ألم تربع فتخبرك الطلول

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة ألم تربع فتخبرك الطلول لـ كثير عزة

اقتباس من قصيدة ألم تربع فتخبرك الطلول لـ كثير عزة

أَلَم تَربَع فَتُخبِرَكَ الطُلولُ

بِبَينَةَ رَسمُها رَسمٌ مُحيلُ

تَحَمَّلَ أَهلُها وَجرى عَلَيها

رِياحُ الصَيفِ وَالسِربُ الهَطولُ

تَحِنُّ بِها الدَبورُ إِذا أَرَبَّت

كَما حَنَّت مُوَلَّهَةٌ عَجولُ

تَعَلَّقَ ناشِئاً مِن حُبِّ سَلمى

هَوىً سَكَنَ الفُؤادَ فَما يَزولُ

سَبَتني إِذ شَبابي لَم يُعَصَّب

وَإِذ لا يَستَبِلُّ لَها قَتيلُ

فَلَم يَملَل مَوَدَّتَها غُلاماً

وَقَد يَنسى وَيَطرِفُ المَلولُ

فَأَدرَكَكَ المَشيبُ عَلى هَواها

فَلا شَيبٌ نَهاكَ وَلا ذُهولُ

تَصيدُ وَلا تُصادُ وَمَن أَصابَت

فَلا قَوَداً وَلَيسَ بِهِ حَميلُ

هِجانُ اللَونِ وَاضِحَةُ المُحَيّا

قَطيعُ الصَوتِ آنِسَةٌ كَسولُ

وَتَبسِمُ عَن أَغَرَّ لَهُ غُروبٌ

فُراتِ الرَيقِ لَيسَ بِهِ فُلولُ

كَأَنَّ صَبيبَ غادِيَةٍ بِلَصبٍ

تُشَجُّ بِهِ شَآمِيَةٌ شَمولُ

عَلى فيها إِذا الجَوزاءُ كانَت

مُحَلَّقَةً وَأَردَفَها رَعيلُ

فَدَع لَيلى فَقَد بَخُلَت وَصَدَّت

وَصَدَّعَ بَينَ شَعبَينا الفَلولُ

وَأَحكِم كُلَّ قافِيَةٍ جَديدٍ

تُخَيّرُها غَرائِبَ ما تَقولُ

لأَبيَضَ ماجِدٍ تُهدي ثَناهُ

إِلَيهِ وَالثَناءُ لَهُ قَليلُ

أَبي مَروانَ لا تَعدِل سِواهُ

بِهِ أَحداً وَأَينَ بِهِ عَديلُ

بَطاحِيٌّ لَهُ نَسَبٌ مُصَفّى

وَأَخلاقٌ لَها عَرضٌ وَطولُ

فَقَد طَلَبَ المَكارِمَ فَاِحتَواها

أَغَرُّ كَأَنَّهُ سَيفٌ صَقيلُ

تَجَنَّبَ كُلَّ فاحِشَةٍ وَعَيبٍ

وَصافي الحَمدَ فَهوَ لَهُ خَليلُ

إِذا السَبعونَ لَم تُسكِت وَليداً

وَأَصبَحَ في مَبارِكِها الفُحولُ

وَكانَ القَطرُ أَجلاباً وَصِرّاً

تَحُثُّ بِهِ شَآمِيَّةٌ بليلُ

فَإِنَّ بِكَفِّهِ ما دامَ حَيّاً

مِنَ المَعروفِ أَودِيَةً تَسيلُ

تَقولُ حَليلَتي لَمّا رَأَتني

أَرِقتُ وَضافَني هَمٌّ دَخيلُ

كَأَنَّ قَد بَدا لَكَ بَعدَ مُكثٍ

وَطولِ إِقامَةٍ فينا رَحيلُ

فَقُلتُ أَجَل فَبَعضَ اللَومِ إِنّي

قَديماً لا يُلائِمُني العَذولُ

وَأَبيَضُ يَنعَسُ السَرحانُ فيهِ

كَأَنَّ بَياضَهُ رَيطٌ غَسيلُ

خَدَت فيهِ بِرَحلي ذاتُ لَوثٍ

مِنَ العيدِيِّ ناجِيَةٌ ذَمولُ

سَلوكٌ حينَ تَشتَبهُ الفَيافي

وَيُخطِئُ قَصدَ وِجهَتِهِ الدَليلُ

إِذا فَضَلَت مَعاقِدُ نِسعَتَيها

وَأَصبَحَ ضَفرُها قَلِقاً يَجولُ

عَلى قَرواءَ قَد ضَمرَت فَفيها

وَلَم تَبلُغ سَليقَتُها ذَبولُ

طَوَت طَيَّ الرِداءِ الخَرقَ حَتّى

تَقارَبَ بُعدُهُ سُرُحٌ نَصولُ

مِنَ الكُتمِ الحَوافِظِ لا سَقوطٌ

إِذا سَقَطَ المَطِيُّ وَلا سَؤولُ

تَكادُ تَطيرُ إِفراطاً وَسَغباً

إِذا زُجِرَت وَمُدَّت لَها الحَبولُ

إِلى القَرمِ الَّذي فاتَت يَداهُ

بِفِعلِ الخَيرِ بَسطَةَ مَن يُنيلُ

إِذا ما غالِيَ الحَمدِ اِشتراهُ

فَما إِن يَستَقِلُّ وَلا يُقيلُ

أَمينُ الصَدرِ يَحفَظُ ما تَوَلّى

كَما يُلفى القَوِيُّ بِهِ النَبيلُ

نَقِيٌّ طاهِرُ الأَثوابِ بَرٌّ

لِكُلِّ الخَيرِ مُصطَنِعٌ مُحيلُ

أَبا مَروانَ أَنتَ فيتى قُرَيشٍ

وَكَهلُهُمُ إِذا عُدَّ الكُهولُ

تُوَلّيهِ العَشيرَةُ ما عَناها

فَلا ضَيقُ الذِراعِ وَلا بَخيلُ

إِلِيكَ تُشيرُ أَيديهِم إذا ما

رَضوا أَو غالَهُم أَمرٌ جَليلُ

كِلا يَومَيهِ بِالمَعروفِ طَلقٌ

وَكُلُّ فَعالِهِ حَسَنٌ جَميلُ

جَوادٌ سابِقٌ في اليُسرِ بَحرٌ

وَفي العِلّاتِ وَهّابٌ بَذولُ

تَأَنَّسُ بِالنَباتِ إِذا أَتاها

لِرُؤيَةِ وَجهِهِ الأَرضُ المَحولُ

لِبَهجَةِ واضِحٍ سَهلٍ عَلَيهِ

إِذا رُئِيَ المَهابةُ والقَبولُ

لِأَهلِ الوُدِّ وَالقُربى عَلَيهِ

صَنائِعُ بَثَّها بَرٌّ وَصولُ

أَيادٍ قَد عُرِفنَ مُظاهَراتٍ

لَهُ فيها التَطاوُلُ وَالفُضولُ

وَعَفوٌ عَن مُسيئِهِمُ وَصَفحٌ

يَعودُ بِهِ إِذا غَلِقَ الحُجولُ

إِذا هُوَ لَم تُذَكِّرهُ نُهاهُ

وَقارَ الدينِ وَالرَأيُ الأَصيلُ

وَلِلفُقراءِ عائِدَةٌ وَرُحمٌ

وَلا يُقصى الفَقيرُ وَلا يَعيلُ

جَنابٌ واسِعُ الأَكنافِ سَهلٌ

وَظِلٌّ في مَنادِحِهِ ظَليلُ

وَكَم مِن غارِمٍ فَرَّجتَ عَنهُ

مَغارِمَ كُلَّ مَحمَلِها ثَقيلُ

وَذي لَدَدٍ أَرَيتَ اللَدَّ حَتّى

تَبَيَّنَ وَاِستَبانَ لَهُ السَبيلُ

وَأَمرٍ قَد فَرَقتَ اللَبسَ مِنهُ

بِحِلمٍ لا يَجورُ وَلا يَميلُ

نَمى بِكَ في الذَؤابَةِ مِن قُرَيشٍ

بِناءُ العِزِّ وَالمَجدُ الأَثيلُ

أَرومٌ ثابِتٌ يَهتَزُّ فيهِ

بِأَكرَمِ مَنبِتٍ فَرعٌ أَصيلُ

شرح ومعاني كلمات قصيدة ألم تربع فتخبرك الطلول

قصيدة ألم تربع فتخبرك الطلول لـ كثير عزة وعدد أبياتها خمسة و خمسون.

عن كثير عزة

كثير بن عبد الرحمن بن الأسود بن مليح من خزاعة وأمه جمعة بنت الأشيم الخزاعية. شاعر متيم مشهور، من أهل المدينة، أكثر إقامته بمصر ولد في آخر خلافة يزيد بن عبد الملك، وتوفي والده وهو صغير السن وكان منذ صغره سليط اللسان وكفله عمه بعد موت أبيه وكلفه رعي قطيع له من الإبل حتى يحميه من طيشه وملازمته سفهاء المدينة. واشتهر بحبه لعزة فعرف بها وعرفت به وهي: عزة بنت حُميل بن حفص من بني حاجب بن غفار كنانية النسب كناها كثير في شعره بأم عمرو ويسميها تارة الضميريّة وابنة الضمري نسبة إلى بني ضمرة. وسافر إلى مصر حيث دار عزة بعد زواجها وفيها صديقه عبد العزيز بن مروان الذي وجد عنده المكانة ويسر العيش. وتوفي في الحجاز هو وعكرمة مولى ابن عباس في نفس اليوم فقيل: مات اليوم أفقه الناس وأشعر الناس.[١]

تعريف كثير عزة في ويكيبيديا

كثير عزة بن عبد الرحمن بن الأسود الخزاعي (23 هـ - 105 هـ 644 - 723م): شاعر، متيم مشهور. من أهل المدينة، وكان يتنقل بين العراق والشام ومصر وموطنه الحجاز. يقال له «كثير عزة»، وكان قد تتيم بعزة، وشبب بها، وأخباره مع عزة بنت حميل الضمرية كثيرة، وكان عفيفا في حبه، قال أبو الطيب الوشاء: «قيل لكثير عزة: هل نلت من عزة شيئا طول مدتك؟ فقال: لا والله، إنما كنت إذا اشتد بي الأمر أخذت يدها فإذا وضعتها على جبيني وجدت لذلك راحة».وراوي شعره غلامه عبد الله بن ذكوان.وكان مفرط القصر دميما، في نفسه شمم وترفع، وفد على عبد الملك بن مروان، فازدرى منظره، ولما عرف أدبه رفع مجلسه، فاختص به، وبني مروان يعظمونه ويكرمونه، قال المرزباني: «كان شاعر أهل الحجاز في الإسلام، لا يقدمون عليه أحدا». كان من أصحاب محمد بن الحنفية ابن الخليفة علي بن أبي طالب، وفي المؤرخين من يذكر أنه من غلاة الشيعة، وينسبون إليه القول بالتناسخ، قال الزبير بن بكار: «كان كثير شيعيا، يقول بتناسخ الأرواح، وكان خشبيا يؤمن بالرجعة».وكان كثير يفد على ولاة الأمصار يمدحهم ويأخذ الجوائز أمثال بشر بن مروان. وقد بذل كثير الخزاعي جهد ما يستطيع ليلحق نسبه بقريش، فبعثه عبد الملك بن مروان لإثارتها بين قبائل الكوفة فاشعل فتيلها بتنصله من خزاعة وبانتسابه إلى قريش،وأمره عبد الملك بن مروان أن يقول ذلك في منابر الكوفة، ورماه على مسجد بارق، وكانت خزاعة أخو بارق، فلما رآه سراقة البارقي في المسجد، عرفه وقال له: «إن قلت هذا على المنبر، قتلتك قحطان وأنا أوّلهم». وهجاه شعراء بارق، منهم سراقة وميسرة أبو علقمة. فانصرف كثير إلى الحجاز، ولم يعد إلى عبد الملك بن مروان، ولم يعود بعد ذلك إلى العراق أبداً.توفي بالمدينة المنورة في يوم واحد هو وعكرمة البربري، فقالت الناس: «مات اليوم أفقه الناس وأشعر الناس»، وذلك في أول خلافة هشام بن عبد الملك سنة 105 هـ، وهو ابن نيف وثمانين عاماً، قال المرزباني: «وتوفي عكرمة مولى ابن عباس وكثير بالمدينة في يوم واحد سنة خمس ومائة في ولاية يزيد بن عبد الملك. وقيل توفي في أول خلافة هشام وقد زاد واحدة أو اثنين على ثمانين سنة». له «ديوان شعر - مطبوع»، وللزبير بن بكار «أخبار كثير».[٢]

  1. معجم الشعراء العرب
  2. كثير عزة - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي