ألا فانتبه للأمر حتام تغفل

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة ألا فانتبه للأمر حتام تغفل لـ جميل صدقي الزهاوي

اقتباس من قصيدة ألا فانتبه للأمر حتام تغفل لـ جميل صدقي الزهاوي

ألا فاِنتبه للأمر حتامَ تغفلُ

أما علمتك الحال ما كنت تجهلُ

أغث بلداً منها نشأت فقد عدت

عليها عوادٍ للدمار تعجل

قد استصرخت أم ربيت بحجرها

وإنك عنها غافل لست تسأل

رعى اللَه ربعاً كان بالأمس عامراً

بأهليه وهو اليوم قفر معطَّل

كأنّيَ بالأوطان تندب فتية

عليهم إذا ضام الزَمان المعول

تقول أما من مسعدٍ لبلاده

يناصرها فيما دهاها وَينشل

أما من ظهير يعضد الحق عزمه

فقد جعلت أركانه تتزلزل

أما من طبيب ذي تجارب حاذق

يضمد جرحاً دامياً كاد يقتل

وإن حصول الشيء رهن بفرصة

إذا هي فاتَت فهو لا يتحصل

بِنَفسي أفدي كل حر سميذع

يرى أن لوث العار بالدم يغسل

وَما رابَني إلا غرارة فتية

تؤمل إصلاحا وَلا تتأمل

تؤمل إصلاحاً وترجو سعادة

أَلا باطل ما تَرتَجي وتؤمل

توالت عليها الحادِثات فكلما

ترحل عنها مشكل حل مشكل

تعلل بالآمال نفسك راجياً

سلاماً لها لو كانَ يجدى التعلل

وَما هي إِلّا دولة همجية

تسوس بما يقضي هواها وتعمل

فترفع بالإعزاز من كان جاهِلاً

وتخفض بالإذلال من كان يعقل

فمن كانَ فيها أولاً فهو آخرٌ

ومن كانَ فيها آخراً فهو أول

وَما فئة الإصلاح إلا كبارق

يغرك بالقطر الَّذي ليس يهطل

لهم أثر للجور في كل بلدة

يمثِّل من أَطماعهم ما يمثل

إذا نَزَلوا أَرضاً تفاقم خطبها

كأنهم فيها البلاء الموكل

فَطالَت إلى سورية يد عسفهم

تحمِّلها ما لم تكن تتحمل

وكم نبغت فيها رجال أَفاضل

فَلَمّا دَهاها العسف عنها ترحلوا

وبغداد دار العلم قد أصبحت بهم

يهددها داء من الجهل معضل

نحوّلُ عنها كل يوم رزية

فَتبقي دماراً ثم لا يتحول

وسل عنهم القطر اليماني إنه

يبوح بما يعرو البلاد وينزل

بلاد بها الأموال من يد أَهلها

تنزَّع غصباً والنفوس تقتَّل

وتلطمنا كف الإهانة منهم

فنلثمها من خشية ونقبل

شريف ينحَّى عن مواطن عزه

وآخر حر بالحديد يكبل

وجازعة عبرى لقتل حليلها

ووالدة تبكي بنيها وتعول

إذا سكت الإنسان فالهم والأسى

وإن هو لم يسكت فموت معجل

ولجتم طريق العنف تستنهجونه

أَما عَن طَريق العنف يا قوم معدل

لَقَد عبثت بالشعب أَطماع ظالم

يحمِّله من جوره ما يحمل

فَيا ويح قوم فوضوا أَمر نفسهم

إلى ملك عن فعله ليس يسأل

إلى ذي اختيار في الحكومة مطلق

إذا شاء لم يفعل وإن شاء يفعل

وَذي سلطة لا يرتَضي رأي غيره

إذا قال قولاً فهو لا يتبدل

أَيأمر ظل اللَه في أَرضه بما

نهى اللَه عنه والكتاب المنزَّل

فيفقر ذا مال وينفي مبرءاً

ويسجن مظلوماً ويسبي ويقتل

تمهل قَليلاً لا تغظ أمة إذا

تأجج فيها الغيظ لا تتمهل

وأَيديك إن طالَت فَلا تغترر بها

فإن يد الأيام منهن أَطول

إليك فإن الظلم مرد فريقه

وإن طَريق الظلم للخسر موصل

وكم تعد الأقوام أنك باذل

حقوقاً لهم مغصوبة ثم تبخل

تَقول إذا عم الفساد فإنني

بإصلاحه في فرصة متكفل

أبعد خراب الملك وا ذلّ أَهله

تُهيِّئ إصلاحاً له أَو تؤمل

شرح ومعاني كلمات قصيدة ألا فانتبه للأمر حتام تغفل

قصيدة ألا فانتبه للأمر حتام تغفل لـ جميل صدقي الزهاوي وعدد أبياتها ثلاثة و أربعون.

عن جميل صدقي الزهاوي

جميل صدقي بن محمد فيضي بن الملا أحمد بابان الزهاوي. شاعر، نحى منحى الفلاسفة، من طلائع نهضة الأدب العربي في العصر الحديث، مولده ووفاته ببغداد، كان أبوه مفتياً، وبيته بيت علم ووجاهة في العراق، كردي الأصل، أجداده البابان أمراء السليمانية (شرقي كركوك) ونسبة الزهاوي إلى (زهاو) كانت إمارة مستقلة وهي اليوم من أعمال إيران، وجدته أم أبيه منها. وأول من نسب إليها من أسرته والده محمد فيضي. نظم الشعر بالعربية والفارسية في حداثته. وتقلب في مناصب مختلفة فكان من أعضاء مجلس المعارف ببغداد، ثم من أعضاء محكمة الاستئناف، ثم أستاذاً للفلسفة الإسلامية في (المدرسة الملكية) بالآستانة، وأستاذاً للآداب العربية في دار الفنون بها، فأستاذاً في مدرسة الحقوق ببغداد، فنائباً عن المنتفق في مجلس النواب العثماني، ثم نائباً عن بغداد، فرئيساً للجنة تعريب القوانين في بغداد، ثم من أعضاء مجلس الأعيان العراقي، إلى أن توفي. كتب عن نفسه: كنت في صباي أسمى (المجنون) لحركاتي غير المألوفة، وفي شبابي (الطائش) لنزعتي إلى الطرب، وفي كهولي (الجرىء) لمقاومتي الاستبداد، وفي شيخوختي (الزنديق) لمجاهرتي بآرائي الفلسفية، له مقالات في كبريات المجلات العربية. وله: (الكائنات -ط) في الفلسفة، و (الجاذبية وتعليها -ط) ، و (المجمل مما أرى-ط) ، و (أشراك الداما-خ) ، و (الدفع العام والظواهر الطبيعية والفلكية-ط) صغير، نشر تباعاً في مجلة المقتطف، و (رباعيات الخيام-ط) ترجمها شعراً ونثراً عن الفارسية. وشعره كثير يناهز عشرة آلاف بيت، منه (ديوان الزهاوي-ط) ، و (الكلم المنظوم-ط) ، و (الشذرات-ط) ، و (نزغات الشيطان-خ) وفيه شطحاتة الشعرية، و (رباعيات الزهاوي -ط) ، و (اللباب -ط) ، و (أوشال -ط) .[١]

تعريف جميل صدقي الزهاوي في ويكيبيديا

جميل صدقي بن محمد فيضي ابن الملا أحمد بابان الزهاوي (1279 هـ - 1354 هـ / 1863 - 1936 م): شاعر، من طلائع نهضة الأدب العربي في العصر الحاضر، وهو علم من أعلام الشعر العربي الحديث، ورائد من روّاد التفكير العلمي والنهج الفلسفي. مولده ووفاته ببغداد، كان أبوه مفتيها. وبيته بيت علم ووجاهة في العراق. كردي الأصل، أجداده البابانيون أمراء السليمانية، ونسبة الزهاوي إلى (زهاو) كانت إمارة مستقلة وهي اليوم من أعمال إيران، وجدته أم أبيه منها. وأول من نسب إليها من أسرته والده محمد فيضي الزهاوي.تلقى العلم على يدي أبيه مفتي بغداد، وفي مدرسته التي عُرفت بما تدرسه من العلوم الشرعية الإسلامية والأدب العربي. نظم الشعر بالعربية والفارسية في حداثته. وتقلب في مناصب مختلفة فكان من أعضاء مجلس المعارف ببغداد، ثم من أعضاء محكمة الاستئناف، ثم أستاذا للفلسفة الإسلامية في (المدرسة الملكية) بالآستانة، وأستاذا للآداب العربية في دار الفنون بها، فأستاذا للمجلة في مدرسة الحقوق ببغداد، فنائبا عن المنتفق في مجلس النواب العثماني، ثم نائبا عن بغداد، فرئيسا للجنة تعريب القوانين في بغداد، ثم من أعضاء مجلس الأعيان العراقي، إلى أن توفي.

[٢]

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي