ألما على القبر الذي إن لثمتما

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة ألما على القبر الذي إن لثمتما لـ ابن هتيمل

اقتباس من قصيدة ألما على القبر الذي إن لثمتما لـ ابن هتيمل

ألِمّا عَلَى القَبرِ الَّذي إن لَثَمتُما

حَصَى تُربِهِ لَم يَعدَمِ الأجرَ لاثِمُه

وَقُولا لِمَن فيهِ أَما لَكَ هَبَّةٌ

إلَينا مِنَ النَّومِ الَّذي أنتَ نائِمُه

مَتَى تَنقَضي الدُّنيا عَسَى الحَشرُ نَلتَقي

بِعَرصَتِهِ كَي يَفصِلَ الحُكمَ حاكِمُهُ

فَواللهِ ما في العَيشِ بَعدَكَ راحَةٌ

لِحَيٍّ وَإنَّ المَوتَ حُلوٌ عَلاقِمُه

وَحسبُكَ أنَّ المَوتَ صارَت جَنُوبُه

شَمالاً وَأنَّ الشَر هَبَّت سَماسِمُه

أَرَى الجُودَ ما مالَت دَعامَةُ قاسِمٍ

قَدِ انهَدَمَت أَركانُهُ وَدعائِمُه

سَيُفقَدُ حَتَّى أنَّ عُرُقوبَ بَعدَهُ

أَبُو ذَرِّهِ أو أنَّ مادِرَ حاتِمُه

بِنَفسيَ أعلَى السَّرح قَبرٌ تَعَطَّرَت

بِمَن تَحتَهُ كُثبانُهُ وَصَرائِمُه

إذا فاحَ خِلتُ العُودَ أُوقِدَ رَطبُهُ

وَقُلتُ بِأَنَّ المِسكَ فُضَّت لَطائِمُهُ

وَمُغتَبِقٌ كَأسَ الرَّدى لَيتَ أَنَني

مُشاطِرُهُ في شُربِهِ وَمُنادِمُهُ

بَكَى قَرحَةَ القَرحِ القَديمِ وَذَكَّرَت

مَآتِمَ زَيدٍ وَالحُسَينِ مَآتِمُه

تَرَكناهُ فَرداً في الحَفيرَةِ فاستَوى

مُحارِبُهُ في تَركِهِ وَمُسالِمُه

وَرُحتُ عَلَى يَأسٍ لِخِدمَةِ غَيرِهِ

كَأَن لَم أَكُن بَينَ البَريَّةِ خادِمُه

فَواللهِ لا أنسَى جَلالاً رُزيتُهُ

تجدَّدُ ذِكراهُ وَتًبلَى رَمائِمُه

مَتَى خَطَرَت مِنهُ عَلَى القَلبِ خَطرَةٌ

أتَت زَفرَةٌ تَنقَضُّ مِنها حَيازِمُه

يَراني خَلِيُّ القَوم خًلواً مِنَ الجَوَى

عَلَيهِ وَما يَدريهِ ما أنا كاتِمُه

وَتَحتَ الحَشا مِنّي ضَنىً وَكَآبَةٌ

أَحرُّ لَظًى مِن جاحِمِ النّارِ جاحِمُه

فَيا وُحشَةَ الدُّنيا لِمَن أنِستِ بِهِ

بَنُو دَهرِهِِ أَعرابُهُ وَأعاجِمُه

وَيا ذلَّةَ المِخلافِ مِن بَعدِ عِزَّةٍ

تَسَلطَنَ مِنها نَجدُهُ وَ تَهائِمُه

غَداً يَستَوي حُرُّ الدِّفاعِ وَعَبدُهُ

وَقاعِدُهُ فيما يَنُوبُ وَقائِمُه

وَينعَكِسُ الرُّوحُ القَديمُ وَيَنثَني

مُغارِمُ رَأسِ القَومِ وَهُوَ مَغارِمُه

وَأَيُّ كَريمٍ بَعدَ دَولَةِ قاسِمٍ

يُخَلَّى سُدىً لا تُستَحَلُّ مَحارِمُه

فَكَم مِن عَدُوٍ عاشَ في ظِلِّ رُمحِهِ

وَذي رَحِمٍ وَقَّت عَلَيهِ مَراحِمُه

أمَوضِعَ مَوّار اليَدَينِ كَأَنَّما

تُفَتِّتُه أَنساعُهُ وَحَزائِمُه

رُوَيداً فَلا الغَيثُ الَّذي أنتَ رائدٌ

كَلاءً وَلا البَرقُ الَّذي أنتَ شائِمُه

ألَم ترَ أنَّ البَحرَ غاضَ عُبابُهُ

وَأنَّ سَحابَ الجُودِ أَقلَعَ ساجِمُه

مَضَى كالحَيا وَلَى عَنِ الرَّوضِ فانطَوَى

عَلَى تَلَفٍ نواره وَكَمائِمُه

حَرامٌ عَلَى أيكِ الحُسَينيّ لاهَفَت

ذَوائِبُهُ تيَهاً وَغَنَّت حَمائِمُه

وَلا أَخضَّرَ أَثلُ العَقمِ عَقمُ عُيَيينَةٍ

وَقَد غابَ عَبدُ اللهِ عَنهُ وَقاسِمُه

فَتًى طَلَّقَ الدُّنيا ثَلاثاً وَبَتَّها

كَما بَتَّها زُهداً عَليٌّ وَ فاطِمُه

أَنافَ بِهِ في المَجدِ عَبدُ مَنافِهِ

وَما فاتَهُ سَعياً قُصَيٌّ وَ هاشِمُه

وَأَغنَمَهُ جَدّاهُ خَيرَ غَنيمَةٍ

مُحَمَّدُه مُغني السَّماحِ وَغانِمُه

يَجَرُّ عَلَى بَحرِ النَّوالِ قَميصُهُ

وَيُلوَي عَلَى بَدرِ الكَمالِ عَمائِمُه

وَأبيَضُ مَحضُورُ السِّماطِ مُرَهَّقٌ

مَشارِبهُ مُوغُومَةٌ ومَطاعِمُه

أفادَ وَما مِيطَت تَميمَةُ طَوقِهِ

وَسادَ وَما نيطَت عَلَيهِ تَمائِمُه

وَحَجَّ إلَيهِ المُعتَفُونَ فَكاثَرَت

مَواسِمَ أهلِ القِبلَتَينِ مَواسِمُه

فَما بَليَت يَوماً عَلَيهِ ثيابُهُ

وَلا قَبَّلَت بُخلاً يَدَيهِ دَراهِمُه

وَلا حُرِمَ المِقدارُ مَن هُوَ رازِقٌ

وَلا رُزِقَ المِقدارُ مَن هُوَ حارِمُه

فَإن دُفِنَت تَحتَ التُرابِ خِصالُهُ

فَما دُفِنَت تَحتَ التُّرابِ مَكارِمُه

أَبا خالِدٍ ما حُلتَ عَمّا عَلِمتُهُ

وَحُلتُ عَنِ الحالِ الَّذي أنتَ عالِمُهُ

قَبَضتُ علَيكَ الكَفَّ شُحاً فَقُكِّكَت

أنامِلُهُ مِن ذُخرِهِ وَتَراجِمُه

لَعَمرُكَ إنّي كالجَناح تَفاقَدَت

لِطافُ خَوافيهِ وَقُصَّت قَوادِمُه

يُنافِقُني مَن لا أودُّ وَيَبتَغي

مُلاءَمَتي بالرَّغمِ مَن لا أُلائِمُه

رَقَيتَ مَحلاً أُخفيَت دَرَجاتُهُ

فَلَم يَرَها راقٍ فَضاعَت سَلالِمُه

فَلا يُصلِحُ السّاداما أنتَ مُفسِدٌ

بِرَأيٍ وَلا يَبنُونَ ما أنتَ هادِمُه

لِمَن أَنثُرُ السَّجعَ الَّذي أَنا ناثِرٌ

لِمَن أَنظُمُ الشِّعرَ الَّذي أنا ناظِمُه

فَإن عشتُ لَم أُعذَر وَإن مِتُّ أَعذَرَت

حَساسَةُ حُرٍ لا تَلُمهُ لَوائِمُه

شرح ومعاني كلمات قصيدة ألما على القبر الذي إن لثمتما

قصيدة ألما على القبر الذي إن لثمتما لـ ابن هتيمل وعدد أبياتها سبعة و أربعون.

عن ابن هتيمل

ابن هتيمل

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي