أمانة ما حملتم أيها الرسل

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة أمانة ما حملتم أيها الرسل لـ أحمد الكاشف

اقتباس من قصيدة أمانة ما حملتم أيها الرسل لـ أحمد الكاشف

أمانة ما حملتم أيها الرسلُ

ميسورة لكم الأسباب والسبلُ

سيروا كما شئتمُ فالقوم قد وكلوا

إليكمُ الأمر مقروناً به الأملُ

رسالة النيل والأهرام ترقبها

ممالكُ الأرض ملء الدهرِ والدولُ

آثرتم لقضاء الحق أنفسكم

وحبذا لو أصاب القول والعمل

إن الألى بذلوا في الأمس ما سئلوا

أولى همُ اليوم باسترداد ما بذلوا

وهل يلام على الجهل الرجال ولم

يؤذن لهم بتقصّي كل ما جهلوا

ما كان إلا عتاباً ما جرى ومضى

بين الزعيمين لا غيظ ولا دغل

فما تعدى فريق قصد صاحبه

ولا تمشت إلى أغراضه العلل

قد لان ذا كرماً واشتد ذا شمماً

كلا النظيرين في ميدانه بطل

هل كان أليق بالتوفيق بينهما

سوى دعاتهما لو أنهم عقلوا

ومن أحب فتى أصفى إخاه له

إن كان يوماً على الإثنين يتكل

ويح الحمى إن تمادى أهله شيعاً

وويح من نصروا فيه ومن خذلوا

أنطلب اليوم أن تخفى مقاتلنا

عن الرماة ونحن اليوم نقتتل

ماذا على أول الأحرار لو تبعت

أيدي الأواخر ما همت به الأُوَل

كونوا لمن مهد المسعى وقربه

إليكمُ خير من يرعى ومن يصل

عسى غداً لكم العقبى فيكبركم

من كان بالأمس يدعوكم لتعتزلوا

أودِّعُ الركب ميموناً وأُودِعُهُ

سريرة الشعر فيما راح يحتمل

وأرقب البرق يروي خير ما طربت

به بلاد وغالى فيه محتفل

عوجوا بكل عظيم في سبيلكمُ

وسائلوا كيف ينجي قومه الرجل

غريمكم طالب فصل الخطاب فلا

يأخذكمُ وجل منه ولا خجل

فإن تروا من حديدٍ مائجٍ جبلاً

على العباب فلا يفزعكم الجبل

وإن تروا حلل الفولاذ سابغة

على الجنود فلا تبهركم الحلل

الحق أصبح أقوى من غريمكمُ

فما تقاربه الأهواء والغيل

لا تستهينوا بيوم في ضيافته

فهو الحياة لواديكم أو الأجل

همّوا بها فرصة والشرق منتبهٌ

والغرب مضطربٌ بالخطب مشتغل

إن كان للجدل العقبى ولو بعدت

كان الكفيل بما ترجونه الجدل

ومن سعى بصحيح من عقائده

فليس يعوزه حول ولا حيل

خذوا البراهين في ماض لأمتكم

وحاضر كابر ينمو ويكتمل

ولا تبالوا بما ضج الرواة به

على البريء من الدعوى وما نقلوا

واستشهدوا بضيوف قبل أرضكمُ

في الخصب والعذب من أخلاقكم نزلوا

كادت تصيرهم من أهلها فئة

آثار ما شربوا منها وما أكلوا

وقد أصر على استقلاله وطن

سمحٌ أباه عليه القوم أو قبلوا

حرية الناس أغلى كل ما عرفوا

من الوجود غلوا فيها أو اعتدلوا

ماذا على معشر همّوا بحقهمُ

من الحياة تقاضوه أو ابتهلوا

واليوم موعد ما شاء القضاء لهم

كالنجم لا عجل فيه ولا مهل

خذوه فضلاً حبوه بعدما اعتذروا

حيناً وديناً قضوه بعدما مطلوا

إن أحسنوا الأمر فالحمد الجدير بهم

وإن أساءوه فهو الحادث الجلل

وإن رفعتم عن الوادي حمايتهم

فمالهم عوض عنها ولا بدل

مصير أمتكم للدهر تكتبه

أقلام أبرارها لا البيض والأسل

سيخرجون كرام الصنع فيه وما

كانوا عليه بغاة حينما دخلوا

شرح ومعاني كلمات قصيدة أمانة ما حملتم أيها الرسل

قصيدة أمانة ما حملتم أيها الرسل لـ أحمد الكاشف وعدد أبياتها أربعون.

عن أحمد الكاشف

أحمد بن ذي الفقار بن عمر الكاشف. شاعر مصري، من أهل القرشية (من الغربية بمصر) ، مولده ووفاته فيها قوقازي الأصل. قال خليل مطران: الكاشف ناصح ملوك، وفارس هيجاء ومقرع أمم، ومرشد حيارى. كان له اشتغال بالتصوير ومال إلى الموسيقى ينفس بها كربه. واتهم بالدعوى إلى إنشاء خلافة عربية يشرف عرشها على النيل فتدارك أمره عند الخديوي عباس حلمي، فرضي عنه، وكذبت الظنون. وأمر بالإقامة في قريته (القريشية) فكان لا يبرحها إلا مستتراً. (له ديوان شعر - ط) .[١]

تعريف أحمد الكاشف في ويكيبيديا

أحمد الكاشف أو أحمد بن ذي الفقار بن عمر الكاشف، شاعر مصري معروف من أصل شركسي، كان معاصرًا للشاعر أحمد شوقي، وله مواقف وطنية مشهودة. وُلِد في قرية القرشية من محافظة الغربية بمصر عام 1878م الموافق 1295 هـ. جيء بوالده طفلًا صغيرًا من شمال القفقاس إلى مصر، فتبناه ذو الفقار كُتخُداي وتولّى تربيته. ويقال أن والدته خديجة بنت سليمان من أصل مورلّي باليونان وأن خالته كانت متزوجة من أمين باشا الشمسي سرتُجَّار بندر الزقازيق وأحد المتحمسين للثورة العرابية. تعلّم القراءة والكتابة ومبادئ اللغة الفرنسية وتقويم البلدان والحساب والتاريخ والهندسة والنحو واللغة. كان له ميل كبير إلى التصوير فعمل على تنمية هذا الميل، كما كان له ميل للاستماع إلى الموسيقى، اهتمّ كثيرًا بدراسة تواريخ وسير حياة النابغين والمتميزين بالتفوق والإبداع. بدأ نظم الشعر في مطلع حياته الأدبية مادحًا الأدباء والكتّاب الكبار، كوسيلة ممتازة للإتّصال بهم والتفاعل معهم والاستفادة من خبراتهم وتجاربهم. تقول عنه الأهرام في عددها الصادر بتاريخ 27 أبريل 1898: «شرع حضرة أحمد أفندي الكاشف أحد أعيان القرشية وناظر المدرسة الأهلية قي تأليف رواية أدبية تاريخية سياسية حماسية سماها "البطل الكريدي" جرت حوادثها في الثلث الأول من هذا القرن فتضمن تاريخ حرب اليونان واستقلال المورة وتغلب العساكر المصرية على ثوار كريت وغير ذلك من الحوادث التي يجدر بكل عثماني الاطلاع عليها وقد تصفحت عدة فصول منها فألفيتها حسنة التركيب بليغة الإنشاء مرصعة بالأشعار الرقيقة فنثني على حضرته ونرجو لمشروعه النجاح». صدر شعره الذي كتبه أثناء حياته في جزئين من مجلّدين كبيرين بعنوان ديوان الكاشف. قال عنه الشاعر خليل مطران يصف طبيعة شعره: «الكاشف ناصح ملوك، وفارس هيجا، ومُقرِّع أُمم، ومُرشِد حيارى».[٢]

  1. معجم الشعراء العرب
  2. أحمد الكاشف - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي