ألا كم تسمع الزمن العتابا

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة ألا كم تسمع الزمن العتابا لـ ابن حمديس

اقتباس من قصيدة ألا كم تسمع الزمن العتابا لـ ابن حمديس

ألا كمْ تُسْمِعُ الزمن العتابا

تخاطبُهُ ولا يدري الخطابا

أتطمعُ أن يردّ عليك إلفاً

ويُبْقي ما حييتَ لك الشبابا

ألم تَرَ صرفه يُبلي جديداً

ويتركُ آهلَ الدّنْيا يَبابا

وإن كان الثواءُ عليك داءً

فبرؤك في نوىً تُمطي الركابا

وهمّكَ همّ مرتقِبٍ أموراً

تسيحُ على غرائبها اغترابا

وإن أخا الحزامةِ مَن كَراهُ

كَحَسْوِ مُرَوّعِ الطيرِ الثِّغابا

فتىً يستطعمُ البيضَ المواضي

ويستسقي اللهاذمَ لا السحابا

فصرِّفْ في العُلى الأفعالَ حزماً

وعزْمًا إن نحوْتَ بها الصّوابا

وكن في جانبِ التحريض ناراً

تزيدُ بنفحةِ الرّيحِ التهابا

فلم يُمِهِ الحسامَ القينُ إلّا

ليصرفَ عند سلَّتهِ الرّقابا

ولا ترْغبْ بنفسك عن فلاةٍ

تخالُ سَرَابَ قيْعَتها شَرابا

فكم مُلْكٍ يُنال بخوْض هُلْكٍ

فلا يُبْهِمْ عليك الخوفُ بابا

وقفتُ من التناقضِ مُستريباً

وقد يقفُ اللبيبُ إذا استرابا

كأنّ الدهرَ محْسنُهُ مُسيءٌ

فما يَجْزي على عملٍ ثوابا

ولو أخذَ الزّمان بكفّ حرّ

لكان بطبعِهِ أمْراً عُجابا

يَجُرّ عليّ شرْبُ الراحِ همّاً

ويورثُ قلبيَ الشدوُ اكتئابا

وفي خُلُقِ الزّمان طباعُ خُلْفٍ

تُمرِّرُ في فمي النُّغَبَ العذابا

وقد بُدِّلتُ بعد سَرَاةِ قومي

ذئاباً في الصّحابةِ لا صحابا

وألفيتُ الجليسَ على خلافي

فلسْتُ مجالِساً إلّا كِتابَا

وما العنقاءُ أعوزُ من صديقٍ

إذا خَبُثَ الزمانُ عليك طابا

وما ضاقتْ عليَّ الأرضُ إلّا

دَحَوْتُ مكانَها خُلُقاً رحابا

سأعتسِفُ القفارَ بِمُرْقِلاتٍ

تجاوزني سباسِبَها انتهابا

تخالُ حديث أيديها سراعاً

حثيثَ أناملٍ لقطت حسابا

وتحسبُ خافقَ الهادي وجيفاً

يظنّ زمامَ مخطمه حُبابا

وَأَسرى تَحتَ نَجمٍ من سناني

إِذا نَجمٌ عنِ الأَبصارِ غابا

وإنّ المَيْتَ في سفرِ المعالي

كمن نالَ المُنى منها وآبا

ويُنجدني على الحدثان عضْبٌ

يُذلل قرعه النوَبَ الصعابا

يمانٍ كلما استمطرْتُ صوْباً

به من عارض المهَجات صابا

كأن عليه نارَ القينِ تُذكى

فلولا ماءُ رَوْنَقِهِ لَذابا

كأنّ شُعاعَ عينِ الشمسِ فيه

وإن كان الفِرِنْدُ به ضَبابا

كأنّ الدَّهْرَ شَيّبَهُ قديماً

فما زال النجيعُ لهُ خضابا

كأنّ ذُبابَهُ شادي صَبوحٍ

يحرّكُ إن ضربتُ به رقابا

وكنّا في مواطِنِنا كراماً

تعافُ الضيمَ أنفسُنا وتابى

ونطلع في مطالعنا نجوماً

تعدّ لكلّ شيطان شهابا

صبرنا للخطوب على صُروفٍ

إذا رُمِيَ الوليدُ بهنّ شابا

ولم تَسْلَمْ لنا إلا نفوسٌ

وأحسابٌ نُكَرّمهاْ احتسابا

ولم تخْلُ الكواكبُ من سقوطٍ

ولكن لا يُبَلّغُها الترابا

شرح ومعاني كلمات قصيدة ألا كم تسمع الزمن العتابا

قصيدة ألا كم تسمع الزمن العتابا لـ ابن حمديس وعدد أبياتها سبعة و ثلاثون.

عن ابن حمديس

عبد الجبار بن أبي بكر بن محمد بن حمديس الأزدي الصقلي أبو محمد. شاعر مبدع، ولد وتعلم في جزيرة صقلية، ورحل إلى الأندلس سنة 471هـ، فمدح المعتمد بن عباد فأجزل له عطاياه. وانتقل إلى إفريقية سنة 516 هـ. وتوفي بجزيرة ميورقة عن نحو 80 عاماً، وقد فقد بصره. له (ديوان شعر- ط) منه مخطوطة نفيسة جداً، في مكتبة الفاتيكان (447 عربي) ، كتبها إبراهيم بن علي الشاطبي سنة 607.[١]

تعريف ابن حمديس في ويكيبيديا

أبو محمد عبد الجبار بن أبي بكر الصقلي المعروف بـ ابن حمديس الصقلي (447 - 527 هـ) (1055 - 1133)، شاعر عربي ولد ونشأ في صقلية، ثم تركها ورحل إلى الأندلس سنة 471 هـ، وأقام فيها لفترة ثم انتقل إلى المغرب الأوسط وإفريقية حتى توفي في جزيرة ميورقة سنة 527 هـ، وقد تميز بثقافة دينية جعلت منه حكيمًا من حكماء الحياة، وانعكس ذلك على قصائده.[٢]

  1. معجم الشعراء العرب
  2. ابن حمديس - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي