ألم تسأل الدار الغداة متى هيا

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة ألم تسأل الدار الغداة متى هيا لـ النابغة الجعدي

اقتباس من قصيدة ألم تسأل الدار الغداة متى هيا لـ النابغة الجعدي

أَلَم تَسأَلِ الدارَ الغَداةَ مَتى هِيا

عَدَدتُ لَها مِنَ السَنينَ ثَمانِيا

بِوادِي الظِباءِ فَالسَليلِ تَبَدَّلَت

مِنَ الحَيِّ قَطراً لا يُفِيقُ وَسافِيا

أَرَبَّت عَلَيهِ كُلُّ وَطفَاءَ جَونةٍ

وَأَسحَمَ هَطالٍ يَسُوقُ القَوارِيا

فَلاَ زَالَ يَسقِيهَا ويَسقِي بِلاَدَهَا

مِنَ المَزنِ رِجافٍ يَسوقُ السَواريا

يُسَقّي شَرِيرَ البَحرِ جَوداً تَرُدُّهُ

حَلائبُ قُرحٍ ثِمَّ أَصبَحَ غادِيا

عَهِدتُ بِها الحَيَّ الجَميعَ كَأَنَّهُم

عِظامُ المُلُوكِ عِزَّةً وَتَبَاهِيا

لَهُم مَجلِسٌ غُلبُ الرَقابِ مَراجحٌ

قِدارُ الحِفاظِ يَدفَعُونَ الأَعَادِيا

وَفِتياِن صِدقٍ غيرُ وَخشٍ أُشابَةٍ

مَكاسِيبُ لِلمالِ الطَرِيفِ مَعاطيا

إِذا ظَعَنُوا يَوماً سَمِعتَ خِلالَهُم

غِناءً وَتَأييهاً وَنَقراً وَحادِيا

وَرَنَّةَ هَتّافِ العَشِيِّ مُكَبَّلٍ

يُنازِعُهُ الأَوتارَ مَن لَيسَ رَامِيا

يُنازِعُهُ مِثلُ المَهاةِ رَفِيقَةٌ

بِجَسِّ النَدامى تَترُكُ القَلبَ رانِيا

غَدا فَتَيا دَهرٍ فَمَرّا عَلَيهِمُ

نَهارٌ وَلَيلٌ يَلحَقانِ التَواليا

تَوالِيَ مَن غالَت شَعُوبٌ فَأَصبَحَت

كُلُولُهُمُ تَبكي وَتُبكي البَواكِيا

تذكّرتُ ذِكرىً مِن أُميمةَ بَعدَما

لَقِيتُ عَناءً مِن أُمَيمَةَ عانِيا

فَلا هِيَ تَرضى دُونَ أَمرَدَ ناشِئٍ

وَلا أَستَطِيع أَن أَرُدَّ شَبابِيا

وَقَد طالَ عَهدِي بالشّبابِ وَأَهلِهِ

وَلاقَيتُ رَوعاتٍ يُشِبنَ النَواصِيا

بَدَت فِعلَ ذِي وُدٍّ فَلَمّا تَبِعتُها

توَلَّت وَأَبقَت حاجَتِي في فُؤاديا

وَحَلَّت سَوادَ القَلبِ لا أَنا باغِياً

سِواها وَلا عَن حُبِّها مُتَراخِيا

وَلَو دامَ مِنها وَصلُها ما قَلَيتُها

ولَكِن كَفى بِالهَجرِ لِلحُبِّ شافِيا

وَما رابَها مِن رِيبَةٍ غَيرَ أَنَّها

رَأَت لِمَّتِي شابَت وَشابَ لِداتِيا

تَلُومُ عَلى هُلكِ البَعيرِ ظَعينَتي

وَكُنتُ عَلى لَومِ العَواذِلِ زارِيا

أَلَم تَعلَمي أَنّي رُزِئتُ مُحارِباً

فَما لَكِ مِنهُ اليَومَ شيءٌ وَلا لِيا

وَمِن قَبلِهِ ما قَد رُزِئتُ بِوَحوَحٍ

وَكانَ اِبنَ أُمّي والخَليلَ المُصافِيا

فَتىً كَمُلَت أَخلاقُه غَيرَ أَنَّهُ

جَوادٌ فَما يُبقي مِنَ المالِ باقِيا

فَتىً تَمَّ فِيهِ ما يَسُرُّ صَديقَهُ

عَلى أَنَّ فِيهِ ما يَسُوءُ الأَعاديا

يَقُولُ لِمَن يَلحاهُ في بَذلِ مالِهِ

أَأُنفِقُ أَيّامِي وَأَترُكُ مالِيا

يُدِرُّ العُروقَ بالسِنانِ وَيَشتَري

مِنَ الحَمدِ ما يَبقَى وَإِن كانَ غالِيا

أَشَمُّ طَوِيلُ السَاعِدَينِ سَمَيدَعٌ

إِذا لَم يَرُح لِلمَجدِ أَصبَحَ غادِيا

أُتِيحَت لَهُ وَالغَمُّ يَحتَضِرُ الفَتى

وَمِن حاجَةِ الإِنسانِ ما لَيسَ لاَقِيا

كَفَينا بَني كَعبٍ فَلَم نَر عِندَهُم

لِما كانَ إِلاَّ ما جَزى اللَهُ جازِيا

وَيَومَ النُّخَيلِ إِذ أَتَينا نِساءَكم

حَواسِرَ يَركُضنَ الجِمالَ المَذاكِيا

وَيَومٍ شَدِيدٍ غَيرِ ذِي مُتَنَفَّسٍ

أَصَمَّ عَلى مَن كانَ يُحسَبُ راقِيا

كَأَنَّ زَفِيرَ القَومِ مِن خَوفِ شَرِّهِ

وَقَد بَلَغَت مِنهُ النُفُوسُ التَراقِيا

زَفِيرُ مُتَمٍّ بالمُشَيَّأِ طَرَّقَت

بِكاهِلِهِ فَلا يَرِيمُ المَلاقِيا

سَنُورِثُكُم إِنَّ التُراثَ إِليكُمُ

حبِيبٌ قُراراتِ النَجا فَالمغالِيا

وَماءً مِنَ الأَفلاجِ مُرّاً وغُدَّةً

وَذِئباً إِذا ما جَنَّهُ الليلُ عادِيا

وَأَطواءَنا مِن بَطنِ أَكمَةَ إِنَّكُم

جَشِمتُم إِلى أَربابِهِنَّ الدَواهِيا

وَلَو أَنَّ قَومي لَم تَخُنّي جُدُودُهُم

وَأَحلامُهُم أَصبَحتُ للفَتقِ آسِيا

وَلكنَّ قَومي أَصبَحُوا مِثلَ خَيبَرٍ

بِها داؤُها وَلاَ تَضُرُّ الأَعادِيا

فَلاَ تَنتَهِي أَضغانُ قَومي بَينَهُم

وَسَوآتُهُم حَتّى يَصِيرُوا مَواليا

مَوالِيَ حِلفٍ لا مَوالِي قَرابَةٍ

وَلكِن قَطِيناً يَسأَلُونَ الأَتاوِيا

فَلَم أَجِدِ الإِخوانَ إِلاَّ صَحابَةً

وَلَم أَجِدِ الأَهلِينَ إِلاَّ مَثاوِيا

وَكانَت قُشَيرٌٌ شامِتاً بِصَديقِها

وآخَرَ مَزرِيّاً عَلَيهِا وَزارِيا

وَلكِن أَخُو العَلياءِ والجُودِ مالِكٌ

أَقَامَ عَلى عَهدِ النَوى وَالتَصافِيا

فَأَصبَحَتِ الثَيرانُ غَرقَى وَأَصبَحَت

نِساءُ تَمِيمٍ يَلتَقِطنَ الصَياصِيا

لَهُ نَضَدٌ بِالَغورِ غَورِ تِهامَةٍ

يُجاوِبُ بِالرَعشاءِ جَوناً يمانِيا

فَأَصبَحَ بِالقِمرى يَجُرُّ عَفاءَهُ

بَهِيماً كَلَونِ الليلِ أَسوَدَ داجِيا

فَلَمّا دَنا للخرجِ خرجِ عُنَيزَةٍ

وَذِي بَقَرٍ أَلقى بِهِنَّ المَراسيا

لَها بَعدَ إِسنادِ الكَلِيمِ وهَدئِهِ

وَرَنّةِ مَن يَبكي إِذَا كانَ باكيا

هَدِيرٌ هَدِيرَ الثورِ يَنفُضُ رَأسَهُ

يَذُبُّ بِرَوقَيهِ الكِلابَ الصَوارِيا

وَمِثلُ الدُمى شُمُّ العَرانِينِ ساكِنٌ

بِهِنَّ الحَياءُ لا يُشِعنَ التَّقافِيا

أَلا أَبلِغا عَوفاً وَصاحِبَ رَحلِهِ

ومَن يَغوِ لا يَعدَم عَلى الغيِّ لا حيا

فَأَيّتُمَا عَينِ بَكَت إِن هَلَكتُما

فَلا رَقَأَت حَتّى تَمُوتَ كَما هيا

وَما شَكِسُ الأَنيابِ شَثنٌ بَنانُهُ

مِنَ الأُسدِ يَحمي مِن تِهامَة وادِيا

إِذَا ما رَأى قِرناً مَدِلاًّ هَوى لَهث

جَرِيئاً عَلى الأَقرانِ أَغضَفَ ضارِيا

فَلَيسَ بِمَسبَوقٍ بَشَيءِ أَرادَهُ

وَلَيسَ بِمَغلُوبٍ وَلَيسَ مُفادِيا

بِأَعظَمَ مِنهُ في الرِجالِ مَهابَةً

وَآَخَرَ مَعدُوّاً عَلَيهِ وَعادِيا

فَلاَ يُبعِدَنكَ اللَهُ إِن كانَ حادِثٌ

أَصابَكَ عَنّا نازِحَ الدارِ نائِيا

وَلكِن جَزاكَ اللَهُ حَيَّاً وَهالِكاً

عَلى كُلِّ حالٍ خيرَ ما كانَ جازيا

فَلَم يَبقَ مِن تِلكَ الديارِ وَأَهلِها

سُرَى الليلِ والأَيّامِ إِلاَّ مَغانيا

إِذا أَتَيا حَيّاً كِراماً بِغِبطَةٍ

أَناخا بِهِم حَتّى يُلاقُوا الدَواهِيا

شرح ومعاني كلمات قصيدة ألم تسأل الدار الغداة متى هيا

قصيدة ألم تسأل الدار الغداة متى هيا لـ النابغة الجعدي وعدد أبياتها واحد و ستون.

عن النابغة الجعدي

قيس بن عبد الله، بن عُدَس بن ربيعة، الجعدي العامري، أبو ليلى. شاعر مفلق، صحابي من المعمرين، اشتهر في الجاهلية وسمي النابغة لأنه أقام ثلاثين سنة لا يقول الشعر ثمَّ نبغ فقاله، وكان ممن هجر الأوثان، ونهى عن الخمر قبل ظهور الإسلام. ووفد على النبي صلى الله عليه وسلم، فأسلم، وأدرك صفّين فشهدها مع علي كرم الله وجهه، ثم سكن الكوفة فَسَيّره معاوية إلى أصبهان مع أحد ولاتها فمات فيها وقد كُفَّ بصره وجاوز المائة.[١]

تعريف النابغة الجعدي في ويكيبيديا

أبو ليلى النابغة الجعدي الكعبي (55 ق هـ/568م - 65 هـ/684م): شاعر، صحابي، ومن المعمرين. ولد في الفلج (الأفلاج) جنوبي نجد. اشتهر في الجاهلية، وقيل إنه زار اللخميين بالحيرة. وسمي «النابغة» لأنه أقام ثلاثين سنة لا يقوم الشعر ثم نبغ فقاله. وكان ممن هجر الأوثان، ونهى عن الخمر، قبل ظهور الإسلام. جاء عنه في سير أعلام النبلاء: «النابغة الجعدي أبو ليلى، شاعر زمانه، له صحبة، ووفادة، ورواية. وهو من بني عامر بن صعصعة. يقال: عاش مائة وعشرين سنة. وكان يتنقل في البلاد، ويمتدح الأمراء. وامتد عمره، قيل: عاش إلى حدود سنة سبعين».وقدم وهو سيد قومه مع وفدهم على رسول الله صلى الله عليه وسلم سنة 9 هـ / 630م، فأسلم. وشهد فتح فارس، وحارب مع علي بن أبي طالب معركة صفين وهو شيخًا كبير. ثم سكن الكوفة، فسيره معاوية إلى أصبهان مع أحد ولاتها، فمات فيها وقد كف بصره سنة 65 هـ / 684، وجاوز المِئَة واثنا عشر سنة، وقيل مئة وعشرون سنة.والنابغة شاعر متقدم صنفه ابن سلام في رأس الطبقة الثالثة من الجاهليين مع أبو ذؤيب الهذلي والشماخ بن ضرار، لبيد بن ربيعة ووصفه بأنه شاعر مُفلْق. نظم النابغة الشعر كبيراً، فمدح، وفخر، ووصف مآثر قومه، وهاجى ليلى الأخيلية، وأوس بن مغراء والأخطل، فتغلبوا عليه، وكان من أوصف الشعراء للخيل، وشعره متفاوت لعدم تهذيبه، جمعت شعره المستشرقة الإيطالية ماريا نلينو في «ديوان» مع ترجمة إلى الإيطالية وتحقيقات.[٢]

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي