ألا يا صاح لا تعجل بقتلي قد دنا المقتل
أبيات قصيدة ألا يا صاح لا تعجل بقتلي قد دنا المقتل لـ جلال الدين الرومي

ألا يا صاح لا تعجل بقتلي قد دنا المقتل
ترفّق ساعة واسأل وصِل من باد بالهجران
عذيري منك يا مولى فإنّ الهمّ إستولى
وأنت بالوفا أولى فلا تشمت بيَ الشيطان
ألا يا مُتلفي زُرني لتحييني وتنشرني
قد استوليتَ فانصرني فإنّ الفضلَ بالإحسان
وما ذنبي سوى أني عديم الصبر في فنّي
فلا تُعرض بذا عني وجُد بالعفو والغفران
أتيناكم أتيناكم فأحيونا بلقياكم
وساقونا بسقياكم خذوا بالجود يا إخوان
دخلتُ النار سكرانا حسبت النار أوطانا
ألِفتُ النار أحيانا فمن ذا يألف النيران
خليلي قد دنا نقلي بلا قلب ولا عقل
فلا تُعرض ولا تَقُل ولا ترديني بالنسيان
يقول خادع المَعشَر بلاء العشق كالسُكر
وشوكُ الحبِّ كالعبهر فما يبكيك يا فتّان
جراحاتُ الهوى تشفي كدوراتُ الهوى تُصفي
بُروداتُ الهوى تُدفي ونيران الهوى ريحان
إذا استغنيتَ لا تبخل تصدَّق في الهوى وانخل
فبئس البخل في المأكل ونعم الجود في الإنسان
ألا يا ساقياً أوفِر ولا تمنُن لتستكثر
أدر كاساتنا واسكر فإنّ العيش للسكران
فلا تَسقِ بكاسات صغارٍ بل بطاسات
وأَمددنا بجرّات عظامٍ يا عظيم الشان
سقانا ربُّنا كاسا مراعاةً وإيناسا
فنعم الكأس مقياسا وبئس الهمّ كالسرحان
ألا يا ساقي السكرى أنل كاساتنا تترى
تُسلّي القلب بالبشرى تصفّينا عن الشنآن
سنا برق لساقينا بكاسات تلاقينا
تضيء في تراقينا بنور لاح كالفرقان
إذا أفناك سُقياها وزاد الشرب طَغواها
فإيّاكم وإيّاها وخلّوا دهشة الحيران
شرح ومعاني كلمات قصيدة ألا يا صاح لا تعجل بقتلي قد دنا المقتل
قصيدة ألا يا صاح لا تعجل بقتلي قد دنا المقتل لـ جلال الدين الرومي وعدد أبياتها ستة عشر.
عن جلال الدين الرومي
جلال الدين الرومي

مولانا جلال الدين الرومي
الشيخ الإمام العالم الكبير العلامة جلال الدين الرومي أحد العلماء المشهورين بالدرس والإفادة، قرأ العلم على الشيخ قطب الدين الرازي شارح الشمسية وقدم الهند، فولاه فيروز شاه السلطان التدريس في مدرسته بدار الملك دهلي، وكان يدرس الفقه والحديث والتفسير وغيرها من العلوم النافعة، انتفع به ناس كثير وأخذوا عنه، منهم الشيخ يوسف بن الجمال الملتاني، وتلك المدرسة كانت من أبنية الملك المذكور بناها على الحوض العلائي وكان بناؤها طويل العماد متسع الساحة كثير القباب والصحون، لم يعمر مثلها قبلها ولا بعدها.
قال البرني في تاريخه: إنها من عجائب الدنيا في ضخامتها وسعة ممرها وطيب مائها وهوائها، ما ابتغى من دخلها عنها حولاً، انتهى.
الإعلام بمن في تاريخ الهند من الأعلام المسمى بـ (نزهة الخواطر وبهجة المسامع والنواظر)