ألا عد إلى العهد الذي كنت أحمد
أبيات قصيدة ألا عد إلى العهد الذي كنت أحمد لـ إبراهيم عبد القادر المازني
ألا عد إلى العهد الذي كنت أحمد
ولا تتركني في العذاب أخلد
هجرتك لا أني سلوات هواكم
ولكني أخشى الذي بت أعبد
أحبك لكني أخافك والهوى
مخوفٌ وبعض الشرف في الخير يوجد
على أنه سيان قربك والنوى
إذا لم يكن لي منكم متودد
يضاحكك الإخوان أنا وغبطة
فتلهو ويبكيني الأسى والتوجد
فكيف ملامي لاهياً لا يحسنا
وأني على ما يوجع القلب مسعد
وهل نافعي أني كتومٌ وأنني
عيوف وأني صابرٌ متجلد
ألا في سبيل اللضه ليل سهرته
ودمعي على الخدين سلك متضد
سميري وسواسي وصحبي خواطر
حوالك مثل الليل أوهى أسود
أخاف عليك الناس أن يلهجوا بنا
وأكتم حتى عنك سرى وأبعد
وهون عندي ما أعاني من الجوى
يعقيني أن البعد أحجى وأرشد
وكيف أرحبي منك بلا لغلي
وصدري على السر المبرح موصد
تفجر بحر بيننا متزاخر
تظل المنايا فيه ترغى وترعد
أخاف علي الهول إما ركبته
وتجذبني نفسي إليه وتورد
فأقبل والآمال فيك كثيرةٌ
وأعرض والأهوال للنفس رصد
وأخشى الكرى إذا كل حلم مروع
وأخشى الردى إذ كل شيءٍ مهدد
خلت بك عني الملهيات وإن تكن
عطوفاً تصافي كل من يتودد
تصادح أطيار القلوب سوى الذي
له صدحةٌ تعيي الورى وتغرد
ومثل نسيم الصبح أنت سماحة
يقبل ما يبدو له ويبرد
ألم تر للأزهار كيف رواؤها
وكيف غداً يجني عليها التورد
يروقك منها حسنها غير أنها
تصوح إن أمست تقلبها اليد
كذلك تذوي بعد حين فلا تكن
لكل طلوبٍ غايةً ليس تبعد
ولا تمنح الود امرءاً ليس أهله
فما كل ماءٍ لامع الوجه مورد
شرح ومعاني كلمات قصيدة ألا عد إلى العهد الذي كنت أحمد
قصيدة ألا عد إلى العهد الذي كنت أحمد لـ إبراهيم عبد القادر المازني وعدد أبياتها ثلاثة و عشرون.
عن إبراهيم عبد القادر المازني
إبراهيم بن محمد بن عبد القادر المازني. أديب مجدد، من كبار الكتاب، امتاز بأسلوب حلو الديباجة، تمضي فيه النكتة ضاحكة من نفسها، وتقسو فيه الحملة صاخبة عاتية. نسبته إلى (كوم مازن) من المنوفية بمصر، ومولده ووفاته بالقاهرة. تخرج بمدرسة المعلمين، وعانى التدريس، ثم الصحافة وكان من أبرع الناس في الترجمة عن الإنكليزية. ونظم الشعر، وله فيه معان مبتكرة اقتبس بعضها من أدب الغرب، ثم رأى الانطلاق من قيود الأوزان والقوافي فانصرف إلى النثر. وقرأ كثيراً من أدب العربية والإنكليزية، وكان جلداً على المطالعة وذكر لي أنه حفظ في صباه (الكامل للمبرد) غيباً، وكان ذلك سر الغنى في لغته. وعمل في جريدة (الأخبار) مع أمين الرافعي، و (البلاغ) مع عبد القادر حمزة وكتب في صحف يومية أخرى، وأصدر مجلة (الأسبوع) مدة قصيرة، وملأ المجلات الشهرية والأسبوعية المصرية بفيض من مقالاته لا يغيض. وهو من أعضاء المجمع العلمي العربي بدمشق، ومجمع اللغة العربية بالقاهرة. له (ديوان شعر - ط) ، وله: (حصاد الهشيم - ط) مقالات، و (إبراهيم الكاتب - ط) جزآن، قصة، و (قبض الريح - ط) ، و (صندوق الدنيا - ط) ، و (ديوان شعر - ط) جزآن صغيران، و (رحلة الحجاز - ط) و (بشار بن برد - ط) ، وترجم عن الإنكليزية (مختارات من القصص الإنجليزي - ط) و (الكتاب الأبيض الإنجليزي - ط) .[١]
تعريف إبراهيم عبد القادر المازني في ويكيبيديا
إبراهيم عبد القادر المازني (10 أغسطس 1889 - 10 أغسطس 1949م) شاعر وناقد وصحفي وكاتب روائي مصري من شعراء العصر الحديث، عرف كواحد من كبار الكتاب في عصره كما عرف بأسلوبه الساخر سواء في الكتابة الأدبية أو الشعر واستطاع أن يلمع على الرغم من وجود العديد من الكتاب والشعراء الفطاحل حيث تمكن من أن يوجد لنفسه مكاناً بجوارهم، على الرغم من اتجاهه المختلف ومفهومه الجديد للأدب، فقد جمعت ثقافته بين التراث العربي والأدب الإنجليزي كغيره من شعراء مدرسة الديوان. يستطيع الكاتب عن الشخصيات أن يختار المهنة التي تناسب الشخصيات التي يقدمها ولكن من الصعب أن يتخيل أحدا للمازني مهنة غير الأدب، «فخيل إليه أنه قادر على أن يعطي الأدب حقه، وأن يعطي مطالب العيش حقها، فلم يلبث غير قليل حتى تبيّن لهُ أنه خلق للأدب وحده، وأن الأدب يلاحقه أينما ذهب فلا يتركه حتى يعيده إلى جواره». حاول المازني الإفلات من استخدام القوافي والأوزان في بعض أشعاره فانتقل إلى الكتابة النثرية، وخلف وراءه تراثا غزيرا من المقالات والقصص والروايات بالإضافة للعديد من الدواوين الشعرية، كما عرف كناقد متميز .[٢]
- ↑ معجم الشعراء العرب
- ↑ إبراهيم عبد القادر المازني - ويكيبيديا