أما الترك للمأمور والفعل للضد
أبيات قصيدة أما الترك للمأمور والفعل للضد لـ عبد الله بلفقيه

أما الترك للمأمور والفعلُ للضدِّ
دليلُ الشقا يا صاح والبعد والطرد
فأعظم بخسر العبد ما دام عاصياً
ومن يضلل الله فما له من يهدي
أما يختشي العاصي هجوم منيةٍ
وما جاء من تعذيب في ظلمة اللحد
أما يذكر الكربات من هول موقفٍ
وكشفاً عن الأعمال في معرض النقد
فما كان من خيرٍ نجا عاملٌ به
وما كان من شرٍّ فبئس جنا العبد
أما يذكر مر الصراط وهوله
وما فيه من دق وما فيه من حدِّ
ومكدوش في النار الأليم نكالها
وناج له الخيرات في جنة الخلد
هنيئاً لذي الطاعات بالفوز والهنا
وتباً لذي العصيان بالنار والصد
أما آن للجاني يبوء برجعةٍ
ويسألُ توفيقاً من الصمد الفرد
ويغنم أوقاتاً تباع ببخسها
ويشري حثالاتٍ من العمر بالجد
وينفق أنفاساً بإخلاصِ طاعةٍ
ويبكي على ما فات خسراً بلا رشد
أما آن للنوام أن ييتيقظوا
عن النوم والغفلات في فدفد البعد
أما آن للحذاق أن يتفكروا
دواماً لدى المصنوع والشأن والحد
هنيئاً لمن دارى بوفق شريعةٍ
وسار إلى الرحمن في منهجٍ فردِ
وليس له هم سوى شان نفسه
حريصاً على المأمور في غاية الجهد
يفر عن المنهي طيعاً وخشيةً
ويرضى بما يعنيه في الجزر والمد
يمضي سويعات الحياة على وفا
مع الصدق والإخلاص والسمت والزهد
وقد طهر الأسرار عن كل فاحشٍ
وألقى قياد الأمر للعالم المبدي
فهذا هو العبد الموفق للهدى
لقد خص بالأنور والقرب والسعد
عجبت لمن يضحي على اللهو عاكفاً
ولم يدر ما يقضي به الأمر في البعد
فيا رب وفقنا بفضلك للتقى
وكن عوننا يا رب في الصدر والورد
وعذنا من المكروه والسوء والبلا
أيا منتهى الآمال يا غاية القصد
وصل على خير الأنام جميعهم
صلاةً وتسليماً تربا عن العد
تعم جميع الآل والصحب كلهم
بتعداد ما الركبان تمشي على وخد
شرح ومعاني كلمات قصيدة أما الترك للمأمور والفعل للضد
قصيدة أما الترك للمأمور والفعل للضد لـ عبد الله بلفقيه وعدد أبياتها أربعة و عشرون.