ألا ما لذا لا تنتهي عبراته
أبيات قصيدة ألا ما لذا لا تنتهي عبراته لـ عبد العزيز بن حمد آل مبارك

أَلا ما لِذا لا تَنتَهي عَبَراتُهُ
وَحَتّى مَتى لا تَنقَضِي حَسَراتُهُ
أَحَتمٌ عَلَيهِ في الهَوى صُحبَةُ الأَسَى
لَعَمرُكَ هَذا ما تَوَدُّ عِداتُهُ
وَيا صاحِبَي نَجوَاهُ ماذا أَهاجَهُ
إِلَى أَن عَلَت فِي المُنتَدى زَفَراتُهُ
تَرَنَّمَ شادِي الحَيِّ يا سَعدُ سُحرَةً
فَأشجاهُ مِن شادِي الحِمَى نَغَماتُهُ
وَشَبَّبَ بالحَيِّ الحُلُول وَإِنَّما
تَطِيبُ بِذِكراهُم لَدَيهِ حيَاتُهُ
وَفِي ذلكَ المغنَى حَبيبٌ تَكَفَّلَت
لِنَفسِي بِأَشتاتِ الجَمالِ شِيَاتُهُ
فَما الرَّوضُ إِلا خُلقُهُ وَحَدِيثُهُ
وَلا الحُسنُ إِلا ما جَلَتهُ صِفَاتُهُ
وَلَم يَعدُ جُنحَ اللَّيلِ وارِدُ فَرعِهِ
وَلا الوَردَ ما قَد أَطلَعَت وَجَناتُهُ
وَلَيسَ شَقِيقُ البَدرِ غيرَ جَبِينِهِ
وَلا الدُّرُّ إِلا ما حَوَت شَفَياتُهُ
وَهَل صِيغَ إِلا مِن لُجَينٍ وَعَسجَدٍ
وَمِسكٍ أَذاعَت عَرفَهُ رَشَحاتُهُ
مِنَ البِيضِ مُرتَجُّ الرَّوادِفِ أَهيَفٌ
لِغِزلانِ حُزوَى جيدُهُ والتِفَاتُهُ
تُرَنِّحُ صَهباءُ الشَّبيبَة عِطفَة
فتحكِي لَنا بانِ الحِمى خَطرَاتُهُ
وَيُذكِرُنا وَمضَ البُرُوقِ ابتِسامُهُ
وَتُبدِي لَنا سِحرَ الهَوى لَحَظاتُهُ
سَعِدتُ بِهِ والأُنسُ دانٍ جَناؤُهُ
تُظَلِّلُنا مِن دَهرِنا غَفَلاتُهُ
لَيالِيَ عاطانِي الحَبيبُ مُرَوَّقاً
مِنَ الوَصلِ عَذباً حَبَّذا رَشَفاتُهُ
وَأَيَّامَ لَم تَمشِ العَواذِلُ بَينَنا
وَلَم تُثنِ مَن أَهواهُ عَنِّي وُشاتُهُ
وَكَم مَجلِسٍ لِي في خِلالِ وِصالِهِ
تَجِلُّ عَن التَشبيهِ مُستَحسَناتُهُ
نُديرُ سُلافَ الأُنسِ آصالَ يَومِنا
وأَشبَهُ شَيءٍ بالأَصيلِ غَداتُهُ
فَيا سَعدُ مَن لِي والوُشاةُ تَعَاقَدُوا
لِحَلِّ وِصالٍ أُحكِمَت عُقدَاتُهُ
هُمُ أَولَعُوا بِالصَّدِّ وَالهَجرِ قلبَهُ
وَجَرَّاهُمُ إِصغاؤُهُ والتِفاتُهُ
فَجِيدُ الهَوى مِن حِليَةِ الوَصلِ عاطِلٌ
وَرَبعُ التَّلاقي أَقفَرَت عَرَصَاتُهُ
وَأَرضى بِهَجري مَعشَراً ما أَبَحتَهُم
سَمَاعاً لِقَولٍ زُخرِفَت كَلِماتُهُ
وَأَسمَعتُ كُلاً مِنهُمُ ما يَغِيظُهُ
وَتُلهِبُ نيرانَ الأَسى لَفَحاتُهُ
وَلم يُثننِي دَاع المَلامِ عَنِ الهَوى
فَما لِحَبِيبِي قَد ثَنَتهُ دُعاتُهُ
سَلامٌ عَلَى اللَّذَّاتِ إِن صَحَّ جِدُّهُ
وَحُقَّ لِجِسمي أَن تَطُولَ شَكاتُهُ
وَيا طِيبَ صَدٍّ لِلحَبيبِ بِهِ رِضاً
وَإِن غاظَنِي مِمَّن يَلُومُ شَمَاتُهُ
فَلا يَتَّهِمنِي بالسُّلُوِّ بِصَدِّهِ
إِذاً لا رَوَت عَنِّي الوَفاءَ رُواتُهُ
وَما كانَ عِشقِي ذَلِكَ الحُسنَ ضَلَّةً
وَما أَنا مَن تَهوي بِهِ نَظَراتُهُ
وَإِنِّي عَلَى ما ساءَني مِن صُدُودِهِ
لَتَجمُلُ فِي عَينِي وَتَحلُو صِفَاتُهُ
وَيُذكِي غَرامِي البرقُ مِن نَحوِ أَرضِهِ
وَيُطرِبُني مِن حَيِّهِ نَسَماتُهُ
وَما أَنا مِن أَلطافِ ذِي العَرشِ آيِسٌ
وَإِنِّي لأَرجُو أَن تَلِينَ قَناتُهُ
عَليهِ سَلامِي ما تَأوَّهَ عاشِقٌ
وَمَا صَدَّعَت أَحشَاءهُ حَسَراتُهُ
وَما قالَ نُدمَانِي مَقالَ تَوَجُّعٍ
أَلا ما لِذا لا تَنتَهِي عَبَراتُهُ
شرح ومعاني كلمات قصيدة ألا ما لذا لا تنتهي عبراته
قصيدة ألا ما لذا لا تنتهي عبراته لـ عبد العزيز بن حمد آل مبارك وعدد أبياتها ثلاثة و ثلاثون.
عن عبد العزيز بن حمد آل مبارك
عبد العزيز بن حمد آل مبارك، من بني تميم. ولد بمحلة الرفعة، من مدينة الهفوف بالأحساء. حفظ القرآن في سن مبكرة، ثم رحل مع والده إلى مكة وأقام بها سنوات، تلقى خلالها قسطاً من مبادئ العلوم الشرعية والتاريخية واللغوية، ثم عاد إلى بلده وعكف على التدريس والتحصيل وسنه لم تتجاوز الخامسة عشرة. وقد ترك شعراً ينوف عن ألف بيت. توفي في الأحساء. له: تدريب السالك.[١]
تعريف عبد العزيز بن حمد آل مبارك في ويكيبيديا
عبد العزيز بن حمد آل الشيخ مبارك (1862 - 1940) فقيه مالكي ومدرس ديني وشاعر سعودي. ولد في الهفوف في الأحساء. أقام في مكة والمدينة مدّة من الزمن، ثم اتصل بأعلام الأدب والسياسة في دول الخليج العربي. عيّن مدرساً بمدرسة الأحمدية في دبي بعد افتتاحه في 1912 وهو أول معلم لها. ثم زار البصرة وسكنها مدّة، واتّصل بأدبائها وتزوّج فيها، ثم زار الكويت بدعوة من أميرها، ودرّس في المدرسة المباركية. له كتاب في الفقه سمّاه تدريب السالك في فقه الإمام مالك وله مجموعة شعريّة زادت على ألف بيت.[٢]
- ↑ معجم الشعراء العرب
- ↑ عبد العزيز بن حمد آل مبارك - ويكيبيديا