ألم تر أن الشمس قد ضمها القبر

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة ألم تر أن الشمس قد ضمها القبر لـ ابن زيدون

اقتباس من قصيدة ألم تر أن الشمس قد ضمها القبر لـ ابن زيدون

أَلَم تَرَ أَنَّ الشَمسَ قَد ضَمَّها القَبرُ

وَأَن قَد كَفانا فَقدَنا القَمَرَ البَدرُ

وَأَنَّ الحَيا إِن كانَ أَقلَعَ صَوبُهُ

فَقَد فاضَ لِلآمالِ في إِثرِهِ البَحرُ

إِساءَةُ دَهرٍ أَحسَنَ الفِعلَ بَعدَها

وَذَنبُ زَمانٍ جاءَ يَتبَعُهُ العُذرُ

فَلا يَتَهَنَّ الكاشِحونَ فَما دَجا

لَنا اللَيلُ إِلّا رَيثَما طَلَعَ الفَجرُ

وَإِن يَكُ وَلّى جَهوَرٌ فَمُحَمَّدٌ

خَليفَتُهُ العَدلُ الرِضى وَاِبنُهُ البَرُّ

لَعَمري لَنِعمَ العِلقُ أَتلَفَهُ الرَدى

فَبانَ وَنِعمَ العِلقُ أَخلَفَهُ الدَهرُ

هَزَزنا بِهِ الصَمّامَ فَالعَزمُ حَدُّهُ

وَحِليَتُهُ العَليا وَإِفرِندُهُ البِشرُ

فَتىً يَجمَعُ المَجدَ المُفَرَّقَ هَمُّهُ

وَيُنظَمُ في أَخلاقِهِ السَودَدُ النَثرُ

أَهابَت إِلَيهِ بِالقُلوبِ مَحَبَّةٌ

هِيَ السِحرُ لِلأَهواءِ بَل دونَها السِحرُ

سَرَت حَيثُ لاتَسري مِنَ الأَنفُسِ المُنى

وَدَبَّت دَبيباً لَيسَ يُحسِنُهُ الخَمرُ

لَبِسنا لَدَيهِ الأَمنَ تَندى ظِلالُهُ

وَزَهرَةَ عَيشٍ مِثلَما أَينَعَ الزَهرُ

وَعادَت لَنا عاداتُ دُنيا كَأَنَّها

بِها وَسَنٌ أَو هَزَّ أَعطافَها سُكرُ

مَليكٌ لَهُ مِنّا النَصيحَةُ وَالهَوى

وَمِنهُ الأَيادي البيضُ وَالنِعَمُ الخُضرُ

نُسِرُّ وَفاءً حينَ نُعلِنُ طاعَةً

فَما خانَهُ سِرٌّ وَلا رابَهُ جَهرُ

فَقُل لِلحَيارى قَد بَدا عَلَمُ الهُدى

وَلِلطامِعِ المَغرورِ قَد قُضِيَ الأَمرُ

أَبا الحَزمِ قَد ذابَت عَلَيكَ مِنَ الأَسى

قُلوبٌ مُناها الصَبرُ لَو ساعَدَ الصَبرُ

دَعِ الدَهرَ يَفجَع بِالذَخائِرِ أَهلَهُ

فَما لِنَفيسٍ مُذ طَواكَ الرَدى قَدرُ

تَهونُ الرَزايا بَعدُ وَهيَ جَليلَةٌ

وَيُعرَفُ مُذ فارَقتَنا الحادِثُ النُكرُ

فَقَدناكَ فِقدانَ السَحابَةِ لَم يَزَل

لَها أَثَرٌ يُثني بِهِ السَهلُ وَالوَعرُ

مَساعيكَ حَليٌ لِلَّيالي مُرَصَّعٌ

وَذِكرُكَ في أَردانِ أَيّامِها عِطرُ

فَلا تَبعَدَن إِنَّ المَنِيَّةَ غايَةٌ

إِلَيها التَناهي طالَ أَو قَصُرَ العُمرُ

عَزاءً فَدَتكَ النَفسُ عَنهُ فَإِن ثَوى

فَإِنَّكَ لا الواني وَلا الضَرَعُ الغُمرُ

وَما الرُزءُ في أَن يودَعَ التُربَ هالِكٌ

بَلِ الرُزءَ كُلَّ الرِزءِ أَن يَهلِكَ الأَجرُ

أَمامَكَ مِن حِفظِ الإِلَهِ طَليعَةٌ

وَحَولَكَ مِن آلائِهِ عَسكَرٌ مَجرُ

وَما بِكَ مِن فَقرٍ إِلى نَصرِ ناصِرٍ

كَفَتكَ مِنَ اللَهِ الكَلاءَةُ وَالنَصرُ

لَكَ الخَيرُ إِنّي واثِقٌ بِكَ شاكِرٌ

لِمَثنى أَياديكَ الَّتي كُفرُها الكُفرُ

تَحامى العِدا لَمّا اِعتَلَقتُكَ جانِبي

وَقالَ المُناوي شَبَّ عَن طَوقِهِ عَمرُ

يَلينُ كَلامٌ كانَ يَخشُنُ مِنهُمُ

وَيَفتُرُ نَحوي ذَلِكَ النَظَرُ الشَزرُ

فَصَدِّق ظُنوناً لي وَفِيَّ فَإِنَّني

لَأَهلُ اليَدِ البَيضاءَ مِنكَ وَلا فَخرُ

وَمَن يَكُ لِلدُنيا وَلِلوَفرِ سَعيُهُ

فَتَقريبُكَ الدُنيا وَإِقبالُكَ الوَفرُ

شرح ومعاني كلمات قصيدة ألم تر أن الشمس قد ضمها القبر

قصيدة ألم تر أن الشمس قد ضمها القبر لـ ابن زيدون وعدد أبياتها ثلاثون.

عن ابن زيدون

أحمد بن عبد الله بن أحمد بن غالب بن زيدون المخزومي الأندلسي، أبو الوليد. وزير، كاتب وشاعر من أهل قرطبة، انقطع إلى ابن جهور من ملوك الطوائف بالأندلس، فكان السفير بينه وبين ملوك الأندلس فأعجبوا به. واتهمه ابن جهور بالميل إلى المعتضد بن عباد فحبسه، فاستعطفه ابن زيدون برسائل عجيبة فلم يعطف. فهرب واتصل بالمعتضد صاحب إشبيلية فولاّه وزارته، وفوض إليه أمر مملكته فأقام مبجّلاً مقرباً إلى أن توفي باشبيلية في أيام المعتمد على الله ابن المعتضد. ويرى المستشرق كور أن سبب حبسه اتهامه بمؤامرة لإرجاع دولة الأمويين. وفي الكتاب من يلقبه بحتري المغرب، أشهر قصائده: أضحى التنائي بديلاً من تدانينا. ومن آثاره غير الديوان رسالة في التهكم بعث بها عن لسان ولاّدة إلى ابن عبدوس وكان يزاحمه على حبها، وهي ولاّدة بنت المستكفي. وله رسالة أخرى وجهها إلى ابن جهور طبعت مع سيرة حياته في كوبنهاغن وطبع في مصر من شروحها الدر المخزون وإظهار السر المكنون.[١]

تعريف ابن زيدون في ويكيبيديا

أبو الوليد أحمد بن عبد الله بن زيدون المخزومي القرشي المعروف بـابن زيدون (394هـ/1003م في قرطبة - أول رجب 463 هـ/5 أبريل 1071 م) وزير وكاتب وشاعر أندلسي، عُرف بحبه لولادة بنت المستكفي.

[٢]

  1. معجم الشعراء العرب
  2. ابن زيدون - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي