أما الخيال فإنه لم يطرق

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة أما الخيال فإنه لم يطرق لـ البحتري

اقتباس من قصيدة أما الخيال فإنه لم يطرق لـ البحتري

أَمّا الخَيالُ فَإِنَّهُ لَم يَطرُقِ

إِلّا بِعَقبِ تَشَوُّفٍ وَتَشَوُّقِ

قَد زارَ مِن بِعدٍ فَبَرَّدَ مِن حَشاً

ضَرِمٍ وَسَكَّنَ مِن فُؤادٍ مُقلِقِ

وَلَرُبَّما كانَ الكَرى سَبَباً لَنا

بَعدَ الفِراقِ إِلى اللِقاءِ فَنَلتَقي

مُتَذاكِرانِ عَلى البِعادِ فَما يَنى

يُهدي الغَرامَ مُغَرِّبٌ لِمُشَرِّقِ

صَدَقَت مَحاسِنُهُ فَصارَت فِتنَةً

لِلناظِرينَ وَوَعدُهُ لَم يَصدُقِ

أَأُفيقُ مِن شَجَنٍ لِعَقلِيَ خابِلٍ

وَأَصُدُّ عَن سَكَنٍ بِقَلبِيَ مُلصَقِ

قَد رابَني هَرَبُ الشَبابِ وَراعَني

شَيبٌ يَدِبُّ بَياضُهُ في مَفرَقي

إِمّا تَرَينِيَ قَد صَحَوتُ مِنَ الصِبا

وَمَشَيتُ في سَنَنِ المُبِلِّ المَفرِقِ

وَذَكَرتُ ما أَخَذَ المَشيبُ فَأَرسَلَت

عَينايَ واكِفَ ديمَةٍ مُغرَورَقِ

فَلَقَد أَراني في مَخيلَةِ عاشِقٍ

حَسَنِ المَكانَةِ في الحِسانِ مُعَشَّقِ

أَغدو فَأَسحَبُ في البِطالَةِ مِئزَري

وَكَذاكَ مَن يُصبِح بِبَثٍّ يُغبِقِ

إِن كُنتَ ذا عَزمٍ فَشَأنَكَ وَالسُرى

قَصدَ الإِمامِ عَلى عِتاقِ الأَينَقِ

لا تَرهَبَنَّ دُجى الحَنادِسِ بَعدَما

صَدَعَت خِلافَتُهُ بِنورٍ مُشرِقِ

لِلَّهِ مُعتَمِدٌ عَلى الِلَّهِ اِكتَفى

باللَّهِ وَالرَأيِ الأَصيلِ الأَوثَقِ

لَهِجٌ بِإِصلاحِ الأُمورِ يَروضُها

تَدبيرُهُ في مَنهَجٍ مُستَوسِقِ

مَلِكٌ تَدينُ لَهُ المُلوكُ وَتَقتَدي

لُجُجُ البِحارِ بِسَيبِهِ المُتَدَفِّقِ

فَرَعى سَوادَ المُسلِمينَ بِناظِرٍ

مُتَفَقِّدٍ وَحِياطِ صَدرٍ مُشفِقِ

أَوفى فَأَضمَرَتِ القُلوبُ مَهابَةً

لِمُوَقِّرِ اللَحَظاتِ فَخمِ المَنطِقِ

وَتَهَلَّلَت لِلراغِبينَ أَسِرَّةٌ

يَضحَكنَ في وَجهٍ كَثيرِ الرَونَقِ

يَتَقَيَّلُ المُعتَزُّ فَضلَ جُدودِهِ

بِخِلالِ مَحمودِ الخِلالِ مُوَفَّقِ

وَيَظَلُّ يُخشى في الإِلَهِ وَيُتَّقى

فيهِ كَما يَخشى الإِلَهُ وَيَتَّقي

ضَربٌ كَنَصلِ السَيفِ أُرهِفَ حَدُّهُ

وَأَضاءَ لامِعُ رَأيِهِ المُتَرَقرِقِ

وَمُهَذَّبُ الأَخلاقِ يَعطِفُهُ النَدى

عَطفَ الجَنوبِ مِنَ القَضيبِ المورِقِ

طَلقٌ فَإِن أَبدى العُبوسَ تَطَأطَأَت

خوسُ الرِجالِ وَخَفَّضَت في المَنطِقِ

مُتَغَمِّدٌ يَهَبُ الذُنوبَ وَعَهدُها

لَم يَستَطِل وَجَديدُها لَم يُشلِقِ

يَغشى العُيونَ الناظِراتِ إِذا بَدا

قَمَرٌ مَتالِعُهُ رِباعُ الجَوسَقِ

اللَهُ جارُكَ تَبتَغي ما تَبتَغي

في المَكرُماتِ وَتَرتَقي ما تَرتَقي

فَلَقَد وَليتَ فَكُنتَ خَيرَ مُجَمِّعٍ

إِذ كانَ مَن ناواكَ شَرُّ مُفَرِّقِ

وَلَقَد رَدَدتَ النائِباتِ ذَميمَةً

وَفَسَحتَ مِن كَنفِ الزَمانِ الضَيِّقِ

وَعَفَوتَ عَفواً عَمَّ أُمَّةَ أَحمَدٍ

في الغَربِ مِن أَوطانِهِم وَالمَشرِقِ

وَلَقَد رَدَدتَ عَلى الأَنامِ عَقولَهُم

بِهَلاكِ سُلطانِ الرَكيكِ الأَحمَقِ

وَالقَومُ خَرقى ما تُطُلِّبَ رُشدُهُم

وَأُديرَ أَمرُهُم بِعَزمَةِ أَخرَقِ

كَيفَ اِهتِداءُ الرَكبِ في ظَلمائِهِم

وَدَليلُهُم مُتَخَلِّفٌ لَم يَلحَقِ

أَولَتكَ آراءُ المَوالي نُصرَةً

بِسُيوفِهِم وَالمُلكُ جِدُّ مُمَزَّقِ

مِن ناصِرٍ بِحُسامِهِ وَمُخَذِّلٍ

عَنكَ العَدُوَّ بِرَأيِهِ المُستَوثَقِ

كُلٌّ رِضاً وَأَرى ثَلاثَتَهُم كَفَوا

قَسرَ المُمانِعِ وَاِفتِتاحِ المُغلَقِ

لَهُمُ اِحتِياطُ المُعتَني وَمُقاوِمُ ال

كافي وَرَفرَفَةُ النَصيحِ المُشفِقِ

فَاِسلَم لَهُم وَليَسلَموا لَكَ إِنَّهُم

لَكَ جُنَّةٌ مِن كُلِّ خَطبٍ موبِقِ

سَبتٌ وَنَوروزٌ وَنَجدَةُ سَيِّدٍ

ما خابَ بَهجَةُ خُلقِهِ بِتَخَلُّقِ

وَأَرى البِساطَ وَفي غَرائِبِ نَبتِهِ

أَلوانُ وَردٍ في الغُصونِ مُفَتَّقِ

شَجَرٌ عَلى خُضَرٍ تَرِفُّ غُصونُهُ

مِن مُزهِرٍ أَو مُثمِرٍ أَو مورِقِ

وَكَأَنَّ قَصرَ الساجِ خُلَّةُ عاخِقٍ

بَرَزَت لِوامِقِها بِوَجهٍ مونِقِ

قَصرٌ تَكامَلَ حُسنُهُ في قَلعَةٍ

بَيضارَ واسِطَةٍ لِبَحرٍ مُحدِقِ

داني المَهَلَّ فَلا المَزارُ بِشاسِعٍ

عَمَّن يَزورُ وَلا الفِناءُ بِضَيِّقِ

قَدَّرتَهُ تَقديرَ غَيرِ مُفَرِّطٍ

وَبَنَيتَهُ بُنيانَ غَيرِ مُشَفِّقِ

وَوَصَلتَ بَينَ الجَعفَرِيِّ وَبَينَهُ

بِالنَهرِ يَحمِلُ مِن جُنوبِ الخَندَقِ

نَهرٌ كَأَنَّ الماءَ في حَجَراتِهِ

إِفرِندُ مَتنِ الصارِمِ المُتَأَلِّقِ

وَإِذا الرِياهُ لَعِبنَ فيهِ بَسَطنَ مِن

مَوجِن عَلَيهِ مُدَرَّجٍ مُتَرَقرِقِ

أَلحِقهُ يا خَيرَ الوَرى بِمَسيلِهِ

وَاِمدُد فُضولَ عُبابِهِ المُتَدَفِّقِ

فَإِذا بَلَغتَ بِهِ البَديعَ فَإِنَّما

أَنزَلتَ دِجلَةَ في فِناءِ الجَوسَقِ

لِلمَهرَجانِ يَدٌ بِما أَولاهُ مِن

هَطلانِ وَسمِيَّ السَحابِ المُغدِقِ

ما إِن تَرى إِلّا تَعَرُّضَ مُزنَةٍ

مُخضَرَّةٍ أَو عارِضٍ مُتَأَلِّقِ

فَسعَد أَميرَ المُؤمِنينَ مُمَتَّعاً

بِالعِزِّ ما عَمِرَ الزَمانُ وَما بَقي

هَل أَطلُعَنَّ عَلى الشَآمِ مُبَجَّلاً

في عِزِّ دَولَتِكَ الجَديدِ المونَقِ

فَأَرُمَّ خَلَّةَ ضَيعَةٍ تَصِفُ اسمَها

وَأُلِمَّ ثَمَّ بِصِبيَةٍ لي دَردَقِ

شَهرانِ إِن يَسَّرتَ إِذنِيَ فيهُما

كَفَلا بِأُلفَةِ شَملِيَ المُتَفَرِّقِ

قَد زادَ في شَوقِ الغَمامُ وَهاجَني

زَجَلُ الرَواعِدِ تَحتَ لَيلٍ مُطرِقِ

لَمّا اِستَطارَ البَرقُ قُلتُ لِنائِلٍ

كَيفَ السَبيلُ إِلى عِنانٍ مُطلِقِ

شرح ومعاني كلمات قصيدة أما الخيال فإنه لم يطرق

قصيدة أما الخيال فإنه لم يطرق لـ البحتري وعدد أبياتها ثمانية و خمسون.

عن البحتري

هـ / 821 - 897 م الوليد بن عبيد بن يحيى الطائي أبو عبادة . شاعر كبير، يقال لشعره سلاسل الذهب، وهو أحد الثلاثة الذين كانوا أشعر أبناء عصرهم، المتنبي وأبو تمام والبحتري، قيل لأبي العلاء المعري: أي الثلاثة أشعر؟ فقال: المتنبي وأبو تمام حكيمان وإنما الشاعر البحتري. وأفاد مرجوليوث في دائرة المعارف أن النقاد الغربيين يرون البحتري أقل فطنة من المتنبي وأوفر شاعرية من أبي تمام. ولد بنمنبج بين حلب والفرات ورحل إلى العراق فاتصل بجماعة من الخلفاء أولهم المتوكل العباسي وتوفي بمنبج. له كتاب الحماسة، على مثال حماسة أبي تمام.[١]

تعريف البحتري في ويكيبيديا

البُحْتُري (204 هجري - 280 هجري)؛ واسمه أبو عبادة الوليد بن عبيد بن يحيى التنوخي الطائي، أحد أشهر الشعراء العرب في العصر العباسي.يقال لشعره سلاسل الذهب، وهو أحد الثلاثة الذين كانوا أشهر أبناء عصرهم، المتنبي وأبو تمام والبحتري، قيل لأبي العلاء المعري: أي الثلاثة أشعر؟ فقال: المتنبي وأبو تمام حكيمان وإنما الشاعر البحتري. ولد في منبج إلى الشمال الشرقي من حلب في سوريا. ظهرت موهبته الشعرية منذ صغره. انتقل إلى حمص ليعرض شعره على أبي تمام، الذي وجهه وأرشده إلى ما يجب أن يتبعه في شعره. كان شاعرًا في بلاط الخلفاء: المتوكل والمنتصر والمستعين والمعتز بن المتوكل، كما كانت له صلات وثيقة مع وزراء في الدولة العباسية وغيرهم من الولاة والأمراء وقادة الجيوش. بقي على صلة وثيقة بمنبج وظل يزورها حتى وفاته. خلف ديوانًا ضخمًا، أكثر ما فيه في المديح وأقله في الرثاء والهجاء. وله أيضًا قصائد في الفخر والعتاب والاعتذار والحكمة والوصف والغزل. كان مصورًا بارعًا، ومن أشهر قصائده تلك التي يصف فيها إيوان كسرى والربيع. حكى عنه: القاضي المحاملي، والصولي، وأبو الميمون راشد، وعبد الله بن جعفر بن درستويه النحوي. وعاش سبع وسبعين سنة. ونظمه في أعلى الذروة. وقد اجتمع بأبي تمام، وأراه شعره، فأعجب به، وقال: أنت أمير الشعر بعدي. قال: فسررت بقوله. وقال المبرد: أنشدنا شاعر دهره، ونسيج وحده، أبو عبادة البحتري. وقيل: كان في صباه يمدح أصحاب البصل والبقل. وقيل: أنشد أبا تمام قصيدة له، فقال: نعيت إلي نفسي ومعنى كلمة البحتري في اللغة العربية: قصير القامة.[٢]

  1. معجم الشعراء العرب
  2. البحتري - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي