أللدهر تبكي أم على الدهر تجزع

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة أللدهر تبكي أم على الدهر تجزع لـ العكوك

اقتباس من قصيدة أللدهر تبكي أم على الدهر تجزع لـ العكوك

أَلِلدَّهرِ تَبكي أَم عَلى الدَهرِ تَجزَعُ

وَما صاحِبُ الأَيّامِ إِلّا مُفَجَّعُ

وَلَو سَهَّلَت عَنكَ الأَسى كانَ في الأَسى

عَزاءُ مُعزٍّ لِلَّبيبِ وَمَقنَعُ

تَعَزَّ بِما عَزَّيت غَيرَكَ إِنَّها

سِهامُ المَنايا رائِحاتٌ وَوُقَّعُ

أُصِبنا بِيَومٍ في حمَيدٍ لَوَ أَنَّهُ

أَصابَ عَروس الدَهرِ ظَلَّت تَضَعضَعُ

وَأَدَّبنا ما أَدَّبَ الناسَ قَبلَنا

وَلكِنَّهُ لَم يَبقَ لِلصَبرِ مَوضِعُ

أَلَم تَرَ لِلأَيّامِ كيفَ تَصَرَّمَت

بِهِ وَبِهِ كانَت تُذادُ وَتُدفَعُ

وَكَيفَ التَقى مَثوىً مِنَ الأَرضِ ضَيِّقٌ

عَلى جَبَل كانَت بِهِ الأَرضُ تُمنَعُ

وَلَمّا اِنقَضَت أَيّامَهُ اِنقَضى العُلا

وَأَضحى بِهِ أَنفُ النّدى وَهوَ أَجدَع

وَراحَ عَدُوُّ الدينِ جَذلانَ يَنتَجي

أَماني كانَت في حَشاهُ تَقَطَّعُ

وَكانَ حَمَيدٌ مَعقِلاً رَكَعَت بِهِ

قَواعِدٌ ما كانَت عَلى الضَيمِ تَركَعُ

وَكُنتُ أَراهُ كَالرَزايا رَزَئتُها

وَلَم أَدرِ أَنَّ الخَلقَ تَبكيهِ أَجمَعُ

حِمامٌ رَماهُ مِن مَواضِعَ أَمنِهِ

حِمامٌ كَذاكَ الخَطبُ بِالخَطبِ يُدفَعُ

وَلَيسَ بِغَروٍ أَن تُصيب مَنِيَّةٌ

حِمى أُختِها أَو أَن يَذِلَّ المُمَنَّعُ

لَقَد أَدرَكَت فينا المَنايا بِثَأرِها

وَحَلَّت بِخَطبٍ وَهيُهُ لَيسَ يُرفَعُ

نَعاءِ حمَيداً لِلسَرايا إِذا غَدَت

تُذادُ بِأَطرافِ الرِماحِ وَتوزَعُ

وَلِلمُرهَقِ المَكروبِ ضاقَت بِأَمرِهِ

فَلَم يَدرِ في حَوماتها كَيفَ يَصنَعُ

وَلِلبيضِ خَلَّتها البعولُ وَلَم يَدَع

لَها غَيرَهُ داعي الصباحِ المُفَزَّعُ

كَأَنَّ حمَيداً لَم يَقُد جَيشَ عَسكَرٍ

إِلى عَسكَرٍ أَشياعُهُ لا تُرَوَّعُ

وَلَم يَبعَثِ الخَيلَ المُغيرَةَ بِالضُحى

مِراحاً وَلَم يَرجِع بِها وَهيَ ظُلَّعُ

رَواجِعُ يَحمِلنَ النِهابَ وَلَم تَكُن

كَتائِبُهُ وَحاميها الكَمِيُّ المُشَيَّعُ

هَوى جَبَلُ الدُنيا المَنيعُ وَغَيثُها ال

مَريعُ وَحاميها الكَمِيُّ المُشَيَّعُ

وَسَيفُ أَميرِ المُؤمِنينَ وَرُمحُهُ

وَمَفتاحُ بابِ الخَطبِ وَالخَطبُ أَفظَعُ

فَأَقنَعَهُ مِن مُلكِهِ وَرِباعِهِ

وَنائِلِهِ قَفرٌ مِنَ الأَرضِ بَلقَعُ

عَلى أَيِّ شَجو تَشتَكي النَفسُ بَعدَهُ

إِلى شَجوِهِ أَو يَذخُرُ الدَمعَ مَدمَعُ

أَلَم تَرَ أَنَّ الشَمسَ حالَ ضِياؤُها

عَلَيهِ وَأَضحى لَونُها وَهوَ أَسفَعُ

وَأَوحَشَتِ الدُنيا وَأَودى بَهاؤُها

وَأَجدَب مَرعاها الَّذي كان يُمرِعُ

وَقَد كانَتِ الدُنيا بِهِ مُطمَئِنَّةً

فَقَد جَعَلَت أَوتادُها تَتَقَطَّعُ

بَكى فَقدَهُ روحُ الحَياةِ كَما بَكى

نَداهُ النَدى وَاِبنُ السَبيلِ المُدَفَّعُ

وَفارَقَتِ البيضُ الخُدورَ وَأُبرِزَت

عَواطِلَ حَسرى بَعدَهُ لا تَقَنَّعُ

وَأَيقَظَ أَجفاناً وَكانَ لَها الكَرى

وَنامَت عُيونٌ لَم تَكُن قَبلَ تَهجَعُ

وَلكِنَّهُ مِقدارُ يَومٍ ثَوى بِهِ

لِكُلِّ اِمرِىءٍ مِنهُ نِهالٌ وَمشرَعُ

وَقَد رَأَبَ اللَهُ المَلا بِمُحَمَّدٍ

وَبِالأَصلِ يَنمى فَرعُهُ المُتَفَرِّعُ

أَغَرُّ عَلى أَسيافِهِ وَرِماحِهِ

تُقَسَّم أَنفالُ الخَميس وَتُجمَعُ

حَوى عَن أَبيهِ بَذلَ راحَتِهِ النَدى

وَطَعنَ الكُلى وَالزاعِبِيَّةُ شُرَّعُ

شرح ومعاني كلمات قصيدة أللدهر تبكي أم على الدهر تجزع

قصيدة أللدهر تبكي أم على الدهر تجزع لـ العكوك وعدد أبياتها أربعة و ثلاثون.

عن العكوك

علي بن جَبلة بن مسلم بن عبد الرحمن الأبناوي. شاعر عراقي مجيد، أعمى، أسود، أبرص، من أبناء الشيعة الخراسانية، ولد بحيّ الحربية في الجانب الغربي من بغداد ويلقب بالعَكَوَّك وبه اشتهر ومعناه القصير السمين. ويقال إن الأصمعي هو الذي لقبه به حين رأى هارون الرشيد متقبلاً له، معجباً به. ويختلف الرواة في فقده لبصره، فمنهم من قال أنه ولد مكفوفاً ومنهم من قال أنه كف بصره وهو صبي. وعني به والده فدفعه إلى مجالس العلم والأدب مما أذكى موهبته الشعرية وهذبها. وكان قد امتدح الخلفاء ومنهم الرشيد الذي أجزل له العطاء وفي عهد المأمون كتب قصيدة في مدحه إلا أنه لم ينشدها بين يديه وإنما أرسلها مع حميد الطوسي فسخط المأمون عليه لأنه نوه بحميد الطوسي وأبي دلف العجلي وتأخر عن مدحه والإشادة به، مما أوصد عليه أبواب الخلفاء بعد الرشيد. وتدور مواضيع شعره حول المديح والرثاء كما يراوح في بعضه بين السخرية والتهكم والفحش وهتك الأعراض والرمي بالزندقة والغزل والعتاب. وصفه الأصفهاني بقوله: (هو شاعر مطبوع عذب اللفظ جزل، لطيف المعاني، مدّاح حسن التصرف) . اختلف في سبب وفاته فمنهم من يقول إن المأمون هو الذي قتله لأنه بالغ في مدح أبي دلف العجلي وحميد الطوسي ويخلع عليهما صفات الله. ومنهم من قال إنه توفي حتف أنفه.[١]

  1. معجم الشعراء العرب

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي