ألم يك جهلا بعد سبعين حجة

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة ألم يك جهلا بعد سبعين حجة لـ الفرزدق

اقتباس من قصيدة ألم يك جهلا بعد سبعين حجة لـ الفرزدق

أَلَم يَكُ جَهلاً بَعدَ سَبعينَ حِجَّةً

تَذَكُّرُ أُمَّ الفَضلِ وَالرَأسُ أَشيَبُ

وَقيلُكَ هَل مَعروفُها راجِعٌ لَنا

وَلَيسَ لِشَيءٍ قَد تَفاوَتَ مَطلَبُ

عَلى حينَ وَلّى الدَهرُ إِلّا أَقَلَّهُ

وَكادَت بَقايا آخِرِ العَيشِ تَذهَبُ

فَإِن تُؤذِنينا بِالفِراقِ فَلَستُمُ

بِأَوَّلِ مَن يَنسى وَمَن يَتَجَنَّبُ

وَرُبَّ حَبيبٍ قَد تَناسَيتُ فَقدَهُ

يَكادُ فُؤادي إِثرَهُ يَتَلَهَّبُ

أَخي ثِقَةٍ في كُلِّ أَمرٍ يَنوبُني

وَعِندَ جَسيمِ الأَمرِ لا يَتَغَيَّبُ

قَرَعتُ ظَنابيبي عَلى الصَبرِ بَعدَهُ

فَقَد جَعَلَت عَنهُ الجَنائِبُ تُصحِبُ

دَعانِيَ سَيّارٌ وَقَد أَشرَفَت بِهِ

مَهالِكُ يُلفى دونَها يَتَذَبذَبُ

فَقُلتُ لَهُ إِنّي أَخوكَ الَّذي بِهِ

تَنوءُ إِذا عَمَّ الدُعاءَ المُثَوَّبُ

فَإِن تَكُ مَظلوماً فَإِنَّ شِفاءَهُ

بِوَردٍ وَبَعضُ الأَمرِ لِلأَمرِ مُجلِبُ

هُوَ الحَكَمُ الراعي وَأَنتَ رَعِيَّةٌ

وَكُلَّ قَضاءٍ سَوفَ يُحصى وَيُكتَبُ

وَأَنتَ وَلِيُّ الحَقِّ تَقضي بِفَصلِهِ

وَأَنتَ وَلِيُّ العَفوِ إِذ هُوَ مُذنِبُ

يَزينُ عُبَيداً كُلُّ شَيئاً بَنَيتَهُ

وَأَنتَ فَتاها وَالصَريحُ المُهَذَّبُ

نَمَتكَ قُرومٌ مِن حَنيفَةَ جِلَّةٌ

إِلى عيصِها الأَعلى الَّذي لا يُشَذَّبُ

وَجُرثومَةُ العِزِّ الَّتي لا يَرومُها

عَدُوٌّ وَلا يَسطيعُها المُتَوَثِّبُ

وَما قايَسَت حَيّاً حَنيفَةُ سوقَةً

وَلَو جَهِدوا إِلّا حَنيفَةُ أَطيَبُ

وَكانَت إِذا خافَت تَضايُقَ مُقدَمٍ

تَمِدُّ بِأَيديها السُيوفَ فَتَضرِبُ

إِذا مَنَعوا لَم يُرجَ شَيءٌ وَراءَهُم

وَإِن لَقِحَت حَربٌ يَجيؤوا فَيَركَبوا

إِلَيهِم رَأَت ذاكُم مَعَدٌّ وَغَيرُها

يُحِلُّ اليَتامى وَالصَعيبُ المُعَصَّبُ

تَحِلُّ بُيوتَ المُعتَفينِ إِلَيهِمُ

إِذا كانَ عامٌ خادِعُ النَوءِ مُجدِبُ

وَقَعتُم بِصُفرَيِّ الخَضارِمِ وَقعَةً

فَجَلَّلتُموها عارَها لَيسَ يَذهَبُ

وَلَمّا رَأَوا بِالأَبرَقَينِ كَتيبَةً

مُلَملَمَةً تَحمي الذِمارَ وَتَغضَبُ

دَعا كُلُّ مَنحوبٍ حَنيفَةَ فَاِلتَقَت

عَجاجَةُ مَوتٍ وَالدِماءُ تَصَبَّبُ

وَجاؤو بِوِردٍ مِن حَنيفَةَ صادِقٍ

تُطاعِنُ عَن أَحسابِها وَتُذَبِّبُ

مَصاليتُ نَزّالونَ في حَومَةِ الوَغى

تَخوضُ المَنايا وَالرِماحُ تُخَضَّبُ

وَرائِمَةٍ وَلَّهتُموها وَفاقِدٍ

تَرَكتُم لَها شَجواً تُرِنُّ وَتَنحَبُ

وَقَد عَصَبَت أَهلَ الشَواجِنِ خَيلُهُم

وَقَد سارَ مِنها بِالمَجازَةِ مِقنَبُ

إِذا وَرَدوا الماءَ الرَواءَ تَظامَأَت

أَوائِلُهُم أَو يَحفِروا ثُمَّ يَشرَبوا

تَفارَطُ هَمدانَ الجِبالَ وَغافِقاً

وَزُهدَ بَني نَهدٍ فَتُسمى وَتَحرُبُ

تَوَثَّبُ بِالفُرسانِ خوصاً كَأَنَّها

سَعالٍ طَواها غَزوُهُم فَهيَ شُزَّبُ

وَهُم مِن بَعيدٍ في الحُروبِ تَناوَلوا

عِياذاً وَعَبدَ اللَهِ وَالخَيلُ تُجذَبُ

بِذي الغافِ مِن وادي عُمانَ فَأَصبَحَت

دِماؤُهُمُ يُجرى بِها حَيثُ تَشخَبُ

أَذاقوهُمُ طَعمَ المَنايا فَعَجَّلوا

وَمَن يَلقَهُم في عَرصَةِ المَوتِ يُشجُبوا

شَفَوا مِنهُما ما في النُفوسِ وَشَذَّبوا

بِوَقعِ العَوالي كُلَّ مَن يَتَكَتَّبُ

وَأَضحى سَعيدٌ في الحَديدِ مُكَبَّلاً

يُعاني وَأَحياناً يُقادُ فَيَصحَبُ

رَأى قَومَهُ إِذ كانَ غَدواً جِلادُهُم

مَعَ الصُبحِ حَتّى كادَتِ الشَمسُ تَغرُبُ

فَما أُعطِيَ الماعونُ حَتّى تَحاسَرَت

عَلَيهِم جُموعٌ مِن حَنيفَةَ لُجَّبُ

وَحَتّى عَلَوهُم بِالسُيوفِ كَأَنَّها

مَصابيحُ تَعلو مَرَّةً وَتَصَبَّبُ

فَلَم يُرَ يَومٌ كانَ أَكثَرَ عَولَةً

وَأَيتَمَ لِلوِلدانِ مِن يَومِ عوتِبوا

وَمَن يَصطَلي في الحَربِ ناراً تَحُشُّها

حَنيفَةُ يَشقى في الحُروبِ وَيُغلَبُ

وَما زالَ دَرءٌ مِن حَنيفَةَ يُتَّقى

وَما زالَ قَرمٌ مِن حَنيفَةَ مُصعَبُ

لَهُ بَسطَةٌ لا يَملُكُ الناسُ رَدَّها

يَدينُ لَهُ أَهلُ البِلادِ وَيُحجَبوا

تَرى لِلوُفودِ عَسكَراً عِندَ بابِهِ

إِذا غابَ مِنهُم مَوكِبٌ جاءَ مَوكِبُ

شرح ومعاني كلمات قصيدة ألم يك جهلا بعد سبعين حجة

قصيدة ألم يك جهلا بعد سبعين حجة لـ الفرزدق وعدد أبياتها ثلاثة و أربعون.

عن الفرزدق

هـ / 658 - 728 م همام بن غالب بن صعصعة التميمي الدارمي، أبو فراس. شاعر من النبلاء، من أهل البصرة، عظيم الأثر في اللغة. يشبه بزهير بن أبي سلمى وكلاهما من شعراء الطبقة الأولى، زهير في الجاهليين، و في الإسلاميين. وهو صاحب الأخبار مع جرير والأخطل، ومهاجاته لهما أشهر من أن تذكر. كان شريفاً في قومه، عزيز الجانب، يحمي من يستجير بقبر أبيه. لقب بالفرزدق لجهامة وجهه وغلظه. وتوفي في بادية البصرة، وقد قارب المئة[١]

تعريف الفرزدق في ويكيبيديا

الفرزدق بن غالب بن صعصعة المجاشعي التميمي (20 هـ / 641م - 110 هـ / 728م) شاعر عربي من النبلاء الأشراف ولد ونشأ في دولة الخلافة الراشدة في زمن عمر بن الخطاب عام 20 هـ في بادية قومه بني تميم قرب كاظمة، وبرز وإشتهر في العصر الأموي وساد شعراء زمانه، واسمه همام بن غالب بن صعصعة الدارمي التميمي، وكنيته أبو فراس، ولقبه الفرزدق وقد غلب لقبه على اسمه فعرف وأشتهر به. كان عظيم الأثر في اللغة، حتى قيل «لولا شعر الفرزدق لذهب ثلث لغة العرب، ولولا شعره لذهب نصف أخبار الناس»، وهو صاحب الأخبار والنقائض مع جرير والأخطل، واشتهر بشعر المدح والفخرُ وَشعرُ الهجاء. وقد وفد على عدد كبير من الخلفاء كعلي بن أبي طالب، ومعاوية بن أبي سفيان، وابنه يزيد، وعبدالملك بن مروان، وابنائه الوليد، وسليمان، ويزيد، وهشام، ووفد أيضاً على الخليفة عمر بن عبد العزيز، وعدد من الأمراء الأمويين، والولاة، وكان شريفاً في قومه، عزيز الجانب، وكان أبوه من الأجواد الأشراف، وكذلك جده من سادات العرب وهو حفيد الصحابي صعصعة بن ناجية التميمي، وكان الفرزدق لا ينشد بين يدي الخلفاء إلا قاعداً لشرفه، وله ديوان كبير مطبوع، وتوفي في البصرة وقد قارب المائة عام.[٢]

  1. معجم الشعراء العرب
  2. الفرزدق - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي