ألم تر ركن الدين كيف تضعضعا

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة ألم تر ركن الدين كيف تضعضعا لـ باقر حيدر

اقتباس من قصيدة ألم تر ركن الدين كيف تضعضعا لـ باقر حيدر

ألم تر ركن الدين كيف تضعضعا

وعارض غيث الجود كيف تقشعا

ومن حسن أمست خلاءاً ربوعها

وأوحش مغنى بالندى كان ممرعا

أصات به الناعي فلم ندر أنه

له النعي أم للجود أم للدين مسمعا

سرى جبل الدنيا وثقل محمد

وعيبة أسرار النبيين أجمعا

لقد كنت من نهلان أرسى قواعداً

فكيف بك الأقدام قد سرن سرعا

وقبلك لم نعهد لثهلان حفرةً

لعمري ولا خطو إلى البدر مضجعا

فليت سهام الحادثات تريحني

فقد أثخنتني بالجراح لأجزعا

أفي كل يومٍ في بيوت محمدٍ

نواع به تنعى وناعٍ له سعى

ولم تندمل منا الكلوم ولا عفت

مصيبتهم إلا أصبنا بأوجعا

تفنن ريب الدهر في آل أحمدٍ

فنوناً من الأرزاء لن تتجمعا

فما بين من يلقى المنون بصارم

وما بين من يسقي من السم منقعا

سقوه مدام الذل صرفاً لم يزل

يود بأن يسقي الحمام مشعشعا

فليس الذي قد مات بالسيف ميتاً

إذا كان يأبى أن يذل ويخضعا

وما الموت إلا أن يعيش بذلةٍ

ومن دونها تهوي الأسنة شرعا

تعود طعم الموت حتى حلاله

فإن لم يكن طبعاً عليه تطبعا

ودافوا له السم الذعاف فليتني

أكون الذي من دونه المتجرعا

تواصل فيه السم حتى انتهى به

فذاب وألقى قلبه متقطعا

أبوا قربه من جده بضريحه

وقد كان منه قد تبوأ أضلعا

أيطرد مروان ابن بنت محمد

ويقرب داراً للنبي وأربعا

أكان جزاءً للنبي محمدٌ

بأن يحفظوا من كان قبل مضيعا

رموا نعشه نبلاً فشلت أكفهم

وبانت يد الرامي بناناً وإصبعا

ألا إن قوساً شك نعشك نبلها

شكا حربها قلب الهدى فتصدعا

وشق فؤاداً من شقيقك لوعةً

فلولا وصاة منك للحرب أسرعا

ويقع في دست الخلافة وهي لا

تكون لمن كانت أبوته أدعا

بني فاطم إن الخلافة بردكم

أبى اللَه إلا أن تحط وتنزعا

وللَه صبر ابن البتول وقلبه

فلو كان من صم الصفا لتصدعا

أجامع شمل الدين فرقت شمله

وهيهات ما فرقت أن يتجمعا

ويا راحلاً قد زود الدين عبرةً

وأقرح أكباداً أسىً وتوجعا

لقد كنت صلب العود تأبى قناته

إذا غمزت أن تستلين وتصدعا

أرتنا بك الأقدار كيف اقتدارها

وكيف ابتكار الخطب يطرق مفزعا

وكيف الصخور الصم يوهي صفاتها

وكيف النجود الفعم تصبح بلقعا

فقدناك للراجي غماً كنهوراً

وللخائف الاجي ملاذاً ومفزعا

وأزكى بني عدنان نبعاً ومحتداً

وأطيب فرع من قريشٍ تقرعا

لتقضي على الأقذاء أجفان هاشم

وتدمي متون النجب بعدك أجمعا

نعيت لهم غيثاً مريعاً وملجأ

منيعاً إذا ريعوا وفي الروع أروعا

فكالغيث أو كالليث تحتشي وترتجي

أبى اللَه إلا أن تضر وتنفعا

أيعلم بطن الأرض ما فيه من ندىً

وجود ومن في رمسه بات مودعا

فيا جدثاً في طيه فاح طيبه

فليس الثريا من ثراه بأرفعا

ففاخر بقاع الأرض شرقاً ومغرباً

فقد صرت للدنيا وللدين مضجعا

لعمرك قد أثريت من ثمر الندى

فلو ينبت المعروف أصبحت منبعا

شرح ومعاني كلمات قصيدة ألم تر ركن الدين كيف تضعضعا

قصيدة ألم تر ركن الدين كيف تضعضعا لـ باقر حيدر وعدد أبياتها أربعون.

عن باقر حيدر

الشيخ باقر بن علي بن محمد بن علي ين حيدر بن خليفة بن كرم الله بن دفانة بن مذكور بن غانم بن أوثال البطايحي الشهير بآل حيدر. علامة كبير وشاعر مطبوع، وأديب معروف من أسرة علمية. ولد في النجف ونشأ بها، واشتغل بتحصيل العلم، ثم رحل مع والده إلى سوق الشيوخ ثم سامراء ثم عاد إلى النجف. تحصلت له الرياسة والزعامة، وله مطارحات مع الشعراء والعلماء. توفي في سوق الشيوخ بعد مرض أثناء استعداده لقتال الإنكليز. له آثار كثيرة ومنظومات في الفقه والأصول والتجويد والمنطق، له ديوان شعر في أكثر من ثلاثة آلاف بيت.[١]

  1. معجم الشعراء العرب

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي