ألا زمن يبلغني مرادي

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة ألا زمن يبلغني مرادي لـ عبد الله بن علي آل عبد القادر

اقتباس من قصيدة ألا زمن يبلغني مرادي لـ عبد الله بن علي آل عبد القادر

ألا زمنٌ يبلِّغُنِي مُرادِي

ويُسعِدُني بيومٍ مِن سُعادِ

خلِيلي لا بَصُرتُكَ في ثِيَابي

أَسيراً ما لهُ في الناسِ فادِ

ألا يا ظَبيَةً بالبانِ ترعَى

أما قَد آن أن ترعَى فُؤادِي

رَمَتنِي مِن لواحِظِها بنَصلٍ

تَصُولُ بهِ عَلى الأُسدِ الوِرادِ

كأنَّ لِحاظَها فِي سلبِ عَقلِي

سُلافٌ عُتِّقَت مِن عَهدِ عادِ

وَما ذَنبِي سِوى قَلبِي فَدَعها

تُقَلِّبُهُ علَى شَوكِ القَتَادِ

لَعَمرُكَ إنَّني يَومَ التَقَينا

علَى ظَمأ أعفُّ مِنَ الجمادِ

ولَم يطِبِ الهَوى إِلا لِعفٍّ

يَصُدُّ عن المَوَارِدِ وهوَ صادِ

ألا يا لائِمي دَع عنكَ لَومِي

فإِنّي من هَواها في ازدِيادِ

وما لِي مِن هَواها غيرَ أنِّي

أهِيمُ بذكرِها في كُلِّ وَادِ

وأَلتمِسُ القِفارَ مِن الأَراضي

لعلِّي باسمِها فيها أُنادي

أُنادِي جَهرةً حتّى كأَنِّي

مِنَ النَجوى قريبٌ في بعادِ

سلكتُ لها صِراطاً مُستَقِيماً

عَلى آثارِ أَقدامِ العِبادِ

عبادٌ يَقطعُونَ الوَقتَ سيراً

إِلى أن شارَفُوا شَرَفَ المُرادِ

وَفازُوا بالسِّباقِ فكُلُّ سارٍ

عَلى آثارِهِم يهدِيهِ هادِ

لَهم فِي الذِّكرِ ذكرٌ لَيسَ يبلى

لمَن يتلُو بسَبقٍ واقتِصادِ

هُمُ كانُوا نجوماً في الدَياجِي

وَهُم كانُوا رُجُوماً لِلأعادي

يكادُ الدَهرُ يُخفيهم وَتأبى

بدورُ التِّمِّ أَن تخفَى بنادِ

لَنا مِن سِلكِهِم قُطبٌ رفيعٌ

عليهِ مدارُ أَقطارِ البلادِ

يُديرُ الكأسَ فينا كُلَّ حِينٍ

فَيُطفِي حرَّ أكبادٍ صَوادِ

شَرابٌ يبعثُ الأشباحَ حتّى

تُدِيمَ السَيرَ أَو تَرثِي لِحَادِ

شرابٌ يُنهضُ الأرواح حتّى

سَمَت صُعُداً على السَّبعِ الشِّدادِ

وَيُوقِدُ لِلقِرَى ناراً ضِياها

تَقدَّسَ أَن يحُورَ إِلى رَمادِ

هِيَ النارُ الَّتي أَوفَى سَنَاها

عَلى الأغوارِ طُرّاً والنِّجادِ

فَكَم مِن حائِرٍ أوفى إِليها

فَتَهدِيهِ إلى سُبُلِ الرَّشادِ

وَمَغرورٍ أتاها يَصطَليها

فنُودِيَ بِالمُنى جلَّ المُنادِي

هوَ القمرُ المُنيرُ إِذا تجلَّى

عَلى قلبٍ جَلاهُ مِن سَوادِ

وَسُلطانُ الحَقيقَةِ لا يُمارى

وبرهانُ الطَّريقةِ فهوَ بادِ

يُجَدِّدُ رَسمَها مِن بعدِ ما قَد

عَفَت آثارَهُ أيدي العَوادِي

وَوارِثُ سيِّدِ الكونَينِ طُراً

رَسولِ اللَّهِ مَن مِنهُ المبادِي

عمادِ الدِّينِ والدُنيا جَميعاً

وَهل بيتٌ يقومُ بِلا عِمادِ

أبُو البَركاتِ عبدُ اللَّهِ دامت

علَى نعمائِهِ دِيَمُ العِهادِ

أَبُو بكرٍ أبوهُ أبُو المَعالي

بَنى المُلا رجالُ الاجتِهادِ

لقَد حازَت بِهِم هَجرٌ فَخاراً

على الدُنيا قُراها والبَوادِي

إِليكُم فاقبلُوا يا أَهل وُدِّي

وَسائلَ خالِصاتٍ مِن وِدادِي

ألا يا نَجلَهُ المَيمونَ كُن لي

شَفيعاً عِندَ والِدِكَ الجَوادِ

لِيُوجِدَ لِي فؤاداً ضاعَ منّي

أُسائِلُ رائِحاً عنهُ وغادِ

ويشهدُ في الجليَّةِ مِن وجُودِي

ويجمعُ شملَ فرقي باتِّحادِ

عَسَى لي نَظرةٌ منهُ فأفنَى

لعلِّي أستريحُ مِنَ الجِهَادِ

فَهذا يا ابنَ سيِّدِنا مُرادِي

وأنتُم سادَتي أهلُ الأيادِي

وإنِّي عبدُ رِقٍّ في هَواكُم

بِأفعالِي وأَقوالِ اعتِقادِي

وإنّي سادَتي لكُمُ ومِنكُم

خذُوا بيدِي تَرَوا حسنَ انقِيادِي

وَمِمّا ألهَبَ الأحشاءَ خَطبٌ

أَلَمَّ بكُم فقلبي في اتِّقادِ

غداةَ غدا أبُو بكرٍ شَهيداً

له نُزُلٌ ألذُّ مِن السِّهادِ

قضَى الأوطارَ مِن حضراتِ قُدسٍ

وأَوفى نذرَهُ ومَضى بزادِ

وَهَذا مُنتَهى الأحيا فَطُوبى

لمن يمضي على نَهجِ السَدَادِ

فأعظَمَ أجرَكُم فيهِ إِلهي

ونعَّمَهُ عَلى بَردِ المِهادِ

وصلّى ربُّنا الرحمنُ حقّاً

علَى مَولى الشَّفاعَةِ في المَعادِ

كذاكَ الآلُ والأصحابُ طُرّاً

وتابِعُهُم إلى يومِ التَّنادِي

شرح ومعاني كلمات قصيدة ألا زمن يبلغني مرادي

قصيدة ألا زمن يبلغني مرادي لـ عبد الله بن علي آل عبد القادر وعدد أبياتها تسعة و أربعون.

عن عبد الله بن علي آل عبد القادر

عبد الله بن علي بن محمد بن عبد الله بن أحمد النجاري الخزرجي، من ذرية أبي أيوب الأنصاري الشافعي. ولد في قرية المبرز من الأحساء، وحفظ القرآن وهو ابن اثنتي عشرة سنة، وأخذ عن جده ووالده علم التفسير والحديث والفقه وقواعد العربية. اشتغل بالقضاء بعد وفاة أبيه واستمر إلى آخر عمره. كان صاحب شاعرية فذة، وأسلوب رائع، وخيال واسع الأطراف، وأجاد فن المراسلة.[١]

تعريف عبد الله بن علي آل عبد القادر في ويكيبيديا

عبد الله بن علي بن محمد آل عبد القادر الأنصاري (1854 - 19 نوفمبر 1925) (1270 - 4 جمادى الأولى 1344)، فقيه شافعي وشاعر سعودي. ولد في المبرز بالأحساء ونشأ بها في عائلة معروفة بارزة. تلقى تعليمه الأولي فيها، فحفظ القرآن وهو ابن اثنتي عشرة سنة ثم درس القرآن والفقه والحديث على يد والده وجده، كما درس علوم اللغة العربية والفرائض والمواريث على علماء عصره. عمل معلمًا لأصول الدين والعربية في مسقط رأسه، وبعد أن توفي والده قام مقامه بالقضاء واستمر إلى آخر عمره. وكانت لهُ قصائد ورسائل ومساجلات مع علماء عصره. توفي في مسقط رأسه.[٢]

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي