ألا ليت شعري ما تصوغ بنو كسرى

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة ألا ليت شعري ما تصوغ بنو كسرى لـ جعفر الشرقي

اقتباس من قصيدة ألا ليت شعري ما تصوغ بنو كسرى لـ جعفر الشرقي

ألا ليت شعري ما تصوغ بنو كسرى

أسوراً لموسى أم سواراً على الشعرى

وكيف من الوادي المقدس سورت

على طور سيناه بأيته الكبرى

وما خلت لولا العين قد شهدت به

تشيد حول الفرقدين له قصرا

شهدت لأيدي الفرس ما لعقولها

تنال الثريا صنعة ويك أو فكرا

فكيف إلى هام الثريا من الثرى

سرت فرق منها فسبحان من أسرى

وما كان يدريها بما ضم قطبه

ولكن لأمر ما تحيط به خبرا

درت بنجوم الأفق إذ درن حوله

عرفن لموسى والجواد به قبرا

وكيف من الزوراء عند ضريحه

أهل علت الغبرا أم انحطت الخضرا

وهيهات لا هذا ولا ذاك إنها

لجنة عدن قد تجلت لنا جهرا

أرى إرماً ذات العماد بسورها

اعيدت ولا عاد لها مرة أخرى

تراءت بها للناظرين هياكل

بها مثلاقد نضرب الشمس والبدرا

مكورة والشمس قد كورت بها

كهيئتها الأفلاك قد طبعت قسرا

من النور لا يدري بامر وراءه

تجلى الذي قد كان يدري ولا يدرى

ولا عجب فالطور هذا بما حوى

وذا صعقاً موسى بساحته خرا

وما دجلة الخضراء يمناً ويسرة

سوى يده البيضا جرت مننا حمرا

وتلك عصى موسى اقيمت بجنبه

وقد طليت اقصى جوانبها تبرا

فكيف بها فذاً تراءت تمايناً

أسحراً وحاشا انها تلقف السحرا

أم العرش يغشى الطور فوق قوائم

كما عدها في الذكر فاستنطق الذكرا

وحسب ابن لاوى بابن جعفر في العلى

إذا ما حكاه أن ينال به فخرا

فان يك في هارون قد شد أزره

فقد شد موسى بالجواد له ازرا

جواد يمير السحب جود يمينه

على أن فيض البحر راحته اليسرى

ضمين بعلم الغيب ما ذر شارق

ولا بارق إلا وكان به أدرى

تضل العقول العشر من دون كنهه

حيارى كان اللَه أودعه سرا

أجل هو سر اللَه والآية التي

بها نثبت الاسلام أونطرد الكفرا

امام يمد الشمس نوراً فإن تغب

كسابسنا أنواره الأنجم الزهرا

فحق إذا أزهرن في صحن داره

ودرن على ما حول مرقده دورا

فموضوعة طوراً تشع بقبره

ومطبوعة حلياً بوجه السما طورا

فمن صفة تدعى المصابيح عنده

وفوق السما تدعى الثريا أو الشعرى

ومذ زين الأفلاك أحسن زينة

خضعن له لا بل سجدن له شكرا

ومن يك موصولاً بأحمد في العلى

تهيب غير الذكر في نعته الذكرا

علا تفخر الأفلاك إن وصلت به

باملاكهن البيض لا مضر الحمرا

من الركب ما بين العراقين يممت

ركائبه من دجلة مربع الزورا

يخب بها الحادي سراعاً كأنما

إلى الورد يوم الخمس تستعجل المسرى

فوارسها من فارس كل أصيد

ترى بهجة في وجهه البشر والبشرا

تهلل حتى ما رأته غمامة

بضاحية إلا استهلت له قطرا

أخو الصبح إلا أنه بصباحه

ترى الليل لم يخلق بهاكي ترى الفجرا

سرايا بنو شروان كان سريها

يسير بها طوراً ويبعثها طورا

تراءت لهم ناراً يظنون إنها

ذبالة ما قد أوقدت فارس دهرا

بحيث رسا ايوانه الفرد شاهقاً

علا وبنى أسنى مداينه كسرى

وما أنسو إلا وقد أنسوا الهدى

بسيناء موسى قد تجلى لهم جهرا

فما فر هاد مثل فرهاد للهدى

من الغي لما غار في بحره غورا

ومد يديه بالوسائل سائلاً

لسائل دمع كاد يغمره غمرا

فجاء بها ملأ القفار حمولة

من الأدم إلا أنها ملئت تبرا

ثقالاً تنوء العيس فيها كأنها

إذا وضعت رجلاً تعايت عن الأخرى

أيادي لم تمنن جرت منه عن يد

غدا يستمير البحر من دره الدرا

أتت رسله تترى بهن وقبلها

من الفلك الأعلى أتت رسلها تترى

ينادون بالهادي الأمين أخي النهى

فهب هبوب الريح تستتبع القطرا

فشاذ بها سوراً يسير به إسمه

إلى فلك الأفلاك لا فلك الشعرى

مدينة قدس قدس اللَه سرها

وشرفها حتى على عرشه قدرا

لنا ريج يجري إلى كل جانب

على كرة لما استقل الثرى مجرى

بها كل إيوان برفع بنائه

يبين على إيوان كسرى الورى كسرا

خطوط لايدي العجم أعجم رقمها

فخطوا من الذكر المبين لها سطرا

يميناً بأعتاب الجوادين أنها

لصنع جنان فوق وسع الورى طرا

فما هي من هاد وفرهاد إنما

قضوا فقضى الرحمن فيما قضوا أمرا

لقد حشرت فيها الملائك والملا

جميعاً ولما تدرك البعث والحشرا

أحاطت بموسى والجواد فقل بمن

بهم غير علم اللَه لما يحط خبرا

أبوهم علي الطهر من بعد أحمد

نبي الهدى والأم فاطمة الزهرا

فدونكها بكر المعالي أبا الرضا

لنعتك قد زفت وترضى الرضا مهرا

أماطت جنا فكري وشقت فم الثنا

وداست على أنف العدى فبدت حسرا

تباهي الحسان الحور أذ هي دونها

عقود ثناء فيك قلدت النحرا

شرح ومعاني كلمات قصيدة ألا ليت شعري ما تصوغ بنو كسرى

قصيدة ألا ليت شعري ما تصوغ بنو كسرى لـ جعفر الشرقي وعدد أبياتها ستون.

عن جعفر الشرقي

الشيخ جعفر بن محمد حسن بن أحمد بن موسى بن حسن بن راشد بن نعمة بن حسين الشرقي. أحد مفاخر عصره في العلم والأدب. ولد في النجف، ونشأ بها نشأة علمية وأدبية رفعته إلى مقام الزعامة، له ديوان شعر. توفي في النجف.[١]

تعريف جعفر الشرقي في ويكيبيديا

جعفر بن محمد حسن الشرقي الخاقاني الحميري (1843 - 1891) فقيه مسلم وشاعر عراقي في القرن 19 م/13 هـ. ولد في النجف. كان جده لأمه وأبوه من علماء عصره. نبغ في نظم الشعر وترأس الحركة الأدبية في زمنه في النجف، وكان مجلسه مشهوراً، وقد صنف كتباً في الفقه والأصول، كما أن عدداً من أعلام الأدب في عصره أخذوا الأدب عنه. توفي في مسقط رأسه ودفن في العتبة العلوية.[٢]

  1. معجم الشعراء العرب
  2. جعفر الشرقي - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي