ألم ترني فارقت قيسي وخندفي

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة ألم ترني فارقت قيسي وخندفي لـ بديع الزمان الهمذاني

اقتباس من قصيدة ألم ترني فارقت قيسي وخندفي لـ بديع الزمان الهمذاني

ألم ترني فارقت قيسي وخِنْدِفي

وما المرء إلا حيث حلت عشائره

وقد علمت أم الفوارس أنني

أبوها إذا لم يرضني من أجاوره

وفارقت أرض الديلمي وإنها

لأرضي ولكن فاز بالشيء قامره

ووافيت دار الأعجمي وجزتها

وإن يك قد دارت علي دوائره

فكنت كأن اللّه يرصدني بها

فلما قطعت الباب قطع دابره

وما أنس لا أنس الرباط وليلة

وهمّاً من الآمال بت أسامره

وقوليَ للأصل الذي أنا فرعه

وقد بزه برد التجمل قاشره

لَعَا لا يرعك الهم يا عم إنه

وإن كان مر الحال حلو مصائره

وفي خلف إن ألحقتنا يدالمني

لنا خلف لا يخلف الظن ماطره

فلما وردنا موسم الملك أقبلت

وفود الغنى واستقبلتنا بوادره

ولما انجلى بدر الدجى من جبينه

أعرنا الثرى حُر الوجوه تعافره

جلبنا إليه الفضل وهو أميره

وبعنا عليه بَزّه وهو تاجره

وبحت فقال الناس من ذا وقال من

أجابهم عبد الأمير وشاعره

ولاحت لنا منه عيوب كثيرة

ولا عيب فيه غير ما أنا ذاكره

ولادته في عالم دون قدره

وفي زمن مثل اسمه لا يقادره

وآخر أنا إن أردنا مديحه

تقضى القوافي وهو باق مفاخره

وآخر أن لا عيب فيه لناظر

تردّ به عين الكمال وناظره

وما ملك إلا يؤدي خراجه

إليه على رغم ونحن نصادره

مقابلنا عند اللقاء هو الذي

إذا لحَظَ الجبارَ شقت مرائره

ولي خادم فوق الخِوان هو الذي

تمر به الأقدار وهي تحاذره

يد اللّه في تلك المحاسن إنه

على كل حال طيب العرض طاهره

هناك عطاياه وثم انتقامه

وتلك خفاياه وهذي ظواهره

أيا جابر العظم المهيض لقاؤه

ولا يُجبر العظمُ الذي هو كاسره

أتأمر لي ببدرة كل نظرة

إلى الشغل باستيفاء ما أنت آمره

فإن يك بحر أغرق الناسَ ماؤه

فإنك بحر أغرقتني جواهره

شرح ومعاني كلمات قصيدة ألم ترني فارقت قيسي وخندفي

قصيدة ألم ترني فارقت قيسي وخندفي لـ بديع الزمان الهمذاني وعدد أبياتها خمسة و عشرون.

عن بديع الزمان الهمذاني

أحمد بن الحسين بن يحيى الهمذاني أبو الفضل. أحد أئمة الكتاب له (مقامات -ط) أخذ الحريري أسلوب مقاماته عنها وكان شاعراً وطبقته في الشعر دون طبقته في النثر. ولد في همذان وانتقل إلى هراة سنة 380هـ‍ فسكنها ثم ورد نيسابور سنة 382هـ‍ ولم تكن قد ذاعت شهرته. فلقي فيها أبو بكر الخوارزمي فشجر بينهما ما دعاهما إلى المساجلة فطار ذكر الهمذاني في الآفاق. ولما مات الخوارزمي خلا له الجو فلم يدع بلدة من بلدان خراسان وسجستان وغزنة إلا ودخلها ولا ملكاً أو أميراً إلا فاز بجوائزه. كان قوي الحافظة يضرب المثل بحفظه ويذكر أن أكثر مقاماته ارتجال وأنه كان ربما يكتب الكتاب مبتدئاً بآخر سطوره ثم هلم جراً إلى السطر الأول فيخرجه ولا عيب فيه. وفاته في هراة مسموماً. وله (ديوان شعر -ط) صغير و (رسائل -ط) عدتها 233 رسالة، و (مقامات -ط)[١]

تعريف بديع الزمان الهمذاني في ويكيبيديا

أبو الفضل أحمد بن الحسين بن يحيى بن سعيد المعروف ببديع الزمان الهمذاني ، (358 هـ/969 م -398 هـ/1007 م)، كاتب وأديب من أسرة عربية ذات مكانة علمية مرموقة استوطنت همدان وبها ولد بديع الزمان فنسب إليها، وقد كان يفتخر بأصله العربي إذ كتب في أحد رسائله إلى أبي الفضل الأسفرائيني: «إني عبد الشيخ، واسمي أحمد، وهمدان المولد وتغلب المورد، ومضر المحتد». وقد تمكن بديع الزمان بفضل أصله العربي وموطنه الفارسي من امتلاك الثقافتين العربية والفارسية وتضلعه في آدابهما فكان لغوياً وأديبًا وشاعراً وتوفي عام 395 هـ، انتقل بديع الزمان إلى أصفهان فانضم إلى حلبة شعراء الصاحب بن عباد، ثم يمم وجهه شطر جرجان فأقام في كنف أبي سعيد محمد بن منصور وخالط أسرة من أعيان جرجان (تعرف بالإسماعيلية) فأخذ من علمها الشيء الكثير ثم ما فتئ أن نشب خلاف بينه وبين أبي سعيد الإسماعيلي فغادر جرجان إلى نيسابور، وكان ذلك سنة (382هجرية/ 992ميلادية) واشتدت رغبته في الاتصال باللغوي الكبير والأديب الذائع الصيت أبي بكر الخوارزمي، ولبى هذا الخوارزمي طلب بديع الزمان والتقيا، فلم يحسن الأول استقبال الثاني وحصلت بينهما قطيعة ونمت بينهما عداوة فاستغل هذا الوضع بعض الناس وهيؤوا للأديبين مناظرة كان الفوز فيها لبديع الزمان بفضل سرعة خاطرته، وقوة بديهته. فزادت هذه الحادثة من ذيوع صيت بديع الزمان عند الملوك والرؤساء وفتحت له مجال الاتصال بالعديد من أعيان المدينة، والتف حوله الكثير من طلاب العلم، فأملى عليهم بأكثر من أربعمائة مقامة (لم يبق منها سوى اثنتان وخمسون). لم تطل'" إقامة بديع الزمان"' بنيسابور وغادرها متوجها نحو سجستان فأكرمه أميرها خلف بن أحمد أيما إكرام، لأنه كان مولعا بالأدباء والشعراء. وأهدى إليه "'بديع الزمان"' مقاماته إلا أن الوئام بينهما لم يدم طويلا، فقد تلقى "'بديع الزمان"' يوما من الأمير رسالة شديدة اللهجة أثارت غضبه، فغادر سجستان صوب غزنة حيث عاش في كنف السلطان محمود الغزنوي معززا مكرماً، وكانت بين أبي العباس الفضل بن أحمد الأسفرائي وزير السلطان محمود عدة مراسلات، وفي آخر المطاف حط رحاله بديع الزمان بمدينة هرات فاتخذها دار إقامة وصاهر أبا علي الحسين بن محمد الخشنامي أحد أعيان هذه المدينة وسادتها فتحسنت أحواله بفضل هذه المصاهرة، وبمدينة هرات لفظ أنفاسه الأخيرة. ومات في 11 جمادى الآخرة 398 هـ، وقد أخذته سكتة، فدفن سريعا، وسمعوا صراخه في القبر فنبشوه، فوجدوه ميتا وقد قبض على لحيته من هول القبر.[٢]

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي