أماكث في الحمى أم تقتفي الأثرا
أبيات قصيدة أماكث في الحمى أم تقتفي الأثرا لـ جعفر الحلي النجفي

أَماكث في الحِمى أَم تَقتفي الأَثرا
فآل سَلمى بِسَلمى اَدلَجوا سحرا
كَم أَنتَ تَستاف بَعدَ الأَهل تربهم
شَوقاً وَتَسأل رَسماً بَعدَهُم دثرا
أَتسأل الدار عَمَن غادَروك وَقَد
مَحون مِنها السَوا في العَين وَالأَثَرا
دار قَضينا بِها أَوطارنا زَمَناً
وَاليَوم نَقضي عَلَيها بِالبُكا وَطَرا
لِلّه غادون أَضحى عَيشهم رَغدا
وَناظِري ألف التَسهيد وَالسَهَرا
ساروا عجالاً فَلا يَثنون عيسهم
بِالقفر يَنتَجِعون الغَيث وَالمَطَرا
لَم أَدرهم غَيرَ أَن الريح تَحمل لي
شَذى الخزامى إِذا ما نسمت سحرا
لأَنشدن الفَيافي عَن مَواطنهم
لَعَلَها عَنهُم تَروي لَنا خَبَرا
وَأَزجر الناعِقات السُود مِن وَلَه
وَلَم أَكُن قَبل مِمَن عاف أَو زَجَرا
قَد كُنت أَلقى الدَواهي غَير مُكتَرث
صَليب عُود إِذا الخَطب الملم عَرى
فَصرت أَرفَع عَن مَشلولة يَده
ضَيمي وَأَنهَض نَفسي عَن أَجب قرى
طافَت هُموم عَلى قَلبي موَرّقة
لفقد أَكرَم مَن قَد طافَ وَاعتَمَرا
لِلّه عَين رَأَت نَعش الحُسين وَقَد
سارَت مَلائِكة الباري بِهِ زُمَرا
مَلائك أَحدقت فيهِ تبشره
إِذا الجَهول رآهم ظنَّهُم بَشَرا
وَالناس مِن ماسح بِالكم أَدمعه
وَماسك قَلبه بِالكَف منذعرا
وَزافر ردّ في الأَحشاء زفرته
يَخشى عَلى جسمه الإِحراق إِن زَفرا
هَل تَشفين فُؤادي عبرة لِفَتى
كانَت فَعايله لِلمغتدي عبرا
لَولا مَساعي حسين قَط ما نَشَرَت
أَعلام فَضل وَلا حَقَ امرئ ظَهرا
مَولى تريه خَبايا الغَيب فطنَته
فَلا تَرى عَنهُ شَيئاً قَط مستتر
إِن ظَن أَمراً بستر الغَيب محتجباً
تَخالهُ مِن وَراء الستر قَد نَظَرا
لَو تَمسك الغيد أَلفاظاً لَهُ عذبت
لِنظمتها عَلى أَعناقِها دُررا
لَولا الكِرام بَنُو بَحر العُلوم لَما
رَأَيت عَينَين إِلّا فَجرا نَهرا
فَاحمد يَد الدَهر ما دامَت مسالمة
محمداً ذا المَزايا مؤثل الفقرا
هذا الإمام الَّذي إِن فاه مِقوَلُه
أَعطى إِلَيهِ الزَمان السَمع وَالبَصَرا
يَهز أَعطافه عِندَ النَدى طَرَباً
كَما يَهز النَسيم اليانع النَضرا
كَأَنَّما دَعوة المَظلوم إِذ نَشَرَت
لِعزه دَعوة قَد وافقت قَدرا
وَلا عَجيب إِذا أَضحى محمد في
أُفق العُلى وَحسين باتَ مُستتِرا
محمد لِلوَرى شَمس وَذا قَمَر
وَالشَمس لا يَنبَغي أَن تُدرك القَمَرا
لِلّه مِن ملك أَيامه لَمعت
بِجبهة الدَهر مِن مَعروفه غررا
سَوائم الرُشد قَد حامَت فَأوردها
وَأَورَد الغَي في آرائِهِ صَدرا
هذا الَّذي قامَ في العَلياء مُعتدِلاً
وَمِن سِواه كَبا عَنها وَما قَدرا
إِذا السَحاب هَمى الأَنواء فَهُوَ لَهُ
كف إِذا هِيَ تَستَقي هَمَت بَدرا
فَكَم لَنا حكماً أَبدَت بِديهته
بِقراط عَنها وَجالينوس قَد قصرا
لَم يَستتر عَن أَخي جلى يفاجئه
لَكنه يَصنَع المَعروف مُستترا
أَمضى الكماة ظباً أَزكى الأَنام أَباً
أَعلى الوَرى حَسبا أَندى الكِرام قرا
لا رَيع يا خَلف المَهدي جانبكم
فَأَنتُم بَعدَهُ الابدال وَالسفَرا
يَحار كُل لَبيب في صِفاتَكُم
فَما عَسى فيكُم أَن تَنطق الشعرا
شرح ومعاني كلمات قصيدة أماكث في الحمى أم تقتفي الأثرا
قصيدة أماكث في الحمى أم تقتفي الأثرا لـ جعفر الحلي النجفي وعدد أبياتها سبعة و ثلاثون.