ألحق بنفسج فجري وردتي شفقي

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة ألحق بنفسج فجري وردتي شفقي لـ ابن قلاقس

اقتباس من قصيدة ألحق بنفسج فجري وردتي شفقي لـ ابن قلاقس

ألْحِقْ بَنَفْسِجَ فَجْرِي وَرْدَتَيْ شَفَقِي

كافُورَةُ الصُّبْحِ فَتَّتْ مِسْكَةَ الغَسَقِ

قد عطَّلَ الأُفْقُ من أَسْمَاطِ أَنْجُمِهِ

فاعْقِدْ بخَمْرِكَ فينا حِلْيَةَ الأُفُقِ

قُمْ هاتِ جامَكَ شمساً عند مُصْطَبَحٍ

وخَلِّ كأْسَكَ نَجْماً عندَ مُغْتَبِقِ

واقسِمْ لكُلِّ زمانٍ ما يليقُ به

فإِنَّ للزَّنْدِ حَلْياً ليس لِلْعُنُقِ

هبَّ النسيمُ وهبَّ الرّيم فاشتركا

في نَكْهِةٍ من نسيمِ الرَّوْضَةِ العَبِقِ

واسْتَرْقَصَتْنِيَ كاسْتِرْقَاصِ حامِلِها

مُخْضَرَّةُ الوُرْقِ أَو مُخْضَرَّةِ الوَرَقِ

وبتُّ بالكأْسِ أَغنَى الناسِ كُلِّهِمُ

فالخمرُ من عسجدٍ والكأْسُ من وَرِقِ

كم ورَّدَتْ وجناتُ الصِّرْفِ في قدحٍ

فتحت بالمزج ما يعلوه من حذقِ

يَسْعَى بها رَشَأٌ عيناه مُذْ رَمَقَتْ

لم يُبْقِ فِيَّ ولا فيها سوى الرَّمَقِ

حَبَابُها وأَحادِيثي ومَبْسِمُهُ

ثلاثَةٌ كلُّها من لؤلؤٍ نَسَقِ

حتى إِذا أَخَذَتْ منا بسَوْرَتِها

ما أَخَذَ النَّوْمُ من أَجفانِ ذي أَرَقِ

ركبتُ فيه بحاراً من عجائِبها

أَنِّي سَلِمْتُ وما أَدرِي من الغَرَقِ

ولم أَزَلْ في ارْتِشافِي منه رِيقَ فم

أَطفأْتُ في بردِهِ مشبوبةَ الحُرَقِ

يا ساكنَ القلبِ عما قد رَمَيْتَ بِهِ

من ساكنِ القلبِ مُغْمًى فيه من قَلَقِ

لا تَعْجَبَنَّ لكل الجسمِ كيف مَضَى

وإِنَّما اعْجَبْ لبعضِ الجِسْمِ كيفَ بَقِي

لم أَستَرِقْ بمنامي وصلَ طيفِهِمُ

فما لهُ صارَ مقطوعًا على السَّرَقِ

ولا اجْتَلَى الطَّرْفُ برقًا من مباسِمٍهٍمْ

فما له مثلَ صوبِ العارِضِ الغَدِقِ

في الهندِ قد قيل أَسيافُ الحديدِ ولو

لا هندُ ما قيلَ أَسيافٌ من الحدقِ

نسيتُ ما تحت تفتيرِ الجفونِ أَمَا

خُلُوقَهُ الجَفْنِ أَثْرُ الصَّارِمِ الذَّلِق

وبِتُّ بالجِزْعِ في آثارهم جَزَعاً

إِن جرّد البَرْقُ إِيماضاً على البُرَقِ

في نار وجدِيَ مغْنًى من تَلَهُّبِهِ

وفي فؤادِيَ ما فيه من الوَلَقِ

خوفٌ أَبو القاسِمِ الأَرزاقَ قَسَّمَهُ

عني فقد صحَّ إِفْراقِي منَ الفَرَقِ

القائدُ الضِّدَّيْن في شِيَم

كالماءِ يجمع بينَ الرِّيِّ والشَّرَقِ

تهلَّلَ الوجهُ منه مثلَ شمسِ ضُحًى

وانهَلَّتِ اليدُ مثل العارضِ الغَدقِ

وجدَّد النِّعَمَ اللاتي نَثَرْتُ لها

أَزاهِرَ الرَّوْضِ باسْمِ المَلْبَسِ الخَلَقِ

وحازَ وَصْفِي رقيقٌ رائِقٌ فَلَهُ

تَشَابَهَ الحُسْنُ بيْنَ الخَلْقِ والخُلُقِ

وثقَّل المَنَّ حتى رُمْتُ أَحمِلُهُ

على عواتِقِ أَمْداحِي فَلَمْ أُطِق

فلَسْتُ أَعرِفُ عَمَّا ذا أَقولُ له

خَفِّفْ عُنق الأَشعارِ أَم عُنُقي

مُضَمَّرُ العَزْمِ لو جاراهُ في طَلَقٍ

من بَطْشَةِ البَرْقِ لم يُوجَدْ بمُنْطَلِقِ

رياسَةٌ تَطَأُ الأَعناقَ صاعِدَةً

فلا كَبَتْ وَهْيَ بَيْنَ النَّصِّ والعَنَقِ

خُصَّتْ بنِي الحَجَرِ الياقوتِ واعْتَزَلَتْ

قوماً همُ الحَجَرُ المَرْمِيُّ في الطُّرُقِ

تخالَفَ الناسُ إِلا في فضائِلِهِمْ

فليسَ تُبْصِرُ فيها غيرَ مُتَّفِقِ

مراتبٌ لأَبي بكرٍ بلها سَبَقٌ

كما أَبو بكرٍ المخصوصُ بالسَّبَقِ

مُهِمَّةُ عُمَرٌ فيها رأَى عُمَرًا

فضمَّها عنده الفاروقُ في فَرَق

وبَسْطَةٌ يرتقي عثمانُ هَضْبَتَها

رُقِيَّ عثمانَ إِلا ساعة الزَّلَقِ

فضلٌ أَبو القاسِمِ المشهورُ قَسَّمَهُ

فيهم فهُمْ في بهيمِ الدّهرِ كالبَلقِ

ولم تَزَلْ لعليٍّ فيه أَوْ حَسَنٍ

فَألٌ عُلُوٌّ وحُسْنٌ غير مُعْتَلَقِ

وطاهِرٌ طاهِرٌ الأَعراضِ من دَنَسٍ

يدنو وخيرونُ ضَيْرُ الرَّاهِنِ الغَلَقِ

وللفتوحِ من الخيراتِ أَجْمَعُها

أَبو الفتوحِ الذي صُفِّي من الرَّنَقِ

تباركَ اللُّه بارِي المجدِ من حَمَإِ

وخالِقُ الكَرم الفيَّاضِ من عَلَقِ

فشِدْ وسُدْ واستزدْ واسعَدْ وجُدْ وأَجِدْ

وسُق وأَرْق وفُقْ واسْمُق وشِقْ ورُقِ

وإِنْ يَكُنْ فِيَّ جسمٌ عن ذَراكَ مَضَى

فإِنَّ عندكَ قلبًا في ذراك يَقِي

شرح ومعاني كلمات قصيدة ألحق بنفسج فجري وردتي شفقي

قصيدة ألحق بنفسج فجري وردتي شفقي لـ ابن قلاقس وعدد أبياتها اثنان و أربعون.

عن ابن قلاقس

نصر بن عبد الله بن عبد القوي اللخمي أبو الفتوح الأعز الإسكندري الأزهري. شاعر نبيل، من كبار الكتاب المترسلين، كان في سيرته غموض، ولد ونشأ بالإسكندرية وانتقل إلى القاهرة، فكان فيها من عشراء الأمراء. وكتب إلى فقهاء المدرسة الحافظية بالإسكندرية (ولعله كان من تلاميذها) رسالة ضمّنها قصيدة قال فيها: أرى الدهر أشجاني ببعد وسرني بقرب فاخطأ مرة وأصابا وزار صقلية سنة (563) وكان له فيها أصدقاء، ودخل عدن سنة (565) ثم غادرها بحراً في تجارة، وكان له رسائل كثيرة مع عدد من الأمراء منهم عبد النبي بن مهدي صاحب زبيد: وكان طوافاً بين زبيد وعدن. واستقر بعيذاب، لتوسطها بين مصر والحجاز واليمن، تبعاً لاقتضاء مصالحه التجارية وتوفي بها. وشعره كثير غرق بعضه في أثناء تجارته في البحر، وبعضه في (ديوان - ط) ولمحمد بن نباته المصري (مختارات من ديوان ابن قلاقس - خ) .[١]

  1. معجم الشعراء العرب

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي