ألا هل أتى غسان عنا ودونهم

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة ألا هل أتى غسان عنا ودونهم لـ كعب بن مالك الأنصاري

اقتباس من قصيدة ألا هل أتى غسان عنا ودونهم لـ كعب بن مالك الأنصاري

أَلا هَلْ أتى غَسّانَ عنّا ودونَهُمْ

مِنَ الأَرضِ خَرْقٌ سَيْرُهُ مُتَنعْنِعُ

صَحَارٍ وأَعلامٌ كأنَّ قَتَامَهَا

مِنَ البُعدِ نَقْعٌ هَامِدٌ مُتَقطّعُ

تَظَلُّ بهِ البُزْلُ العَرَامِيسُ رُزَّحاً

ويَخْلُو بهِ غَيْثُ السّنينَ فَيُمْرِعُ

بِهِ جِيَفُ الحَسْري يَلُوحُ صَلِيبُهَا

كما لاَحَ كتّانُ التِّجَارِ الموَضَّعُ

بهِ العِينُ والآرَامُ يَمْشِينَ خِلْفةً

وَبَيْضُ نَعَامٍ قَيْضُه يَتَقَلَّعُ

مُجالدَنَا عَنْ دِينِنَا كُلُّ فَخْمَةٍ

مُذَرَّبةٍ فيها القَوَانِسُ تَلْمَعُ

وكلُّ صَمُوتٍ في الصّوانِ كأَنَّها

إذا لُبِسَتْ نَهيٌّ من الماءِ مُتْرَعُ

ولكنْ بِبَدْرٍ سَائِلوا مَنْ لَقِيتُمُ

مِنَ النّاسِ والأنبَاءُ بالغَيْبِ تَنْفَعُ

وإنّا بِأَرْضِ الخَوفِ لَو كَانَ أهْلُهَا

سِوَانَا لقد أَجْلُوا بِلَيْلٍ فأقشَعُوا

إذا جَاءَ منّا رَاكبٌ كانَ قولُهُ

أَعِدّوا لِما يُزْجي ابنُ حرْبٍ ويجمعُ

فَمَهْمَا يُهِمُّ النّاسَ ممّا يكيدُنَا

فَنَحْنُ لَهُ من سَائِرِ النّاس أوسعُ

فلو غيرُنَا كَانَتْ جيمعاً تَكِيدُهُ

البريّةُ قد أَعْطَوْا يداً وَتَوَرَّعُوا

نُجَالِدُ لا تبقى عَلَيْنَا قَبِيلَةٌ

من النّاسِ إلاّ أَنْ يَهابوا ويفظعوا

ولمّا ابتَنَوا بالعِرْضِ قَالَ سَرَاتُنَا

عَلاَمَ إذا لَمْ نمنَعِ العِرْضَ نزرَعُ

وَفِينَا رسولُ اللهِ نَتْبَعُ أمْرَهُ

إذا قالَ فِينَا القولَ لا نَتَطَلَّعُ

تَدَلَّى عليهِ الرّوحُ مِنْ عند ربّهِ

يُنزَّلُ من جوِّ السماءِ ويُرفَعُ

وقالَ رَسُولُ اللهِ لَمّا بَدَوا لنا

إذا مَا اشْتَهَى أَنّا نُطِيعُ ونسْمعُ

وكُونُوا كَمَنْ يَشْرِي الحياةَ تَقرّباً

إلى ملِكٍ يُحيَا لَدَيْهِ ويُرجَعُ

ولكنْ خُذوا أَسْيَافَكُمْ وَتَوَكَّلُوا

على اللهِ إنَّ الأمْرَ للهِ أجمعُ

فَسِرْنَا إليهِمْ جَهْرَةً في رِحالِهِمْ

ضُحيّاً عَلَيْنَا البيضُ لا نتخشَّعُ

بمَلْمُومَةٍ فيها السَّنَوَّرُ والقَنَا

إذا ضَرَبُوا أَقْدَامَها لا تورّعُ

فجئنَا إلى هَوجٍ من البحرِ وَسْطَهُ

أحابيشُ منهمْ حَاسِرٌ ومقنّعُ

ثلاثةُ آلافٍ وَنَحْنُ نَصِيَّةٌ

ثَلاَثُ مِئينٍ إنْ كَثُرْنَا وأَرْبعُ

نُغَوِرُهُم تجري المنيّةُ بَيْنَنَا

نُشارِعُهُمْ حوضَ المَنَايا ونَشْرَعُ

تَهَادَى قِسِيُّ النبعِ فينا وفيهِمُ

وَمَا هو إلاَّ اليَثْرِبيُّ المُقَطَّعُ

ومَنْجُوفةٌ جِرْمِيَّةٌ صَاعِديَّةٌ

يُذَرُّ عليها السّمُّ سَاعةَ تَصْنَعُ

تَصُوبُ بأَبْدَانِ الرّجَالِ وَتَارَةً

تمرُّ بأَعراضِ البَصَارِ تَقَعْقَعُ

وَخَيْلٌ تَرَاها بالفَضَاءِ كأَنَّها

جَراُ صَباً في قَرَّةٍ يتريَّعُ

فلمّا تَلاَقَيْنَا وَدَارَتْ بنَا الرَّحى

وليسَ لأمرٍ حَمَّهُ اللهُ مَدفَعُ

ضَرَبْنَاهُمُ حتّى تَرَكْنَا سَراتَهُمْ

كأَنَّهُمُ بالقَاعِ خُشْبٌ مُصرّعُ

لَدُنْ غُدوةً حتّى استَفَقْنَا عشيّةً

كأنّ ذَكَانَا حَرُّ نَارٍ تلفَّعُ

وَرَاحُوا سِرَاعاً مُوجِفِينَ كأَنَّهُمْ

جَهامٌ هَرَاقتْ ماءَه الرّيحْ مُقْلعُ

وَرُحْنَا وأُخْرَانَا بِطَاءٌ كأنَّنَا

أُسُودٌ على لَحْمٍ بِبِيشةَ ظُلَّعُ

فَنِلْنا وَنَالَ القَوْمُ مِنَّا وربَّما

فَعَلْنَا ولكنْ ما لَدَى اللِ أوسعُ

ودارتْ رَحَانَا واستَدَارَتْ رَحَاهُمُ

وَقَدْ جَعَلُوا كُلٌّ مِنَ الشَّرِّ يَشْبَعُ

وَنَحْنُ أُناس لا نَرَى القَتْلَ سُبّةً

عَلَى كُلِّ من يحمي الذِّمارَ ويمنَعُ

ولكنَّنَا نَقْلِي الفَرارَ ولا نرى الْ

فَرارَ لِمَنْ يرجُو العَوَاقبَ يَنْفَعُ

جِلادٌ على رَيْبِ الحَوَادِثِ لا تَرَى

عَلَى هَالِكٍ عَيْناً لَنَا الدّهرَ تَدْمَعُ

بَنُو الحربِ لا نَعيَا بِشَيء نَقُولُهُ

ولا نَحْنُ مِمّا جَرَّتِ الحَرْبُ نجزَعُ

بَنُو الحَرْبِ إنْ نظفرْ فَلَسْنَا بفُحَّشِ

ولا نَحْنُ مِمّا جَرَّتِ الحَرْبُ نجزَعُ

بَنُو الحَرْبِ إنْ نظفرْ فَلَسْنَا بفُحَّشِ

ولا نَحْنُ مِنْ أَظْفَارِهَا نَتَوَجَّعُ

وكنّا شِهَاباً يتّقي النّاسُ حَرَّهُ

ويَفرُجُ عَنْهُ من يَليهِ يُسْفَعُ

فَخَرْتَ عليَّ ابنَ الزّبَعْري قد سَرَى

لَكُمْ طَلَبٌ من آخرِ اللّيلِ مُتْبعُ

فَسَلْ عَنْكَ في عُلْيَا مَعَدٍّ وغيرهَا

من النّاسِ مَنْ أخزى مُقَاماً وأشنعُ

وَمَنْ هُو لَمْ تَتْرُكْ لَهُ الحَرْبُ مَفْخَراً

وَمَنْ خدُّهُ يومَ الكَرِيهَةِ أضرعُ

شَدَدْنَا بِحَوْلِ اللهِ والنّصْرِ شَدَّةً

عَلَيْكُمْ وأطرافُ الأَسِنَّةِ شُرَّعُ

تَكُرُّ القَنَا فيكُمْ كأنَّ فُروغَهَا

عَزالْ مَزَادٍ ماؤُهَا يَتَهزَّعُ

عَمَدْنَا إلى أهْلِ اللّواءِ وَمَنْ يَطِرْ

بِذِكْرِ اللّواءِ فهوَ في الحَمْدِ أسْرَعُ

فَخَانُوا وَقَدْ أَعْطُوا يداً وَتَخَاذَلُوا

أبى اللهُ إلاّ أمرَهُ وَهْوَ أصْنعُ

شرح ومعاني كلمات قصيدة ألا هل أتى غسان عنا ودونهم

قصيدة ألا هل أتى غسان عنا ودونهم لـ كعب بن مالك الأنصاري وعدد أبياتها تسعة و أربعون.

عن كعب بن مالك الأنصاري

كعب بن مالك بن عمرو بن القين الأنصاري السلمي الخزرجي. صحابي من أكابر الشعراء من أهل المدينة واشتهر في الجاهلية وكان في الإسلام من شعراء النبي صلى الله عليه وسلم وشهد أكثر الوقائع. ثم كان من أصحاب عثمان وأنجده يوم الثورة وحرض الأنصار على نصرته ولما قتل عثمان قعد عن نصرة علي فلم يشهد حروبه، وعمي في آخر عمره وعاش سبعاً وسبعين سنة. قال روح بن زنباع: أشجع بيت وصف به رجل قومه قول كعب بن مالك: نصل السيوف إذا قصرن بخطونا يوماً ونلحقها إذا لم تلحق له (80حديثاً) ، و (ديوان شعر -ط) جمعه سامي العدل في بغداد.[١]

تعريف كعب بن مالك الأنصاري في ويكيبيديا

كعب بن مالك الأنصاري السلمي، شاعر الإسلام أسلم قديماً وشهد العقبة ولم يشهد بدرا، وكان أحد الثلاثة الذين تاب الله عليهم بعد تخلفهم عن غزوة تبوك. وتوفي سنة 50 هجرية وقيل 51 هـ.[٢]

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي