أما الخيال فما يغب طروقا

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة أما الخيال فما يغب طروقا لـ السري الرفاء

اقتباس من قصيدة أما الخيال فما يغب طروقا لـ السري الرفاء

أمَّا الخيالُ فما يَغُبُّ طُروقا

يَدنو بوصلِكَ شائقاً ومَشُوقا

وافى فحقَّقَ لي الوَفاءَ ولم يَزَلْ

خِدْنُ الصَّبابةِ بالوفاءِ حَقيقا

ومضى وقد منعَ الجُفونَ خُفوقَها

قَلبٌ لذكرِكَ لا يَقَرُّ خُفُوقا

هل عهْدُنا بِلوَى الشَّقيقَةِ راجِعٌ

فيعودَ لي فيه الوِصالُ شَقيقا

أيامَ وَصلُكَ في الصَّبابَةِ مَجْهلاً

لا يَعرِفُ السُّلوانُ فيه طريقا

أَهْوَى أنيقَ الحُسْنِ مُقَتبِلَ الصِّبا

وَأَزُورُ مُخضَرَّ الجَنابِ أَنيقا

راحَ الغمامُ به صَفيقاً ثوبُه

وغدا به ثوبُ النَّسيمِ رَقيقا

هِيَ غَدرَةٌ للدَّهرِ غادَرَتِ الهَوى

بعدَ الوفاءِ مكدَّراً مَطروقا

لا ألحَظُ الأيامَ لَحظَةَ وامقٍ

حتى يُعيدَ زَمانَنا المَوموقا

ورَكائبٌ يَخرُجْنَ مِنْ غَلَسِ الدُّجى

مثلَ السِّهامِ مَرَقْنَ منه مُروقا

والفَجرُ مَصقولُ الرِّداءِ كأنَّه

جِلبابُ خُوْدٍ أشبَعَتْهُ خَلُوقا

أغَمامَةٌ بالشَّامِ شِمْنَ بُروقَها

أم شِمْنَ من بِشْرِ الأميرِ بُروقا

مَلِكٌ تُسَهَّلُ بالسَّماحِ يمينُه

حَزناً وتُوسِعُ بالصَّوارِمِ ضيِقا

يَلقى النَّدى برقيقِ وَجْهٍ مُسفرٍ

فإذا التَقَى الجمعانِ عادَ صَفِيقا

رَحْبُ المنازِلِ ما أقامَ فإن سرَى

في جَحْفَلٍ تَرَكَ الفَضاءَ مَضِيقا

ما انفَكَّ يَطلُعُ بالحُتوفِ على العِدا

صُبْحَا ويَطْرُقُ بالحِمامِ طُروقا

فإذا جرى للمجدِ نالَ صَبوحَه

سبقاً ونالَ الناسُ منه غَبُوقا

وإذا طمى بحرُ الكَريهَةِ خاضَه

فأماتَ مَنْ عاداه فيه غَريقا

مَهْلاً عُداةَ الدِّينِ إنَّ لخَصمِكُم

خُلقاً بإرغامِ العدوِّ خَلِيقا

أنذرتُكُم حامي الحَقيقَةِ لا يَرى

إلا لِمُرْهَفَةِ السُّيوفِ حُقوقا

سَدَّتْ عَزائِمهُ الثُّغورَ وحالفَتْ

آراؤُه التَّسديدَ والتَّوفيقا

ورمَى بِلادَ الرُّومِ بالعَزْمِ الذي

ما زالَ صُبحاً في الظَّلامِ فَتِيقا

رَزَحَتْ مخائِلُ بأسِه في عارضٍ

مُتألِّقٍ يَغْشى العُيونَ بَريقا

جيشٌ إذا لاقَى العدُوُّ صُدورَه

لم تَلْقَ للأعجازِ منه لُحُوقا

حُجِبَتْ له شَمْسُ النَّهارِ وأشرَقَتْ

شَمْسُ الحديدِ بجانِبَيْهِ شُروقا

أخلى معاقِلَهم وحازَ نِهابَهُم

قَسْراً وفَرَّقَ جَمْعَهُمْ تَفريقا

فتضرَّجَتْ تلك البِطاحُ به دماً

وتضرَّمَتْ تلك الفِجاجُ حَريقا

وثَنَى الجِيادَ يَشُقُّ جَيْبَ عَجاجِها

ومضَى السُّيوفَ فينثني مَشقوقا

والدَّهْرُ مُبتَسِمٌ يروقُ كأنَّما

أبدى بطَلْعَتِهِ الثَّنايا الرُّوقا

فَتْحٌ جَليلُ القَدْرِ زِيدَ به الهُدى

بِرّاً كما زِيدَ الضَّلالُ عُقُوقا

أعَليُّ كم نِعَمٍ مَنَحتَ جَليلَةٍ

مَنَحَتْكَ مَعنىً في الثَّناءِ دَقيقا

ونَدىً رفَعْتَ به لِحَيَّيْ تَغلبٍ

شَرَفاً أنافَ فعانقَ العَيُّوقا

فاسلَم لمَكْرْمَةٍ شَغَلَتْ بحبِّها

قلباً بحُبِّ المكرُماتِ عَلُوقا

وتَمَلَّ مدحي إنه رَيحانَةٌ

نَفَحَتْ فباشَرَها اللَّبيبُ طَليقا

شَعْشَعْتُ منه اللَّفْظَ ثم نَظَمْتُه

فكأنَّما شعشعتُ منه رَحيقَا

قد كان غُفْلاً قبلَ جُودِكَ فَاغْتَدَى

عَلَماً بجُودِكَ في الوَرى مَرْمُوقا

شرح ومعاني كلمات قصيدة أما الخيال فما يغب طروقا

قصيدة أما الخيال فما يغب طروقا لـ السري الرفاء وعدد أبياتها ستة و ثلاثون.

عن السري الرفاء

السرّي بن أحمد بن السرّي الكندي أبو الحسن. شاعر أديب من أهل الموصل، كان في صباه يرفو ويطرز في دكان له، فعرف بالرفاء ولما جاد شعره ومهر في الأدب قصد سيف الدولة بحلب، فمدحه وأقام عنده مدة، ثم انتقل بعد وفاته إلى بغداد. ومدح جماعة من الوزراء والأعيان، ونفق شعره إلى أن تصدى له الخالديان، وكانت بينه، وبينهما مهاجاة فآذياه وأبعداه عن مجالس الكبراء. فضاقت دنياه واضطر للعمل في الوراقة (النسخ والتجليد) ، فجلس يورق شعره ويبيعه، ثم نسخ لغيره بالأجرة. وركبه الدين، ومات ببغداد على تلك الحال. وكان عذب الألفاظ، مفتناً في التشبيهات ولم يكن له رواء ولا منظر. من كتبه (ديوان شعره ط) ، و (المحب والمحبوب والمشموم والمشروب - خ) .[١]

تعريف السري الرفاء في ويكيبيديا

أبو الحسن السري بن أحمد بن السري الكندي الرفاء الموصلي شاعر مشهور؛ كان في صباه يرفو ويطرز (يعمل خياطا) في دكان بالموصل ولذا سمي بالرفاء أي الخياط، وهو مع ذلك يتولع بالأدب وينظم الشعر، ولم يزل حتى جاد شعره ومهر فيه، وقصد سيف الدولة الحمداني بحلب ومدحه وأقام عنده مدة، ثم انتقل بعد وفاته إلى بغداد ومدح الوزير المهلبي وجماعة من رؤساء المدينة، وانتشر شعره وراج. وكانت بينه وبين أبي بكر محمد وأبي عثمان سعيد ابني هاشم الخالديين الموصليين الشاعرين المشهورين معاداة فادعى عليهما سرقة شعره وشعر غيره. وكان السري مغرى بكتابة ديوان أبي الفتح كشاجم الشاعر المشهور، وهو إذ ذاك ريحان الأدب بتلك البلاد فكان يقوم بدس أحسن شعر الخالديين فيما يكتبه من شعر كشاجم، ليزيد في حجم ما ينسخه وينفق سوقه ويغلي سعره ويشنع بذلك عليهما ويغض منهما ويظهر مصداق قوله في سرقتهما، فمن هذه الجهة وقعت في بعض النسخ من ديوان كشاجم زيادات ليست في الأصول المشهورة. وكان شاعرا مطبوعا عذب الألفاظ مليح المأخذ كثير الافتنان في التشبيهات والأوصاف، ولم يكن له رواء ولا منظر، ولا يحسن من العلوم غير قول الشعر، وقد عمل شعره قبل وفاته نحو 300 ورقة، ثم زاد بعد ذلك، وقد عمله بعض المحدثين الأدباء على حروف المعجم. ومن شعر السري أبيات يذكر فيها صناعته، فمنها قوله:

وللسري المذكور ديوان شعر كله جيد، وله كتاب المحب والمحبوب والمشموم والمشروب وكتاب الديرة. وكانت وفاته في العقد السابع من القرن الرابع الهجري ببغداد كما قال الخطيب البغدادي في تاريخه حوالي عام 366 هـ / 976م.[٢]

  1. معجم الشعراء العرب
  2. السري الرفّاء - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي