ألا عادل حكما من الحكماء
أبيات قصيدة ألا عادل حكما من الحكماء لـ حمزة قفطان

ألا عادل حكما من الحكماء
فيكسر عنا سورة الجهلاء
طغى بيننا تيارهم حين اهملوا
فسال لجرف العلم والعلماء
فكم حكم فضوا بعلك شكيمها
جماحا ومروا اليوم بالغلواء
أهابوا بنا يدعوننا نحو مورد
نراهم بورد منه جدّ ظماء
رويدكم ما النصح منكم سجية
فنصغي وهل في النار جرعة ماء
قفوا نبؤونا ما أردتم فإننا
وإياكم في الحكم غير سواء
حكمتم على الشرق احتساء دوائكم
وأنتم على ذا الشرق أكبر داء
هو الداء داء الجهل كل يقوله
ويطلب في الأفكار كل دواء
ولكن من المرضى ومن هو عارف
بهم فينالوا منه خير شفاء
وماذا هوالجهل الذي تصفونه
لأهليه حتى تبرموا بقضاء
تبصر هديت الرشدان كنت مبصرا
بعين وإلا ضاع كل ضياء
سمعناك تنعى اليوم للشرق أهله
وتدعو بني الدنيا نعاء نعاء
نقمت على العادات فيه وأنها
بزعمك كالأغلال للإسراء
نعم إن في العادات بعضا يمجه
فم العقل فاسأل عنه العقلاء
ولا تحتكم قبل السؤال تسرعا
فتخطي وإن صوبت مقلة رائي
أتجمل في العادات قول مناصح
وتبسط فيها بعد فكر مرائي
قضيت بها فاخترت منها أجلها
فذممته أهلا لكل ثناء
تذمرت من حجب القوارير معلنا
وسميته حبسا وطول ثواء
وأغماط حق إنها تستحقه
لتحي فتحيينا مع السعداء
وأنكرت ضرب الخدر حتى حبسته
صفايح قبر أو قيود عناء
ونتّجت من هون النساء عليهم
تحمل جور الساسة الغرباء
أبن مالذي تبغي إذا الحجب رفعت
وأبرز من فيها بغير غطاء
أتضمن أن يبقى لنا مبدأ العلى
نزان به من عفة وحياء
ونمشي معاً للعلم لا غير كلنا
أكف رجال في أكف نساء
فما يمنع التحجيب والعلم نوره
إذا شع لم يمنعه سجف خباء
أيمنع أن تمشي إلى العلم حرة
محجبة في برقع ورداء
وهل سد مجرى الماء في الغصن يرتوي
به إنه في فرقة ولحاء
تروح وتغدو ماالحجاب يسؤوه
طلاب العلى عنها صباح مساء
أم أنت امرؤ نفس الحجاب يسوؤه
فعاداه بين الناس شرّ عداء
تغربت لا تدري لأية غاية
لنصح لأهل الشرق أو لوفاء
لو أن ابتذالاً أصل كل سعادة
وأن حجابا أصل كل شقاء
لما فات بعض القوم علم وقد مشوا
بغير حجاب مشية الخيلاء
وهل كان من قلدتهم في شؤونهم
بنو الغرب عصر الظلمة المتنائي
ينيطون حجبا للنساء فيصبحوا
بها تحت وبل دائم وبلاء
أم الحال فيهم قبل ذا مثل هذه
سواء وإن ماريت كل مراء
فقل أي شيء كان يمنع عنهم
سنا العلم أو يخفيه جد خفاء
وهل كان أهل الشرق أيام مجدهم
قديما وقد فازوا بكل علاء
على غير ذي الحال التي أنت ناقم
عليها وقد أنذرتهم بفناء
ولكنها الأيام تعطي مواهبا
بغير رجاء منك جزل عطاء
وهل أنت أكملت نقص رواية
على مسرح التمثيل للجلساء
بلغت الأماني مصلحاً كل فاسد
بتمثيل حالي عزّة وإباء
ولكن زوت وجه الحقيقة مقلة
تظن سراب القفر عذب رواء
دع الدين إن لم تعتقد أن حكمه
مع العقل ننظر نظرة الحكماء
نجد أن أصل الداء جهل رجالنا
وقد فضلوا نسوانهم بذكاء
فلو برزت ما بينهم وهم هم
فهل أنت فيهم ضامن لصفاء
فاصلح رجال القوم إن كنت مصلحا
وقم بينهم يا أخطب الخطباء
وإلا فدع أهل الصلاح وشأنهم
فما أجدر الإصلاح بالصلحاء
رميت لأهل الشرق قول مؤنب
وما أنت فيهم مسخط السفهاء
لعمرك ما أسخطت إلا ذوى النهى
ولم ترم إلا جلة الزعماء
وما سفهاء القوم إلا الذين هم
يرجون بالتقليد كل رجاء
يريدون تقليد الغريب بزيه
ليهدم ركني إلفةٍ واخاء
فيصبح إعلانا يداً متضرعا
وأقربنا بين الأقارب نائي
واحفظنا للعزّ عبداً إذ أنت قائل
وارجحنا عقلا من البسطاء
ولكن ابن من هم وماداؤنا بهم
فإن بهيم القوم ضغث غثاء
فإن الألى منهم شفاء بلادنا
ظننتهم جرثومة البرحاء
وقمت وهجيراك في كل وقفة
بكاء لظلم العلم بعد رثاء
وقد قلت سمى الشرق ذا الجهل عالما
وذو العلم معدود من الجهلاء
فإن كنت تدعي عالما فهي دعوة
حكمت بها بالجهل في العلماء
وإلا فإن أثبت علمك أولا
فقم ناصحا فيه من النصحاء
وإن لم تنل هذا ولا ذاك فاستجب
دعاءً ولا تؤذن بنا بدعاء
نعم نحن للأوطان ندعو جميعنا
بنهضة مجد وارتقاء سناء
ولكن كلا يدعي أن رايه
لورد قليب الفضل خير رشاء
إلى أن دجا صبح الحقايق بيننا
وغابت شخوص الحق تحت ضراء
وأمست مراعاة الحقايق في الورى
خيالا ضئيلا سابحاً بفضاء
فقد همت في وادي الخيال مفكراً
لذا كنت معدوداً من الشعراء
شرح ومعاني كلمات قصيدة ألا عادل حكما من الحكماء
قصيدة ألا عادل حكما من الحكماء لـ حمزة قفطان وعدد أبياتها خمسة و ستون.
عن حمزة قفطان
حمزة بن مهدي الشهير بقفطان. شاعر مطبوع، وفاضل أديب، وشخصية مرموقة. ولد بحي واسط ونشأ بها، فدرس المقدمات على أخيه الشيخ محمد صالح الذي كفله منذ الصغر. ثم هاجر إلى النجف لإكمال دراسته، وخلال ذلك برز شاعراً له ميزات علمية وأدبية. توفي في الحي ونقل جثمانه إلى النجف فدفن بها.[١]
تعريف حمزة قفطان في ويكيبيديا
حمزة بن مهدي بن أحمد قفطان السَّعدي (1889 - 1923) شاعر عراقي. ولد بمدينة الحي في واسط ونشأ بها في عائلة معروفة. درس المقدمات اللغوية على أخيه محمد صالح الذي كفله منذ الصغر. ثم هاجر إلى النجف سنة 1912 لإكمال دراسته، حتى برز شاعراً له ميزاته. توفي في الحي عن 34 عامًا ونقل جثمانه إلى النجف ودفن بها. له ديوان شعر، مفقود.[٢]
- ↑ معجم الشعراء العرب
- ↑ حمزة قفطان - ويكيبيديا