ألا يا مشوقا يمم الربع والمغنى

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة ألا يا مشوقا يمم الربع والمغنى لـ ابن فركون

اقتباس من قصيدة ألا يا مشوقا يمم الربع والمغنى لـ ابن فركون

ألا يا مَشوقاً يمّمَ الرّبْعَ والمَغْنى

هنيئاً فوجْهُ الحسْنِ حيّاكَ بالحسْنى

عطفْت على سلمَى الرّكابَ مُسلّماً

فأهْدَتْ جَواباً رائقَ اللفظِ والمعْنَى

ويا طالَما صدّت ولم تَثْنِ مَعطِفاً

ولذّتْ وقد جاذَبْتُها غُصُناً لَدْنا

وأمّا وقد لاحَ المحَيّا وحُسْنُهُ

فمِنْ طَلْعةٍ تُجْلَى ومنْ دوحَةٍ تُجْنى

وقِدْماً سرَيْنا بالرَّكائِب مَوْهِناً

ونجْمُ الدُّجى بالأفْقِ لمْ يعرِفِ الوَهْنا

تخوضُ بنا بحْرَ السّرابِ ظعائِنٌ

فللّه عيْنَا مَن رأى البحرَ والسُّفْنا

ولم أنْسَ بالحَيِّ الحِلالِ وُقوفَها

وسُكّانُه المعْنَى فمالي وللمغْنَى

وهل شغَفي بالبانِ إلا لأنّه

بهِ شَبَهٌ ممّنْ كَلِفتُ بها معْنَى

هيَ الظّبْيُ جيداً والقَضيبُ تأوُّداً

ثنَتْنيَ مِلْكاً دونَ شرْطٍ ولا اسْتِثْنا

بنَيِّر مرْآها وحُسْنِ قوامِها

إذا ما تبدّتْ تُخْجِلُ البدْرَ والغُصْنا

فيا لَيْتَ منْها الطيْفُ قد زارَ في الدُجى

ومن لي بهِ والسُّهْدُ قد ألِفَ الجَفْنا

أطارَ فؤادي الشّوْقُ بعْدَ بِعادِها

فلمْ يتخِذْ في الصّدْرِ وكْراً ولا وَكْنا

عجِبْتُ لها إذْ أتْلَفَتْهُ ببُعْدِها

وما اتخذَتْ لمّا نأتْ غيرَهُ سُكْنى

لقد عذَرَتْني ثمّ ضنَّتْ بوصْلِها

وأعْجَبُ شيءٍ عاذِرٌ بالمُنَى ضَنّا

وقد رجمَ الواشي ظنوناً كَواذباً

فمنْ عاذِرٍ قدْ ضنّ أو عاذلٍ ظنّا

وأبْدَعُ شيءٍ طائرُ الدوحِ صادِحاً

يُذكِّرُ بالمغْنى ويُبْدِعُ إن غَنّى

أذِنْتُ لهُ والسمعُ بابٌ لسَجْعِهِ

فثابَ ولمْ يعرِفْ حِجاباً ولا إذْنا

وطوّق بالأنداءِ جيداً كأنّهُ

حَبَى يوسُفاً مَوْلايَ بالمَدْحِ فاسْتَغْنى

هوَ الملِكُ الأعْلى هو النّاصِرُ الذي

مَعالِي عَوالِيهِ مؤسّسةُ المَبْنى

فحَسْبُ ملوكِ الغربِ والشّرقِ أنّهُ

يُؤمّلُه الأقْصى من الخلْقِ والأدْنى

إذا ما تبدّى البدْرُ نُوراً ورِفْعَةً

أرى قدْرَهُ أسْمى وطلعتَهُ أسْنى

تُيَسِّرُ يُسْراهُ لسائِلهِ المُنى

وتَبْسُط يُمْناهُ لآمِلِه الأمْنا

فيُرْدي أعادِيهِ ويُحْيِي عُفاتَهُ

بمَكْرُمَةٍ قدْ سَنّ أو غارَةٍ شنّا

حَباني بالآمالِ والمالِ رِفْدُهُ

فأغْنَى وعنْ تسْآل مَنْ دونَهُ أغْنى

مدائِحُهُ كانتْ وسائِلَ للغِنى

فللّهِ ما أغْنى وللهِ ما أعْنَى

أمَولايَ قد بلّغْتَني كُلَّ مطْلَبٍ

بِفَيْضِ نوالٍ جَوْدُهُ يُخْجِلُ المُزْنا

ولمْ لا وقد وافتْ علامَتُك التي

لها الحُسْنُ في شفعِ الزّيادةِ بالحُسْنى

وجُدتَ بما قد أمّلَ العبْدُ مُنعِماً

فشكراً بما أوْليْتَ من مقْصَدٍ أسْنى

وشرّفْتَ عبْداً قد أتاكَ مُسلِّماً

يَرى اليُمْنَ في تَقبيلِ راحَتِك اليُمْنى

نوالكَ كافٍ كافِلٌ كلَّ سائِلٍ

لهُ في الورى معْنىً تَناسَوْا بهِ مَعْنا

يميناً بمنْ حثّ الرّكائِبَ في مِنىً

ومنْ حجّ بيت اللهِ والحجْرَ والرُّكْنا

ومنْ قد سَرى ليْلاً لتكْليمِ رَبِّهِ

إلى أن تدَلّى قابَ قوسيْن أو أدْنى

لما ساجَل البَدْرُ المُنيرُ ولا الحَيا

يَلوحُ ويَهْمي منكَ حُسْناً ولا مَنّا

ودونكَها بالحمدِ راقَ جمالُها

وبالمَدْحِ فاقتْ كُلَّ غانِيةٍ حَسْنا

فأثنى عليْكَ العَبْدُ بَدْءاً وعوْدَةً

إلى أن ثَنى صرْفَ الزّمانِ بما أثْنى

شرح ومعاني كلمات قصيدة ألا يا مشوقا يمم الربع والمغنى

قصيدة ألا يا مشوقا يمم الربع والمغنى لـ ابن فركون وعدد أبياتها خمسة و ثلاثون.

عن ابن فركون

هـ / 1379 - 1417 م أبو الحسين بن أحمد بن سليمان بن أحمد بن محمد بن أحمد بن إبراهيم بن هشام القرشي. شاعر، هو ابن أحمد بن فركون أحد تلاميذ ابن الخطيب ومن خاصته. وقد ورث شاعرنا عن أبيه الذكاء الحاد والنبوغ المبكر، وقال الشعر صغيراً ولا يعرف له اسم سوى كنيته أبو الحسين. وكان ينظر في شبابه إلى العمل في ديوان الإنشاء، وقد حصل له ما أراد بعمله في كتاب المقام العلي. ولما بويع يوسف الثالث مدحه ، فنال عنده الحظوة، وغدا شاعره المختص المؤرخ لأيامه بشعره وأصبح ابن فركون بفضل منصبه وأدبه مرموقاً في المجتمع الغرناطي.[١]

تعريف ابن فركون في ويكيبيديا

ابن فركون هو أبو الحسين بن أحمد بن سليمان بن أحمد بن محمد بن أحمد بن إبراهيم بن هشام القرشي، المعروف بابن فـُركون، وأبو الحسين اسمه لا كنيّـته، و( ابن فُركون ) شهرته وشهرة أبيه أحمد وعمّه أبي الطاهر وجدّه سليمان وجدّ أبيه أحمد قاضي الجماعة، وبنو فُركون هؤلاء أصلهم من ألمرية.وكان انتقال جدّ الأسرة أحمد بن محمد إلى غرناطة وولايته قضاء الجماعة فيها بداية لشهرة هذه الأسرة ومشاركة عدد من أعلامها في الحياة السياسية والعلمية والأدبية بمملكة بني نصر، وكان أبو الحسين كاتب سرّ يوسف الثالث وشاعر دولته ومؤرخ أيامه. ولد أبو الحسين حوالي 781هـ بغرناطة، ونشأ في حِجر والده القاضي الأديب ودرس على أعلام العلم بالحضرة النّصرية يومئذ، وبعد أن أكمل دراساته واستكمل أدواته دخل ديوان الإنشاء النّصري في عهد محمد السابع من عام 808هـ وترقّى في عهد يوسف الثالث، فكلّفه أول الأمر في عام 811هـ بتنفيذ النفقات المخصّصة للغزاة والمجاهدين المتطوعين، ثمّ اختاره لتولّي كتابة سرّه عام 814هـ، وظلّ في هذا المنصب إلى وفاة يوسف الثالث عام 820هـ، وبعد هذا التاريخ لا يُعرَف شيءٌ، وأغلب الظنّ أنه أصيب في غمرة الفتن التي حصلت بعد وفاة يوسف الثالث . وترك لنا آثارا شعرية تتمثّل أولا في ديوانه الذي وصل إلينا السّفر الثاني منه، وثانيا في المجموع الشعري الكبير المسمّى «مظهر النور الباصر في أمداح الملك الناصر».[٢]

  1. معجم الشعراء العرب
  2. ابن فركون - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي