أما حان للنفس الحرون رجوع
أبيات قصيدة أما حان للنفس الحرون رجوع لـ عبد الله بلفقيه

أما حان للنفس الحرون رجوع
وللشيب في الجسم الضعيف شروع
أنفسي انهضي كم ذا التكاسل والجفا
ومن ثم بعد الموت خطب شنيع
أيرضى فتىً من بعد خمسين حجة
يكون له للغانيات نزوع
وقد مر من بعد الشباب كهولةٌ
وموت الفتى من بعد ذين سريع
أما يكفي ما قد ضاع في غير طائلٍ
ألم يأن للعاصي الجهولِ خشوعُ
أما يذكر المرءُ هجومَ منيةٍ
وليس لها عند الهجوم دفوع
وقبراً ونشراً للحساب وموقفاً
يشيب من الهول العظيم رضيع
ومن بعده جنات عدنٍ لمتقٍ
ونارٌ بها للعاصين ولوعُ
أيهنا امرؤٌ عيشاً ولم يدر أنه
يكون له في دارٍ رجوع
أما ذا التصابي في المشيب حماقةً
وقد صار للفرع الحقيقي فروع
أنفسي اذكري بالاعتبار عشائراً
خلت عنهم بعد الفناء ربوع
وقد كان في الماضي الديار أنيسةً
بهم والمعالي في رباهم تشيع
لأنوارهم تسعى الوفودُ ونارهم
بهم قد كفى جوع وطاب هجوع
لهم في علوم الدين حظ موسع
وفي طاعة الرحمن شأو رفيعُ
فبادوا فعاد الحي من بعد خالياً
كأن لم يكن قد أفحمته جموع
ولا شك أن الباقيين سيلحقوا
وأن مآل الحي موتٌ فظيعُ
أيا معشر الإخوان هل من مساعدٍ
على النفس والإخوان في أن يطيعوا
لمالكنا جل الإله فإنه
بصيرٌ بكل الكائنات سميع
فحق امرئٍ أفنى الحياة مسوفاً
دوام البكا حتى يسيل نجيع
ألا إن أنفاس الفتى راس ماله
ومن ضيع الأنفاس سوف يضيع
فهيا هلموا عصبةً علويةً
إلى نشر دينٍ قد عفته فروع
فأنتم سلاطين الورى وعمادهم
فإن جئتم جاء الأنام جميع
وإن تسكتوا زاد الظلام كثافةً
ويعلو على النسب الشريف وضيع
فيا رب وفقنا لإصلاح ديننا
وكن عوننا في كل أمرٍ يريع
وصل وسلم كلما لاح بارقٌ
وكان له في الخافقين لموع
على المصطفى الهادي وآلٍ وعترةٍ
هم في ظلام الكائنات شموع
شرح ومعاني كلمات قصيدة أما حان للنفس الحرون رجوع
قصيدة أما حان للنفس الحرون رجوع لـ عبد الله بلفقيه وعدد أبياتها ستة و عشرون.