَلتُ أَمراً
تَعَرَّضَ دُونَهُ عَرَضٌ أَراني
عَجِبتُ مِنَ الزَّمانِ وَليسَ بِدعاً
عَجيباً مارأيتُ مِنَ الزَّمانِ
كَسا شَمسَ الضُّحَى والبَدرَ نَقصاً
وَزادَ بِهِ السُّها والفَرقَدانِ
وَكَم مِن نَعجَةٍ فَتَكَت بِلَيثٍ
وَعَقرَبَةٍ بِصِلِّ أُفعُوانِ
أَخائِفَةَ الحِمامِ عَلَيَّ إنّي
إذا لَم آتِهش بَلَداً أَتاني
وَلَستُ وإن لَزِمالبَيتَ خَوفاً
مِنَ القَدَرِ المُقَدَّرِ في ضَمانِ
فَقَد دُفِنَ امرُىء القَيسِ بنُ حُجرٍ
بِ أنقَرَةٍ وَقَيسٌ في عُمانِ
دَعيني فالتَّباعُدُ إن تَراخَت
لَنا الأَعمارُ داعيَةُ التَّداني
عسى الملك المظفر يُغنيَنّي
بِما يُعلي مَكاني في مَكاني
مَليكٌ ما لَهُ في المُلكِ ثانٍ
يُدافِعُهُ وَلا لأَبيهِ ثانِ
أَغَرُّ سُخطُهُ وَرِضاهُ وَقفٌ
عَلَى نُجدِ المَنايا والأَماني
عَقيدُ المَوتِ في مُهَج الأَعادي
وَقابِضُها ليَومٍ أرونانِ
كَأن يَدَيهِ في تَفريقِ ما في
خَزائِنِ مالِهِ فَرَسا رِهانِ
إذا قابَلتَهُ في التّاجش فاسجُد
لِطَلعَةِ شَمسِ يَومٍ أُضحيانِ
أَيُوسُفُ أيُّما مَلِكٍ شآمٍ
يُقارِبُ شَمسِ يَومٍ أُضحيانِ
عَلَوتَ النَّيّرَينِ فَما يُداني
مَحَلَّكِ في العُلُوِّ النَّيّرانِ
فَلَيسَ البَدرُ البَدرُ في شَرَفٍ وَحُسنِ
أَخاكَ وَلا شَريكُكَ في العِيانِ
فَهَل بَدرُ الحَصانِ أَقَلُّ قَدراً
بِلُبثِكَ فيهِ أَم ظَهرُ الحِصانِ
فَإن عَلِقتَ بِحَبلِ مِنكَ عَقداً
لَقَد عَلِقَت بِأَسبابٍ مِتانِ
صَقَلتُم مَجدَ أَجسامٍ عِجافِ
مُهَذَّبَةٍ بِأحسابٍ سِمانِ
وَلَو سُبِكَ الوَرَى لَفظاً لَكُنتُم
بَني عُمَرٍ مَعانٍ لِلمَعانِ
فِداكَ أَبي وَأُمّي إنَّ عُنقي
فَسَختَ الخَوفَ مِنهُ بِالأَماني
فَقُل في مُشتَرٍ سَهَراً بِنَومِ
وَفي بَيعِ الكَرامَةِ بِالهَوانِ
تَرَكتُ البَحرَ في كَفَّيكَ عَذباً
وَسائِمَتي عَلَى المِلَحِ الدِّفانِ
وَأيَّدَ حِرفَةَ الأدَبِ اشتِغالي
عَنِ الأضحَى بِعيدِ المَهرَجانِ
وَخوضُ مَهالِكِ الأَخطارِ يَعلُو
بِهِ حَظُّ الشُّجاعِ عَلَى الجَبانِ
وَلَو حُمِدَ الوُقُوفُ عَلَى المَساعي
لَما ذُمَّ الجَوادُ عَلَى الحِرانِ
وَلَيسَ تَعَذّرُ الأَرزاقِ إلاَّ
مِن الكَسَلِ المُثَبِّطِ والتَّواني
حَنانَكَ يا ابنَ نُورِ الدّينِ فاقبَل
مَعاذيري حَنانَكَ ذا الحَنانِ
أَتُوبُ وَما الوَليدُ وَلا حَبيبُ
يُقانيها وَلا الحَسَنُ بنُ هاني
عَجِلتُ بِها وَما رَوَّيتُ فيها
فَكانَت كالصَّلاةِ بِلا أذانِ
فَلا يَدخُل عَلَيكَ الشَّكُ فيها
دُخُولَ الشَّكِّ في وَلَدِ اللِّعانِ
شرح ومعاني كلمات قصيدة ألا تصغي إلى نغم القيان
قصيدة ألا تصغي إلى نغم القيان لـ ابن هتيمل وعدد أبياتها خمسة و أربعون.