ألا غادها مخطئا أو مصيبا

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة ألا غادها مخطئا أو مصيبا لـ السري الرفاء

اقتباس من قصيدة ألا غادها مخطئا أو مصيبا لـ السري الرفاء

ألا غَادِها مُخطِئاً أو مُصِيباً

وسِرْ نحوَها داعياً أو مجيبا

وخذْ لَهَباً حَرُّه في غدٍ

إذا الحَرُّ قارنَ يوماً لَهِيبا

دعانا الخريفُ إلى مَوْطِنٍ

يفوقُ المواطنَ حُسناً وطِيبا

وقد جُمِعَ الحُسْنُ في روضةٍ

وفرَّقَ دِجلةُ فيه شُعوبا

وَمُضْطَربٍ وشيُ أبرادِه

يُضاحكُ وَشْيَ النِّجادِ القَشيبا

نُشيِّدُهُ إن نَزلنا ضُحىً

ونَهدِمُه إن رحلْنا الغُروبا

كأنَّا ارتَبطنا بهِ نافراً

من الخيلِ يُفرِقُ شخصاً مَهيبا

فبِتْنا وبات نسيمُ الصبَّا

يُدَرِّجُ في جَانبيه الكَتِيبا

يكادُ على ضُعفِ أنفاسِه

يُطيرُ على الشَّربِ تلك الشُّروبا

وقد حجبَ الأرضَ ريحانُنا

فلم يَبْقَ للعينِ منها نَصيبا

كأنَّا على صفحَتيْ لُجَّةٍ

تُلاقي الشَّمالُ عليها الجَنوبا

فمن طَرَبٍ يستفزُّ النُّهى

ومن أدبٍ يَستَرِقُّ القُلوبا

وساقٍ يقابلُ إبريقَه

كما قابل الظَّبيُ ظبياً رَبيبا

يطوفُ علينا بشمسِيَّةٍ

يروعُ بها الشمسَ حتى تغيبا

وينشرُ صيَّادُنا حولَنا

لُباباً من الصيدِ يُرضي اللَّبيبا

سَبابيطَ تُخبِرُ أجسامُها

بأنْ قد رَعَيْنَ جَناباً خَصيبا

نَواعمَ لو أنها باشرَتْ

هواءً لأحدثَ فيها نُدوبا

فلولا الدروعُ التي قُدِّرَت

لأبدانِها أوشكَتْ أن تَذُوبا

وتُبْعَثُ للبرِّ وحشيّةٌ

تسوقُ إلى الوحشِ يوماً عَصيبا

مُؤدبةٌ يُرتَضي فعلُها

ولم نزَ ليثاً سِواها أديبا

وتُركيَّةُ الوَجهِ تُبدي لنا

إخاءً فصيحاً ووجهاً جَلِيبا

تُعانِقُ إن وثَبتْ صيدَها

عناقَ المحبِّ يُلاقي حبيبا

طِراداً صحيحاً وخُلْقاً صَبيحَاً

ووَثباً مليحاً وأمراً عَجيبا

فقَد مَلكتْ وُدَّ أربابِها

فكلٌّ يخافُ عليها شَعوبا

وللماءِ من حولِنا ضَجَّةٌ

إنِ الماءُ كافحَ تلك العُروبا

جبالٌ تؤلِّفُها حِكمةٌ

فتَحبو البحارَ بها لا السُّهوبا

تُقابِلنا في قميصِ الدُّجى

إذا الأفقُ أصبحَ منه سَليبا

حيازيمُها الدَّهرَ منصوبةً

تُعانِقُ للماءِ وَفْداً غَريبا

عَجِبْتُ لها شاحباتِ الخدو

دِ لم يُذهِبِ السَّرْيُ عنها الشُّحوبا

إذا ما هممْنا بِغِشْيَانِها

رَكِبْنا لها وَلَداً أو نسيبا

تُغَنِّي السُّكورُ لنا بينَها

غَناءً نَشُقُّ عليه الجُيوبا

يُجاورُها كلُّ ساعٍ يَرى

وإن جدَّ في السَّيرِ منها قَريبا

خَليُّ الفؤادِ ولكنَّه

يَحِنُّ فيُشجي الفُؤادَ الطَّروبا

فيا حبَّذا الديرُ من منزلٍ

هَصَرْنا به العيشَ غضّاً رطيبا

إذا ما استَحَمْنا به برهة

حَمتْنا بدائعُه أن نَخيبا

شرح ومعاني كلمات قصيدة ألا غادها مخطئا أو مصيبا

قصيدة ألا غادها مخطئا أو مصيبا لـ السري الرفاء وعدد أبياتها خمسة و ثلاثون.

عن السري الرفاء

السرّي بن أحمد بن السرّي الكندي أبو الحسن. شاعر أديب من أهل الموصل، كان في صباه يرفو ويطرز في دكان له، فعرف بالرفاء ولما جاد شعره ومهر في الأدب قصد سيف الدولة بحلب، فمدحه وأقام عنده مدة، ثم انتقل بعد وفاته إلى بغداد. ومدح جماعة من الوزراء والأعيان، ونفق شعره إلى أن تصدى له الخالديان، وكانت بينه، وبينهما مهاجاة فآذياه وأبعداه عن مجالس الكبراء. فضاقت دنياه واضطر للعمل في الوراقة (النسخ والتجليد) ، فجلس يورق شعره ويبيعه، ثم نسخ لغيره بالأجرة. وركبه الدين، ومات ببغداد على تلك الحال. وكان عذب الألفاظ، مفتناً في التشبيهات ولم يكن له رواء ولا منظر. من كتبه (ديوان شعره ط) ، و (المحب والمحبوب والمشموم والمشروب - خ) .[١]

تعريف السري الرفاء في ويكيبيديا

أبو الحسن السري بن أحمد بن السري الكندي الرفاء الموصلي شاعر مشهور؛ كان في صباه يرفو ويطرز (يعمل خياطا) في دكان بالموصل ولذا سمي بالرفاء أي الخياط، وهو مع ذلك يتولع بالأدب وينظم الشعر، ولم يزل حتى جاد شعره ومهر فيه، وقصد سيف الدولة الحمداني بحلب ومدحه وأقام عنده مدة، ثم انتقل بعد وفاته إلى بغداد ومدح الوزير المهلبي وجماعة من رؤساء المدينة، وانتشر شعره وراج. وكانت بينه وبين أبي بكر محمد وأبي عثمان سعيد ابني هاشم الخالديين الموصليين الشاعرين المشهورين معاداة فادعى عليهما سرقة شعره وشعر غيره. وكان السري مغرى بكتابة ديوان أبي الفتح كشاجم الشاعر المشهور، وهو إذ ذاك ريحان الأدب بتلك البلاد فكان يقوم بدس أحسن شعر الخالديين فيما يكتبه من شعر كشاجم، ليزيد في حجم ما ينسخه وينفق سوقه ويغلي سعره ويشنع بذلك عليهما ويغض منهما ويظهر مصداق قوله في سرقتهما، فمن هذه الجهة وقعت في بعض النسخ من ديوان كشاجم زيادات ليست في الأصول المشهورة. وكان شاعرا مطبوعا عذب الألفاظ مليح المأخذ كثير الافتنان في التشبيهات والأوصاف، ولم يكن له رواء ولا منظر، ولا يحسن من العلوم غير قول الشعر، وقد عمل شعره قبل وفاته نحو 300 ورقة، ثم زاد بعد ذلك، وقد عمله بعض المحدثين الأدباء على حروف المعجم. ومن شعر السري أبيات يذكر فيها صناعته، فمنها قوله:

وللسري المذكور ديوان شعر كله جيد، وله كتاب المحب والمحبوب والمشموم والمشروب وكتاب الديرة. وكانت وفاته في العقد السابع من القرن الرابع الهجري ببغداد كما قال الخطيب البغدادي في تاريخه حوالي عام 366 هـ / 976م.[٢]

  1. معجم الشعراء العرب
  2. السري الرفّاء - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي