ألا يا صدى النفس قد بات حاكيا

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة ألا يا صدى النفس قد بات حاكيا لـ فخري أبو السعود

اقتباس من قصيدة ألا يا صدى النفس قد بات حاكيا لـ فخري أبو السعود

أَلا يا صَدى النَفس قَد باتَ حاكِيا

تُترجم عَنها شجوها وَالأَمانيا

تَبوح بذكراها وَتَحكى شُعورَها

وَتُروى رؤاها صادِقاً وَالمَعانيا

وَتَكشف مِن أَسرارِها كُل مُبهم

خَبيراً بِأَغوار السَريرة داريا

لَأَنتَ نَديم النَفس في صَبواتها

وَإِن عَن خَطب كُنتَ أَنتَ المُؤاسيا

لَها مِنكَ في الأَشجان يا شعر مُفزع

تُدافع عَنها اليَأس بِالبَشر ماحيا

وَأَنتَ قَرين البَأس وَالمَجد وَالعُلا

وَكَم تَلهم العليا وَتوحي التَساميا

وَما أَنتَ أَلفاظ تُصاغ لياقة

وَلَكن شُعور النَفس قَد فاضَ طاميا

معين بِنَفس المَرء يَجري تَرقرقا

إِذا حَسبته غَيض جَرجر دَاويا

أَهاب بِهِ حادث الدَهر نازل

فَأَقبل دفاقا يُلبي المُناديا

وَما كُنت يَوماً ناظم الشعر إِنَّما

غَدَوت لَهُ في صَفحة الكَون تاليا

أَقلب مِن دِيوان ذا الكَون صَفحة

تَلى صَفحة أَتلوه لِلناس راويا

صَحائف ما تُبلى عَلى الأَرض جدة

وَكَم باتَ تالوها عِظاماً بَواليا

صَحائف حُسن قَد عبدت صِفاته

وَصَورت مِنهُ في القَصيد مَجاليا

وَأَودَعته آمال أَمس وَهَمه

وَأَيام حُسن قَد مَضَت وَلَياليا

إِذا رُحت أَتلو ما خَططت رَأَيتَني

كَأَني أَحيا ذَلِكَ العَهد ثانيا

وَما العَيش إِلا أَن تَرى فتنة الوَرى

وَتودعها مِن بَعد ذاكَ القَوافيا

فَلا عشت إِلّا ناظِراً متمليا

أَهذب شعراً يَعرض الكَون حاليا

يُصور حُسن الأُفق بِالشَمس راوِيا

وَيَرسم سحر البَدر يَغشى الدَياجيا

وَأَقدام طَود حَفها المَوج غاسِلا

وَهامات هَضب لَفَها الغَيم كاسيا

وَيَحكى اِئتِلاف النُور وَالظل وَالشَذى

وَيَحكى خُفوق الغُصن بِالغَيث ناديا

وَيَحكى خَرير النهر يَجري مُسلسلا

وَأَلحان طَير باتَ في الغُصن شاديا

أَمير الفَنون الشعر جَمع شَملها

وَأَنزع مِنهُنَ النُفوس الصَواديا

وَفيهِ مَجال للَخيال وَمَلعب

بِهِ الفكر يَدني كُل ما كانَ نائيا

وَيَمضي مَع الأَحلام في كُل مَذهَب

وَتَرمى بِهِ شَتى الطُيوف المَراميا

وَيَخلق مِنها عالَماً بَعدَ عالم

مَليئاً بِأَسباب المَسَرات حاليا

وَيَدفعهُ حُب البَعيد فَيَنثَني

مَع الريح يَمي أَو إِلى النجم راقيا

وَيُمعن في ماضي الزَمان مجولا

وَيَسبر مَحجوباً مِن الغَيب آتيا

وَيَجمَع أَطراف الحَياة وَتَلتَقي

عَلى وَردِهِ الأَجيال شَتى تَواليا

شرح ومعاني كلمات قصيدة ألا يا صدى النفس قد بات حاكيا

قصيدة ألا يا صدى النفس قد بات حاكيا لـ فخري أبو السعود وعدد أبياتها ثمانية و عشرون.

عن فخري أبو السعود

فخري أبو السعود. مدرس مصري، له اشتغال بالأدب والترجمة، وله نظم كثير، فيه رقة، نشر بعضه في الصحف والمجلات، تعلم بالقاهرة واستكمل دراسته في انجلترا، وعمل في التدريس بالقاهرة ثم بالإسكندرية. وتزوج بإنجليزية، فكان له منها ولد. وابتعدت عنه مضطرة خلال الحرب العالمية الثانية، فانقطعت أخبارها. وغرق ولده في إحدى السفن، فانهارت أعصابه، فأطلق على رأسه رصاصة ذهبت بحياته في الإسكندرية، وهو في نحو الخامسة والثلاثين من عمره. له (مقارنة بين الأدبين العربي والإنكليزي- ط) نشر متسلسلا في مجلة الرسالة، و (الثورة العرابية- ط) تاريخها ورجالها، و (التربية والتعليم) لم يطبعه. وترجم عن الإنجليزية (تس، سليلة دربرفيل- ط) لتوماس هاردي.[١]

تعريف فخري أبو السعود في ويكيبيديا

فخري أبو السعود (1909 - 21 أكتوبر 1940) شاعر وناقد أدبي مصري. ولد في بنها ونشأ ودرس فيها ثم التحق بالقسم الأدبي في مدرسة المعلمين العليا في القاهرة، وتخرج بها حاملًا أجازتها سنة 1931. أُوفد في بعثية علمية إلى بريطانيا سنة 1932، فدرس الأدب الإنجليزي، ثم عاد إلى وطنه متزوجًا بسيدة إنجليزية، وأنجبا طفلًا، وعاش يمارس التدريس في الإسكندرية واشتغل بالتأليف والبحث والترجمة. سافرت زوجته إلى بريطانيا سنة 1939 لزيارة أهلها ومعها ولدهما قبل اندلاع الحرب العالمية الثانية، وحالت الحرب دون عودتهما ثم سمع أن ابنه مات في حادث غرق سفينة بين بريطانيا وكندا، ثم انقطعت أخبار زوجته عنه، فغلبه اليأس، وضاق بالحياة حتى انتحر مطلقًا نار على رأسه من مسدسه في حديقه داره في يوم خريفي وهو نحو الثلاثين من عمره. اشتهر بدراساته مقارنة بين الأدبين العربي والإنجليزي، نشرت مسلسلة في مجلة «الرسالة» بين سنوات 1934 - 1937، وجمعت في كتاب «في الأدب المقارن ومقالات أخرى» وصدرت في 1997. شعره مبثوت عبر صحفات المجلات والجرائد، وله عدة مؤلفات مخطوطة.[٢]

  1. معجم الشعراء العرب
  2. فخري أبو السعود - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي