ألم تر أن الله أكرم أحمدا

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة ألم تر أن الله أكرم أحمدا لـ محي الدين بن عربي

اقتباس من قصيدة ألم تر أن الله أكرم أحمدا لـ محي الدين بن عربي

ألم تر أن الله أكرمَ أحمداً

ونادى به حتى إذا بلغ المدى

تلقاه بالقرآن وحياً منزلاً

فكان له روحاً كريماً مؤيدا

وأعطاه ما أبقى عليه مهابةً

فاورثه علماً وحِلماً وسؤددا

وأعلى به الدين الحنيفي والهدى

وصيرَّه يومَ القيامةِ سيِّدا

وهيأ يومَ الفصلِ عند وروده

له فوق أدنى في التقرب مقعدا

وعين يوم الزور في كلِّ حضرةٍ

له في كَثيبِ المسكِ نُزُلاً ومشهدا

فيا خير خلقِ الله بل خير مُرسَلٍ

لقد طبتَ في الأعراق نشأ ومحتدا

تحليت للإرسال في كل شُرعةً

يظهرن آياتٍ ويقدحن أزندا

ففي قولكم لما دعيت مّذماً

كعصمتنا من سبِّ من كان ألحدا

علومٌ وأسرار لمن كان ذا حجى

تدل على خُلق كريمٍ من العِدى

فيا خيرَ مَبعوثٍ إلى خيرِ أُمَّة

لو أنك في ضيقٍ لكنت لك الفدا

ولما دعوتُ الله غيرةَ مؤمنٍ

على من تعدَّى في الشريعة واعتدى

أتاك عتابُ الله فيه ولم تكن

أردت به إلا التعصبُ للهدى

بأنك قد أرسلتَ للخلقِ رحمةً

ومن كان هذا أصله طاب مولدا

مدحتك للأسماع مدحَ معرِّف

وقمت به في موقفِ العدلِ مُنشدا

وها أنا أتلو في مديحك السنا

تعز على من كان في العلمِ قد شدا

ولم أغل بل قلت الذي قال ربنا

وجئت به فضلاً مبيناً لأرشدا

مدحتك بالأسماء أسماء ربنا

ولم ألتفت عقلاً ورأياً مسدَّدا

بأنك عبد الله بل أنت كونه

وأنت مضاف الكافِ شَرعاً وما عدا

فعينك عين السِّرِّ والسمعُ سمعُه

وأنت الكبير الكل للعين إنْ بدا

وأنت الذي أكني إذا قلت كنية

وأنت الذي أعني إذا ما تمجدا

لقد خصك الرحمن بالصورةِ التي

روينا ولم ينزل لنا ذكرها سدى

وأنت مقالُ العبد عند قيامه

من الركعة الزلفى ليهوي فيسجدا

وأنت وجود الهاء مهما تعبدت

وأنت وجودُ الواو مهما تعبَّدا

فقل إنه هو أو فقل ليس هو بهو

وإياك أن تبتغي لنفسك موعدا

ولا تأخذ إلا لقاءً زوراً فإنه

حقيقتكم إن راح عنكم وإن غدا

ولما اصطفاك الله عبداً مقرَّباً

أراك الذي أعطى عليك وأشهدا

فمن كان يدريه يكون موحداً

ومن كان لا يدري يكون موحدا

إذا ما مدحت العبد فامدحه هكذا

وكن في الذي تلقيه عبداً موحدا

فإنك لم تمدحه إلا به فكن

لمن جاء يستفتيك ركناً ومقصدا

فوالله لولا الله ما كنت مصلحاً

ووالله لولا الكونُ ما كنتُ مُفسدا

فمن كان مشهوداً به كان مؤمناً

ومن كان معلوماً له كان ملحدا

فكن من علا في الأمر بالأمر نفسه

ولا تك ممن قال قولاً فأخلدا

فهذا مديح الاختصاصِ مبينٌ

جمعتُ لكم بين الندا فيه والندا

وأجريتُ فيه الخمر نهر الشارب

إذا ما تحسَّى جرعة منه عربدا

ألا إنني أرجو من الله أن أرى

بمشهده الأعلى عبيداً مؤيدا

بأسمائه الحسنى وأنفاسِ جودِه

أكون بها بين الأنام مسوَّدا

شرح ومعاني كلمات قصيدة ألم تر أن الله أكرم أحمدا

قصيدة ألم تر أن الله أكرم أحمدا لـ محي الدين بن عربي وعدد أبياتها سبعة و ثلاثون.

عن محي الدين بن عربي

محمد بن علي بن محمد بن عربي أَبوبكر الحاتمي الطائي الأندلسي المعروف بمحي الدين بن عربي. فيلسوف من أئمة المتكلمين في كل علم، ولد في مرسية بالأندلس وانتقل إلى اشبيلية وقام برحلة فزار الشام وبلاد الروم والعراق والحجاز، وأنكر عليه أهل الديار المصريه (شطحات) صدرت عنه، فعمل بعضهم على إِراقة دمه، وحبس فسعى في خلاصه علي بن فتح اليحيائي واستقر في دمشق ومات فيها يقول الذهبي عنه: قدوة القائلين بوحدة الوجود. له نحو أربعمائة كتاب ورسالة منها: (الفتوحات المكية) في التصوف وعلم النفس، عشر مجلدات، (محاضرة الأبرار ومسامرة الأخيار) في الأدب، (ديوان شعر ـ ط) أكثره من التصوف، و (فصوص الحكم ـ ط) وغيرها الكثير الكثير.[١]

تعريف محي الدين بن عربي في ويكيبيديا

محمد بن علي بن محمد بن عربي الحاتمي الطائي الأندلسي الشهير بـ محيي الدين بن عربي، أحد أشهر المتصوفين لقبه أتباعه وغيرهم من الصوفيين «بالشيخ الأكبر»، ولذا تُنسب إليه الطريقة الأكبرية الصوفية. ولد في مرسية في الأندلس في شهر رمضان عام 558 هـ الموافق 1164م قبل عامين من وفاة الشيخ عبد القادر الجيلاني. وتوفي في دمشق عام 638هـ الموافق 1240م. ودفن في سفح جبل قاسيون. وهو عالم روحاني من علماء المسلمين الأندلسيين، وشاعر وفيلسوف، أصبحت أعماله ذات شأن كبيرٍ حتى خارج العالم العربي. تزيد مؤلفاته عن 800، لكن لم يبق منها سوى 100. كما غدت تعاليمه في مجال علم الكون ذات أهمية كبيرة في عدة أجزاء من العالم الإسلامي.لقبه أتباعه ومريدوه من الصوفية بألقاب عديدة، منها: الشيخ الأكبر، ورئيس المكاشفين، البحر الزاخر، بحر الحقائق، إمام المحققين، محيي الدين، سلطان العارفين.[٢]

  1. معجم الشعراء العرب
  2. محي الدين بن عربي - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي