ألا ما لعين المزن تروي الثرى هطلا

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة ألا ما لعين المزن تروي الثرى هطلا لـ شرف الدين الحلي

اقتباس من قصيدة ألا ما لعين المزن تروي الثرى هطلا لـ شرف الدين الحلي

ألا ما لعين المزن تَرْوِي الثرى هطلا

لِمُعْتَنِّ برق هزَّ إيماضه نصلا

بكت وهي لا تدري بموقع صنعها

إليه ولولاها لما قبل المَجْلا

فإن سل سيف منه في وجه أزمة

فيا طالما قد فَوَّقَتْ ريحُها نصلا

تبسم في وطفاء طال عبوسها

وللرعد في أرجائها أنة الثكلى

ودافع أعناق السيوف فأصبحت

بطون المجابي لا تُطيق لها حَملا

فيا حسن ذاك الغيث لو أن ركبه

تعرض أو ألقى على نائل رسلا

ومر بأرض الجامعين مخففاً

بتلك العراص الفِيحِ عن ظهره ثقلا

بلادي التي أَشْتَاقُ مربع سِربها

ومسرح ذاك السلسل العذب والظلا

أيا ساكني ظل العقيق أممكن

تجاوزكم عمن يرى جَوركم عدلا

ألم يك صبري في الكمين فمذ بدت

خيول هواكم كان أول من ولَّى

حمى الله من ريب الحوادث منكم

وجوهاً حماها الصَّوْن أن تعرف الذُّلا

وبي حُرَق بين الحشا مستكنة

بكلِّ خليِّ القلب صُيِّر لي شغلا

وبين بيوت الحيِّ كل ملية

من الحسن ما تنفكُّ توسعني مَطْلا

وفي كبدي نار هدى حائر الأسى

إلينا فبعداً للسلو الذي ضلا

وما كان قلبي يستباح لو انه

تحامى القدود الهيف والأعين النجلا

فلله من كُعْب كواعب كالدمى

عقائل لم تترك لذي صبوة عقلا

فوجدي بهاتيك الترائب والطُّلى

كوجد العلا بالصاحب بن أبي يَعْلى

بمن لم يحز رقّ الوزارة فلتة

ولم يقتنصها من مجاثمها ختلا

ولكن بإرث أبيه حسن سعيه

وباهر علم عنه آياته تتلى

إذا سدَّ ثغراً عجز الناس فتحه

وإن شدَّ أمراً لا يطيقوا له حملا

فكم سؤدد عاناه طالب شأوه

فعاد وما داناه نيلاً ولا نسلا

وإن جاد بالنُّعمى وأبدى طلاقة

فقل في الحيا المنهلّ والنير الأعلى

به حلت العلياء دون معاشر

جفوها على عمد فكان لها خلا

فيا حبذا صدر يخفُّ إلى العلا

على أنه ما زال يحتمل الثقلا

إذا اجترم الجاني وعاذ بصفحه

رأيت الإباء الصعب والخلق السهلا

سما نحو غايات الجدود فنالها

ولا عجب للفرع أن يشبه الأصلا

وإن قصر الساعون عن شأو فضله

فأصغر منهم من يؤنبهم عذلا

أعندهم ما عنده من مناقب

إذا بثها فالدهر يكتب ما أملى

أأبياتهم تحكي رحيب محلة

ببذل القِرى والعام قد عمنا مَحْلا

له قلم ما خلته غير عامل

غدا من قلوب القوم يستخرج الغلا

إذا عب في داج من النفس وارتوى

سعى مثلما يسعى معانده ذلا

بعمر ورزق يحسن القطع والوصلا

إذا ما وشى في الطرس روضاً مدبجاً

تعاهده نقطاً فراق الورى شكلا

فيا أيها الحِبْر الذي في فنائه

عرضت المقال السهل والنائل الجزلا

فداؤك من يرنو بعين كليلة

إلى عبء مجد لا يطيق له حملا

تجافى عن العلياء مستوحشاً لها

فلو قلدته طوقها ظنه غُلاَّ

فداؤك قوم أجدبت عرصاتهم

وضنوا فما سيموا ربيعاً ولا فصلا

ينادي نَدَاك الحائمات من المنى

بحيَّ هلا قد أوضح الأمل السبلا

بحيث مَقِيل الأمن تندى ظلاله

فيسرج فيما اخضرَّ منها وما اخضلاَّ

حلمت عن الجاني وزدت طلاقة

وجدت فكنت الطود والشمس والوبلا

وما اختارك السلطان للرتبة التي

خصصت بها حتى رآك لها أهلا

نهضت بأعباء الوزارة فارعاً

بهذي المساعي الغرّ ما طال واستعلى

وكان حديث المجد عند معاشر

بتجريحهم والقدح فيهم قد استعلى

تداركت منه مسنداً بصحيحه

تفرَّدْتَ لما قمت ترفعه نقلا

فيا مُتْحِف الدنيا بعزّ محاسن

يتوق العلا ما دق منها وما جلاَّ

تلقَّ القوافي الشاردات تعرضت

لأنعمك الحسنى فكانت لها أهلا

ودونكها زهر الخدود كأنها

حديثة روض نورها يلثم الطلا

كما استعطف المعشوق صب عتابه

مقدمة كانت نتيجته وصلا

وكيف أجاري من يفاجئ بالندى

فأمنحه قولاً فيمنحني فعلا

فإني سأبقيها عليك مدائحاً

مؤيدة يبلى الزمان ولا تبلى

فدم أمن مَزْؤود ومنية عائل

وموئل مطرود تبوئه ظلاّ

شرح ومعاني كلمات قصيدة ألا ما لعين المزن تروي الثرى هطلا

قصيدة ألا ما لعين المزن تروي الثرى هطلا لـ شرف الدين الحلي وعدد أبياتها واحد و خمسون.

عن شرف الدين الحلي

أبو الوفاء راجح بن أبي القاسم إسماعيل الأسدي الحلي أبو الهيثم شرف الدين. شاعر من بني أسد ولد في مدينة الحلة في العراق. وقد رحل الشاعر إلى بغداد في خلافة الإمام الناصر لدين الله أبي العباس أحمد المستضيء بنور الله ولكنه لم يستقر كثيراً فرحل إلى الشام ومصر. وقد قضى جل حياته في ربوع الشام، ويظهر من شعره أنه شيعي وهذا ظاهر إذ أن كل أهل الحلة متشيعين. وشعر الحلي يشمل المدح في معظمه وله (ديوان كبير - خ) .[١]

  1. معجم الشعراء العرب

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي