أما ترى راهب الأسحار قد هتفا

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة أما ترى راهب الأسحار قد هتفا لـ ديك الجن الحمصي

اقتباس من قصيدة أما ترى راهب الأسحار قد هتفا لـ ديك الجن الحمصي

أَمَا تَرَى راهِبَ الأَسْحَارِ قَدْ هَتَفا

وحَثَّ تَغْريدُهُ لَمّا عَلاَ الشّعَفَا

أَوْفَى بِصَبْغِ أبي قَابُوسَ مَفْرقُهُ

كَدُرَّةِ التّاجِ لَمّا عُولِيَتْ شَرَفَا

مُشَنّفاً بِعَقيقٍ حَولَ مَذْبَحِهِ

هَلْ كُنتَ في غيرِ أُذْنٍ تَعْقِدُ الشُّنُفَا

كأنّما الْتَفَّ في هُدَّابِ راهِبَةٍ

يَسْتَوْحِشُ الأُنْسَ إلاَّ بيعَه أنفا

لمّا أراحَتْ رُعاةُ اللّيلِ غَارِبَةً

مِنَ الكواكبِ كانتْ تَرْتَعِي السُّدُفا

هَزَّ اللِّواءَ على ما كانَ مِنْ سِنَةٍ

واهْتَزَّ ثُمَّ عَلا وارْتَجَّ ثُمَّ هَفا

ثُمَّ اسْتَمَرّ كما غَنّى على طَرَبٍ

مُرَنّحٌ قَدْ عَلا تَطْرِيبُهُ وَصَفَا

إذا اسْتَهَلَّ اسْتَهَلّتْ حولَهُ عُصَبٌ

كالحيِّ صِيحَ صَباحاً فيه فاختلفا

نَبّهْتُهُ والنّدامَى طالَ مَكْثُهمُ

فقلتُ قُمْ واكْفِنا الهَمَّ الذي وَكَفَا

فاصْرِفْ بِصِرْفِكَ وَجْهَ الماءِ يومكَ ذَا

حتى تَرَى نائماً منهم ومُنْصَرِفا

فَقامَ مُلْتَحِفاً كالبدرِ مُطّلِعاً

والظّبي مُلْتَفِتاً والغُصْنِ مُنْعَطِفا

رَقّتْ غُلالَةُ خَدَّيْهِ فلَوْ رَمِيَا

باللّحْظِ أَوْ بالمُنَى هَمّا بأنْ يَكِفَا

كأنَّ قافاً أُدِيرَتْ فوقَ وَجْنَتِهِ

واخْتَطَّ كاتِبُهَا مِنْ فَوْقِها أَلِفَا

فقلتُ مِنْ بعد ما شَاهَدْتُ هَيئتَهُ

حَسْبِي بِذَا عِوَضاً مِنْ خَمْرَتي وكَفا

فاسْتَلَّ راحاً كَبِيضٍ وافَقَتْ حَجَناً

خِلالَنا أو كَنَارٍ صادَفَتْ سَعَفَا

فكانَ مِنْ ضَوْئِها إِذْ قامَ مُصْطَبِحاً

وضَوْءِ وَجْنَتِهِ ما عَمّنَا وَكَفَى

صَفراء أو قَلَّ ما اصْفَرَّتْ فأَنتَ تَرى

ذَوْباً مِنَ الدُّرِ رَصُّوا فوقَهُ صَدَفَا

فلَمْ يَزَلْ في ثلاثٍ واثنتين وفي

خَمْسٍ وعَشْرٍ وما اسْتَعْلَى وما لَطُفَا

وأَمْتَري وَدْقَ سِمْطَيْ لُؤلُؤٍ بَرِدٍ

عَذْبٍ وأَرْشُفُ ثَغْراً قَطُّ ما رُشِفا

حتى حَسِبْتُ أنو شروانَ مِنْ خَوَلي

وخِلْتُ أَنَّ نَديمي عاشِرُ الخُلفا

شرح ومعاني كلمات قصيدة أما ترى راهب الأسحار قد هتفا

قصيدة أما ترى راهب الأسحار قد هتفا لـ ديك الجن الحمصي وعدد أبياتها عشرون.

عن ديك الجن الحمصي

عبد السلام بن رغبان بن عبد السلام بن حبيب، أبو محمد، الكلبي. شاعر مُجيد، فيه مجون من شعراء العصر العباسي، سمي بديك الجن لأن عينيه كانتا خضراوين. أصله من (سلمية) قرب حماة، ومولده ووفاته بحمص، في سورية، لم يفارق بلاد الشام ولم ينتجع بشعره. وقال ابن شهراشوب في كتابه (شعراء أهل البيت) : افتتن بشعره الناس في العراق وهو في الشام حتى أنه أعطى أبا تمام قطعة من شعره، فقال له: يا فتى اكتسب بهذا، واستعن به على قولك منفعة في العلم والمعاش. وذكر ابن خلكان في اخباره، أن أبا نواس قصده لما مر بالشام ولامه على تخوفه من مقارعة الفحول وقال له: اخرج فلقد فتنت أهل العراق.[١]

  1. معجم الشعراء العرب

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي