ألموريات أخمدت زنادي

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة ألموريات أخمدت زنادي لـ خليل مطران

اقتباس من قصيدة ألموريات أخمدت زنادي لـ خليل مطران

أَلمُورِيَاتُ أَخْمَدَتْ زِنَادِي

وَالمَرْثِيَاتُ أَنْضَبَتْ مِدَادِي

وَكادَ لاَ يَتْرُكُ إِلاَّ لَوْنَهُ

فِي أَعْيُنِي تَعَاقُبُ الحِدَادِ

يَا مُلْهِمَ الشِّعْرَ طَغَى الحُزْنُ عَلَى

فِكْرِي فَهَلْ فَضْلٌ مِنَ الإِمْدَادِ

أَلعَلمُ الخفَّاقُ فِي الشَّرْقِ هَوَى

عَنْ طَوْدهِ المُوفِي عَلَى الأَطْوَادِ

أَأَصْبَحَ اليَوْمَ فَقِيدَ قَوْمهِ

مَنْ عَاشَ فِيهِمْ فَاقِدَ الأَنْدَادِ

وَاعُمَرَا أَسَامِعٌ يَوْمَ النَّوَى

آهَة مِصْرٍ وَأَنيِنَ الْوَادي

اَسَامِعٌ فِي أُمَّةٍ وَالِهَةٍ

شَكْوَى الأَسَى مِنْ رَائِحٍ وَغَادِ

إِسْكنْدَرِيَّةُ التِي آثَرْتَهَا

مَا نَالَهَا مِنْ أَلَمِ البِعَادِ

وَكُنْتَ فِيهَا مَوْرِداً مُبَارَكاً

وَمَصْدَراً لِلخَيْرِ وَالإِسْعَادِ

فِي النُّوبِ وَالسُّودَانِ قَوْمٌ رُزِئُوا

أَكْفى نَصِيرٍ وَأَبَرُّ هَادٍ

شدَّ بِمَا أُوتِيَهُ مِنَ القُوَى

أَوَاخِيَ الإِلْفِ وَالاِتَّحَادِ

بِكُلِّ قُطْرٍ عَرَبِيٍّ نَزَلَتْ

نَازِلَةٌ تَفُتُّ فِي الأَعْضَادِ

مَا بِالحِجَازِ وَالسَّوَادَيْنِ وَمَا

بِالشَّامِ مِنْ تَصَدُّعِ الأَكْبَادِ

أَلَمْ تَكُنْ أَوْحَى وَأَقْوَى نَاصِرٍ

لِكُلِّ شَعْبٍ نَاطِقٍ بِالضَّادِ

وَهَلْ أُبِيْحَ مِنْ حِمى فِي الشَّرْقِ لَمْ

يَفُزْ بِذُخْرٍ مِنْكَ أَوْ عَتَادِ

أَعْظِمْ بِمَا خَلَّفْتَ فِي الجِيلِ الَّذي

عَايَشْتَهُ مِنْ خَالِد الأَيادي

أَلسْتَ أَوَّلَ المَيَامِينِ الأُولَى

دَعَوْا إِلى تَحَرُّرِ البِلاَدِ

يحْفِزُكَ الإِيمَان بِالحقِّ وَمَا

تَثْيِنكَ عَنْهُ صَوْلَةٌ لِعَادي

وَإِنَّمَا الأرَاءُ أَنْ تَجْلُوَهَا

مَا تَفْعَلُ السُّيُوفُ فِي الأَغْمَادِ

أَيُّ أَميرٍ كُنْتَ ما أَتْقَى وما

أَنْقَى وما أَهْدى إِلى السِدادِ

أَيُّ وَفِيٍّ لاَ وَفِيَّ مِثْلُهُ

أَيُّ هُمَامٍ مُسْعِفٍ جَوَادِ

أَيُّ أَبٍ لِلْفُقَرَاءِ وَأَخٍ

لِلضُّعَفاءِ عَاجِلِ الإِنْجَادِ

أَيُّ حَكِيمٍ لَمْ يُكدِّرْ صَفْوَهُ

تَخَالُفُ الرَّأْيِ وَالاِعْتِقَادِ

وَيَرأَبُ الصُّدُوعَ فِي أُمَّتهِ

بِحِكْمَةٍ تَشْفِي مِنَ الأَحْقَادِ

وَيَجْعَلُ الخُلْفَ بِمَا فِي وُسْعِه

زِيَادَةً فِي الإِلْفِ وَالوِدَادِ

كَمْ جَدَّ فِي صِيَانَةِ السَّوَادِ مِنْ

غَوَائِلِ التَّاْوِيدِ وَالفَسَادِ

بِمَنْحهِ الأَخْلاَقَ قِسْطاً وَافِراً

مِنْ هِمَمٍ تُعْطِي بِلاَ نَفَادِ

أَلجَهْلُ وَالخَمْرُ وَآفَاتُهُمَا

أَلَسْنَ مِنْ أَسْلِحَة الأَعَادي

كانَ البِدَارُ دَأْبَهُ عِنَايَةً

بِشَأْنِ مَنْ يَرْعَى مِنَ العِبَادِ

أَجَائِزٌ لِي ذِكْرَ إِحْسَانٍ لَهُ

عِنْدِي وَفِي الحَقِّ بِه اعْتِدَادِي

مَا أَخْطَأَتْنِي كُتْبُهُ فِي فَرَحٍ

أَوْ تَرَحٍ بِحُسْنِ الاِفْتِقادِ

عَوَارِفٌ هَيْهَاتَ أَنْ تُنْسَى وَقَدْ

يُضَاعِفُ الجَمِيلَ لُطْفُ البَادي

فِي عُمْرِكَ المَيْمُونِ كَمْ مِنْ مَسْجِدٍ

عَمَرْتَهُ وَمَعْهَدٍ وَنَادِ

وَكَمْ جَمَاعَةٍ وَكَمْ نِقَابَةٍ

أُلْتَ بِهَا مَرَافِقَ العِبَادِ

لَمْ تَدَّخِرْ نُصْحاً وَلاَ عَزِيمَةً

فِي سُبُلِ المَعَاشِ وَالمَعَادِ

عُنِيتَ بِالزَّرْعِ وَبِالزُّرَّاعِ مَا

فَرَّطْتَ فِي جُهْدٍ وَلاَ اجْتِهَادِ

عُنيتَ بِالفُنُونِ وَالآدَابِ لَمْ

تَضَنَّ بِالعَطْفِ عَلَى مِجْوَادِ

وَكُنْت لِلعَدْلِ نَصِيراً يَقِظاً

وَكُنْتَ لِلظَّالِمِ بِالمِرْصَادِ

هَذَا وَكَمْ عَانَيْتَ فِي ضُحَاكَ مِنْ

جُهْدٍ وَفِي دُجَاكَ مِنْ سُهَادِ

فَجِئْتَ بِالآيَاتِ تَعْيَا دُونَهَا

عَزَائِمُ الجُمُوعِ لاَ الآحَاد

مِنْ كُتُبٍ أَخْرَجْتَهَا وَصُحُفٍ

دَبَّجْتَهَا لِلهَدْيِ وَالإِرْشَادِ

وَسِيَرٍ بَعَثْتَهَا فَجَدَّدَتْ

مَفَاخِرَ الآبَاءِ وَالأَجْدَادِ

وَذِكَرٍ نَشَرْتَ مِنْ مَطْوِيِّهَا

مَآثِرَ الجُيُوشِ وَالقُوَّاد

وَقَبَسَاتٍ مِنْ هُدَى الأَسْفَارِ فِي

حَواَضِرِ الدُّنْيَا وَفِي البَوَادِي

وَصُورٍ تَجْلُو بِهَامَا غَيَّبَتْ

أَيْدي البِلَى فَكُلُّ خَاف بَادِ

وَأَثَرٍ تَرُدُّهُ مِنْ غُرْبَةٍ

وَقَدْ بَذَلْتَ فِيه بَذْلَ الفَادِي

تِلكَ ذَخَائِرٌ لِتَارِيخِ الحِمَي

لَوْلاَكَ ظَلَّتْ طُرُفاً بَدَادِ

يَا مَنْ سَمَا بِنَفْسه كَمَا سَمَا

بِشَرَفِ المَحْتدِ وَالمِيلاَدِ

فَارَقْتَ دُنْيَاكَ وَلَمْ تَأْبَهْ لَهَا

مُجْتَزِئاً عَنْهَا بِخَيْرِ زَادِ

مُنْتَبِذاً بَهَارِجَ التَّشْيِيعِ وَالتَّ

وْدِيعِ فِي نِهَايَة الجِهَادِ

أَثَابَكَ اللهُ بِمَا أَسْلَفْتَ مِنْ

مَحَامِدٍ تَبْقَى عَلَى الآبادِ

وَزَادَ نَجْلَيْكَ كَمَالاً وَعُلىً

فِي الأُمَرَاءِ النُّجُبِ الأَمْجَادِ

شرح ومعاني كلمات قصيدة ألموريات أخمدت زنادي

قصيدة ألموريات أخمدت زنادي لـ خليل مطران وعدد أبياتها اثنان و خمسون.

عن خليل مطران

خليل بن عبده بن يوسف مطران. شاعر، غواص على المعاني، من كبار الكتاب، له اشتغال بالتاريخ والترجمة. ولد في بعلبك (بلبنان) وتعلم بالمدرسة البطريركية ببيروت، وسكن مصر، فتولى تحرير جريدة الأهرام بضع سنين. ثم أنشأ "المجلة المصرية" وبعدها جريدة الجوائب المصرية يومية ناصر بها مصطفى كامل باشا في حركته الوطنية واستمرّت أربع سنين. وترجم عدة كتب ولقب بشاعر القطرين، وكان يشبّه بالأخطل، بين حافظ وشوقي. وشبهه المنفلوطي بابن الرومي في تقديمه العتابة بالمعاني وبالألفاظ كان غزير العلم بالأدبين الفرنسي والعربي، رقيق الطبع، ودوداً، مسالماً له (ديوان شعر - ط) أربعة أجزاء توفي بالقاهرة.[١]

تعريف خليل مطران في ويكيبيديا

خليل مُطران «شاعر القطرين» (1 يوليو 1872 - 1 يونيو 1949) شاعر لبناني شهير عاش معظم حياته في مصر. عرف بغوصه في المعاني وجمعه بين الثقافة العربية والأجنبية، كما كان من كبار الكتاب، عمل بالتاريخ والترجمة، يشبّه بالأخطل بين حافظ وشوقي، كما شبهه المنفلوطي بابن الرومي. عرف مطران بغزارة علمه وإلهامه بالأدب الفرنسي والعربي، هذا بالإضافة لرقة طبعه ومسالمته وهو الشيء الذي انعكس على أشعاره، أُطلق عليه لقب «شاعر القطرين» ويقصد بهما مصر ولبنان، وبعد وفاة حافظ وشوقي أطلقوا عليه لقب «شاعر الأقطار العربية». دعا مطران إلى التجديد في الأدب والشعر العربي فكان أحد الرواد الذين أخرجوا الشعر العربي من أغراضه التقليدية والبدوية إلى أغراض حديثة تتناسب مع العصر، مع الحفاظ على أصول اللغة والتعبير، كما أدخل الشعر القصصي والتصويري للأدب العربي.[٢]

  1. معجم الشعراء العرب
  2. خليل مطران - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي