ألم خيال من لمياء زائر
أبيات قصيدة ألم خيال من لمياء زائر لـ المؤيد الألوسي

ألمّ خيالٌ من لُمَيّاءَ زائرُ
وقد نام عن ليلي رقيبٌ وسامرُ
سرى والدُجى مُرخي الذوائب حالكٌ
فخيّلت أنّ الصّبحَ دونيَ سافرُ
وما زارني إلا ولِهْتُ وشاقني
أوائلُ شوقٍ ما لهنّ أواخرُ
وسمراءَ بيضاءَ الثّنايا إذا مشت
تسابقُها وطءَ التّرابِ الغدائرُ
تكامل فيها الحسنُ واهتزّ قدُّها
كما اهتزّ مصقولُ الغِراريْنِ باترُ
قوامٌ كخُوطِ البانِ هبّت به الصَّبا
قويمٌ ولحظٌ فاتنُ الطّرفِ فاترُ
إذا عذَلوا في حُبّها ووصفتُها
فلا عاذلٌ إلا انثنى وهْو عاذرُ
تَزيدُ نفوراً كلّما زُرتُ صبوةً
إليها على أن الظِّباءَ نوافرُ
وترنو بعينَي جُؤذرٍ من رآهما
رأى كيف تصطادُ الرجالَ الجآذرُ
وثغر نقيّ كالأقاحي وريقة
كأنّ الحَيا للخمر فيها مُخامرُ
وعهدي بها ليلاً وقد جئتُ زائراً
إليها كما يأتي الظِّماءُ العواثرُ
وبدرُ الدُجى يُغري بها كلّما ابتغت
إليّ وصولاً والبدورُ ضرائرُ
وإني لتُصبيني إليها صبابةٌ
تُراوحُني في حبّها وتُباكرُ
على أنّني خُضت الرّدى ولقيُها
لِقاءَ محبٍّ أعجلته البوادرُ
وعاتبتها حتى الصّباحِ وحولَها
ميامنُ من نُظّارِها ومياسرُ
فأصبحتُ ما بين المطامحِ والأسى
فلا الوصلُ موجودٌ ولا القلبُ صابر
أميّاسةَ الأعطافِ عطْفاً على شجٍ
هواكِ له ما شئتِ ناهٍ وآمرُ
يَبيتُ كما بات السّليمُ من الجوى
ويُصبحُ كالمأسورِ عاداهُ ثائرُ
أصخْتِ لأقوالِ الوُشاةِ فبِعتِني
وبائعُ مثلي يا لُميّاءُ خاسرُ
وهدّدني أهلوك فيك وإنّني
لتَصغُر عندي في لِقاك الكبائرُ
شرح ومعاني كلمات قصيدة ألم خيال من لمياء زائر
قصيدة ألم خيال من لمياء زائر لـ المؤيد الألوسي وعدد أبياتها عشرون.
عن المؤيد الألوسي
عطاف بن محمد بن علي الألوسي (أو الآلسي) أبو سعيد المؤيد. شاعر غزل، نسبته إلى قرية عند حديثة عانة على الفرات. ولد بها، ونشأ في دجيل، ودخل بغداد وصار (جاويشاً) في أيام المسترشد بالله، واغتنى. وهجا المقتفي العباسي، فسجن عشر سنين، وعمي في السجن. وأفرج عنه في أيام المستنجد، فسافر إلى الموصل فتوفي بها. وهو من شعراء الخريدة، وله (ديوان شعر) .[١]
- ↑ معجم الشعراء العرب