أليوم مات التقى والجود والكرم

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة أليوم مات التقى والجود والكرم لـ ناصيف اليازجي

اقتباس من قصيدة أليوم مات التقى والجود والكرم لـ ناصيف اليازجي

أليومَ ماتَ التُّقَى والجودُ والكَرَمُ

في جانبِ اللهِ لمَّا زلَّتِ القَدَمُ

مات العُبَيديُّ روفائيلُ فانهَدَمتْ

أركانُهُ وثَناهُ ليس يَنهدِمُ

تدومُ آثارُهُ في مِصرَ باقيةً

في أرضِها ما بقي في الجِيزَة الهَرَمُ

إنَّ الكريمَ الذي يَروي محامِدَهُ

حيّاً ومَيْتاً لسانُ النَّاسِ والقَلَمِ

هذا الذي كان رُكناً يُستغاثُ بهِ

في آلِ عيسى وتُعلي شأنَهُ الأُمَمُ

تشرِّفُ النَّاسَ أموالٌ وكان بهِ

يُشرَّفُ المال إذ تجري بهِ النِعَمُ

مضى وليسَ لهُ مِلْكٌ سوَى كَفَنٍ

في طيِّ رمْسٍ عليه الدُّودُ يزدَحِمُ

لا خيرَ في عيشةٍ للنَّاسِ يعَقُبُها

مَوتٌ ولا في وجودٍ بعدهُ عَدَمُ

فرقَ الثَّرى يَعرِفُ المخدومُ خادِمَهُ

وتحتَهُ يستوي المخدومُ والخَدَمُ

مَن كانَ في دارهِ قلَّ الشَّبيهُ لهُ

صارت تشابهُهُ في لحدِهِ الرِّمَمُ

قد باتَ منطرحاً في كفِّهِ شَلَلٌ

في نُطْقِهِ خَرَسٌ في سَمْعهِ صَمَمُ

ركنٌ عظيمٌ هَوَى في مصرَ فارتعَدَت

من هَوْلهِ عَرَبُ الأقطارِ والعَجمُ

ضجَّتْ بمصرَعهِ مصرٌ وساحتُها

وضجَّت الشَّامُ فارتَّجت بها الأكَمُ

هو الشَّهيرُ الذي تُغنيكَ شُهرتُهُ

عن وصفهِ فاستراحت عندكَ الكَلِمُ

من فاتَهُ نظرٌ ما فاتَهُ خبَرٌ

كلاهما بين كلِّ النَّاسِ منقسمُ

يبكيكَ يا ابنَ عُبيدٍ كلُّ ذي أمَلٍ

قد كان من راحتَيَكَ الخيرَ يَغتنِمُ

تبكيكَ مدرسةٌ شيَّدتَها فبنَتْ

في جنَّةٍ لكَ قصراً فيكَ يبتسِمُ

يبكي عليكَ التُّقى والبِرُّ منتخِباً

والجودُ والحِلمُ والأخلاقُ والشِّيَمُ

عِفَّةٌ كالإناءِ المُصطفَى اعتَصَمتْ

فكُنتَ فيها بحبلِ الله تعتَصِمُ

يا رحمةَ الله حلِّي كالسَّحاب على

وجهٍ كريمٍ بنورِ الله يلتثِمُ

وصافحي تُربةً قد طابَ مضَجَعُها

وصافَحتْها من اللُّطفِ الخَفيِّ النَّسَمُ

وبَشِّري أنَّ روفائيلَ عن ثقةٍ

بين الملائكِ قد رَنَّتْ لهُ النَّغَمُ

كما ابتدتْ في صفاتِ الخيرِ مُدَّتُهُ

كانت عواقِبُهُ بالخيرِ تَختَتِمُ

شرح ومعاني كلمات قصيدة أليوم مات التقى والجود والكرم

قصيدة أليوم مات التقى والجود والكرم لـ ناصيف اليازجي وعدد أبياتها ثلاثة و عشرون.

عن ناصيف اليازجي

ناصيف بن عبد الله بن ناصيف بن جنبلاط. شاعر من كبار الأدباء في عصره، أصله من حمص (سورية) ومولده في كفر شيما بلبنان ووفاته ببيروت. استخدمه الأمير بشير الشهابي في أعماله الكتابية نحو 12سنة، انقطع بعدها للتأليف والتدريس في بعض مدارس بيروت وتوفي بها. له كتب منها: (مجمع البحرين -ط) مقامات، (فصل الخطاب -ط) في قواعد اللغة العربية، و (الجوهر الفرد -ط) في فن الصرف وغيرها. وله، ثلاثة دواوين شعرية سماها (النبذة الأولى -ط) و (نفحة الريحان -ط) و (ثالث القمرين -ط) .[١]

تعريف ناصيف اليازجي في ويكيبيديا

ناصيف بن عبد الله بن ناصيف بن جنبلاط بن سعد اليازجي (25 مارس 1800 - 8 فبراير 1871)، أديب وشاعر لبناني ولد في قرية كفر شيما، من قرى الساحل اللبناني في 25 آذار سنة 1800 م في أسرة اليازجي التي نبغ كثير من أفرادها في الفكر والأدب، وأصله من حمص. لعب دوراً كبيراً في إعادة استخدام اللغة الفصحى بين العرب في القرن التاسع عشر، عمل لدى الأسرة الشهابية كاتباً وشارك في أول ترجمة الإنجيل والعهد القديم إلى العربية في العصر الحديث. درّس في بيروت.[٢]

  1. معجم الشعراء العرب
  2. ناصيف اليازجي - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي