ألشعر عاطفة بروحك تلمع

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة ألشعر عاطفة بروحك تلمع لـ ميخائيل خير الله ويردي

اقتباس من قصيدة ألشعر عاطفة بروحك تلمع لـ ميخائيل خير الله ويردي

أَلشِّعرُ عاطِفَةٌ بِروحِكَ تَلمَعُ

وَالحُبُّ أَزهارٌ بِرَوضِكَ تُمرِعُ

وَمَرامُ نَفسِكَ أَن تَرى ما لا يُرى

وتُيعَ بَينَ النّاس ما لَم يَسمَعوا

تَهوى الحَقيقَةَ وَالظَّلامُ يَحُفُّها

لا الفَجرُ لاحَ وَلا الكَهانَةُ تَنفَعُ

أَتُصيبُ ما حَجَبَ الظَّلامُ مِنَ الرُّؤى

وسِراجُ غَيرِكَ في الظَّهيرَةِ يَخدعُ

يا شاغِلَ الدُّنيا بِقُوَّةِ وَحيهِ

إنَّ العَصِيَّ عَلَى بَيانِكَ طَيِّعُ

رِفقاً بِآياتِ البَلاغَةِ وَالنُّهى

آياتُكَ الجُلى أَلَذُّ وَأَنصَعُ

وَكَفاكَ فَخراً أن تَظَلَّ مُحَلِّقاً

وَكَفى شُهودَكَ أَنَّ نَجمَكَ يَسطَعُ

لَو كانَ أَهلُ الرَّأيِ مِثلَكَ لَم يَسُد

باغٍ وَلا حَكَمَ الوَرى مُتَصَنِّعُ

ها مِهرَجانُ الفِكرِ يُرسِلُ نورَهُ

وَإِمامُهُ الحَبرُ الجَليلُ الأروَعُ

يا قاضِيَ الفَنِّ الجَميلِ وَباعِثَ

المَجدِ التَّليدِ بِحُجَّةٍ لا تُدفَعُ

أَنتَ المُصيبُ إِذا العُولُ تَطاحَنَت

ما ضَرَّ رَأيَكَ أَن يَضِلَّ المَجمَعُ

تَتلو بَيانَكَ مِثلَما يُتلى الهُدى

أَثَراً عَلَى الدُّنيا وَمِثلُكَ يُبدِعُ

فَكَأَنَّ مَجدَكَ في الثُّرَيّا مُشرِقٌ

وَإِليكَ إِن حارَ الهُداةُ المَرجِعُ

وَكَأَنَّ فَنَّكَ فَخرُ كُلِّ مُواطِنٍ

كالبَدرِ يَسري وَالعُروبَةُ تَتبَعُ

وَالفَوزُ حَظُّ العامِلينَ فَما العُلى

إِلاّ الجِهادَ وَما الحَياةُ تَوَجُّعُ

وَالمَجدُ عاقِبَةُ المُجِدِّ فَلَيتَ لي

أَيّامَ أُبدِعُ مَن لِحَقّي يَشفَعُ

عَمَلٌ لِمَجدِ اللهِ يُرجى نَشرُهُ

جَلَّ النِّداءُ وَقَلَّ مَن يَتَطَوَّعُ

لا عِشتُ في زَمَنٍ إذا ضاعَت بِهِ

قِيمُ الجَمالِ وَأًفلَحَ المُتَبَرقِعُ

فَالجهدُ خضلَّدَني وَبَيَّض صَفحَتي

حُبُّ الفُنونِ وَمَن بِهِ لا يَقنَعُ

إِن خَطَّ قومٌ في الصُّخورِ فَعالَهُم

فالفَنُّ أَدى لِلخُلودِ وَأمتَعُ

وَلَرُبَّ مُفتَنٍّ يُعَطِّرُ أُمَّةً

عَصَفَت بِرَوضَتِهِ الرِّياحُ الأربَعُ

دُنيا المخاوِفِ لا تَدومُ فَكُلُّنا

خَبَرٌ يُذاعُ وَوَحدَةٌ تَتَفَرَّعُ

أجمَعت أَن أَحيا لِعِزَّةِ أُمتي

وَالغَافِلونَ عَلَى المَطامِعِ أَجمَعوا

قَسَماً بِروحِ الفنِّ ما مِن رَوعَةٍ

إِلاّ أَتيتُ بِها فَلَم يَتَوَرَّعوا

أَضنى فُؤادِي أَن أَعيشَ مُناضِلاً

أُعطي الوَرى نُوري وَدَهري يمنَعُ

إِنَّ الطَّبيعَةَ بِالضِّياءِ ضَنينَةٌ

وَلَعَلَّ نورَ المُلهَمينَ تَبَرُّعُ

يا ابنَ الكريمَةِ والكَريمِ كَفاكَ مِن

أَوهامِ دَهرِكَ عِطرُكَ المُتَضَوِّعُ

أَنعَشتَ أَفئِدَةَ العِبادِ وَنَوَّرَت

أَرجاءَ نِفسِكَ بارِقاتٌ لُمَّعُ

فَهَفا لِصَوتِكَ قَلبُ كُلِّ مُفَكِّرٍ

وَإِذا بِقَومٍ أَنصَتوا وَتَطَلَّعوا

فَرَأَوكَ وَحدَك لا وَراءَكَ فَيلَقٌ

يَرمي النِّبالَ وَلا أَمامَكَ مِدفَعُ

وَمِنَ المَواقِفِ ما تَشيبُ لِهَولِهِ

لِمَمُ الشَّبابِ وَيَرهَبُ المُتَدَرِّعُ

فَتَوَهَّموكَ مِنَ الأَساطيرِ التي

فاضَت جَداوِلُها وَغابَ المَنبَعُ

وَتَهَيَّبوا فيكَ النُّبوغَ وَأكبَروا

وَحياً يفيضُ بهِ الخَيالُ المُبدعُ

أَنتَ الَّذي مازِلتَ تُعلِنُ صارخاً

حَقُّ الضَّعيفِ لَدى القَوِيِّ مُضَيَّعُ

لِلفَقرِ حَدٌ كَالثَّراءِ فَعِندَما

تَقِفُ المَطامِعُ لَن تَسيلَ الأدمُعُ

فَإِذا مَقالُكَ ماسَةٌ بَرّاقَةٌ

لَقِيَت زُجاجَهُمُ فَراحَت تَقطَعُ

وَالنَّصرُ حَظُّكَ في الخِتامِ فَلا تَخَف

أَنتَ المُنظِّمُ والحَكيمُ الأبرَعُ

لا خَيرَ في الدُّنيا إِذا اضطَرَبَت وَلا

عَيشٌ يَلذُّ إِذا اعتَراهُ تَصَدُّعُ

وَالعُمرُ مَحدودٌ وَمالُكَ ما اشتَرى

يَوماً يُضافُ وَلا دَواءً

ما ضَرَّ أَهلَ الأَرضِ أَن يَتَعَاوَنوا

فَالحَقُّ يَزأَرُ والدُّهورنُ تُلَعلِعُ

يُغنيكَ عَن قَتلِ المُسِيءِ صَداقَة

وَعَنِ التَّفَرُّقِ جِيرَةٌ وَتَجمُّعُ

فَلَقَد تُصيبُ العادِياتُ رُبوعَنا

وَنِظامُ هذا الكَونِ قَد يَتَزَعزَعُ

إِن كُنتَ تَدري مالحَياةُ فَلا تَكُن

كَالجاهِلينَ تَساءَلوا هَل نُرجَعُ

ذَهبَت هَياكِلُ بَعلَبَكَ وَأَهلُها

وَكَأَنَّ مَن نَظَروا الخَرائِبَ لَم يَعُوا

يا لَيتَهُم تَخِذوا الإِخاءَ بشِعارُهُم

فَهوَ المُهذِّبُ وَالخَطيبُ المِصقَعُ

تَتَكَسَّرُ الأمواجُ دُونَ جَلالِهِ

فَيَزولُ قَبلَ الطّامِعينَ المَطمَعُ

وَالنّاسُ مِن خَوفنِ الصِّدامِ نَعامَةٌ

وَالحُرُّ عَن حُبِّ الأَذى يَتَرَفَّعُ

ضاقَت بِهِ الدُّنيا كَأَنَّ رِحابَها

لِبَنَي المَطامِعِ وَالنَّقائِصِ مَرتَعُ

وَمَضَت عَنادِلُ رَوضِنا فاحتَلَّهُ

بَعدَ المُغَنَينَ الغُرابُ الأَبقَعُ

وَالمَرءُ لا يَنفَكُّ عَن أَهوائِهِ

حَتّى يُنَقِّيَهُ النِّظامُ الأًرفَعُ

نَهوى السَّلامَةَ والعَدالةُ تَقتَضي

إِصلاحَ أَنفُسِنا فَهَلاَّ نَسمَعُ

وَكَاَنَّ عُشّاقَ السَّلامِ مَراكِبٌ

مَوجٌ يَحُطُّ بِها وَمَوجٌ يَرفَعُ

وَالرِّزقُ يُلقى في البِحارِ سَفاهَةً

وَالقَومُ مِن غَرَقِ المَراكِبِ رُوِّعوا

أَينَ العَليمُ بِطِبِّ أَوجاعِ الوَرى

فَالعِلمُ يُحيي وَالجَهالَةُ تَصرَعُ

وَالحَربُ تُفني العالَمينَ فَلا تَكُن

مِمَّن بِآلامِ الوَرى يَتَمَتَّعُ

وَإِذا حَصَلتَ مِنَ السِّلاحِ عَلَى البُكا

فَحَشاكَ رُعتَ بِهِ وخَدَّكَ تَقرَعُ

بِئسَ المَصيرُ مَصيرُ مَن لا يَرعوي

حَتّى يُفاجِئَهُ القَضاءُ المفجِعُ

إنَّ السَّلامَ العَالميَّ هَوى بِهِ

عَدلٌ يُداسُ وَسُلطَةٌ لا تَردَعُ

كالشَّمسِ تُرسِلُ نُورَها فَينالُهُ

مَن يَعبُدُ المَولى وَمَن يَتَمَنَّعُ

شرح ومعاني كلمات قصيدة ألشعر عاطفة بروحك تلمع

قصيدة ألشعر عاطفة بروحك تلمع لـ ميخائيل خير الله ويردي وعدد أبياتها تسعة و خمسون.

عن ميخائيل خير الله ويردي

ميخائيل بن خليل ميخائيل الله ويردي. أديب وشاعر سوري ولد ونشأ في دمشق درس المحاسبة، وعمل في بعض محاكم دمشق، درس الموسيقى وأتقن فن التصوير الشمسي وتعلم الإنكليزية والفرنسية، بدأ العمل بالتجارة سنة 1930 مع أخيه سمعان، ساهم بتأسيس النادي الأدبي والنادي الموسيقي السوري (1922 - 1932) رُشح كتابه (فلسفة الموسيقى الشرقية) لجائزة نوبل في 23 / 2 / 1951م. توفي والده سنة 1945م وكان يتقن التركية واليونانية والروسية وكان خبيراً بالتربية والتعليم وتوفيت والدته مريم نقولا عطا الله 1916م. طبع ديوانه (زهر الربى) سنة 1954 بعد أن زار مسجد محمد علي بالقاهرة 1946م وأعجب بالفنون الاسلامية وقصيدة نهج البردة.[١]

  1. معجم الشعراء العرب

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي