أما سمعت حمام الأيك إذ صدحا

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة أما سمعت حمام الأيك إذ صدحا لـ الشريف المرتضى

اقتباس من قصيدة أما سمعت حمام الأيك إذ صدحا لـ الشريف المرتضى

أمَا سمعتَ حَمامَ الأيْكِ إذْ صَدَحا

غَنَّى ولمْ يدرِ أنّي بعضُ مَنْ جَرحا

لم أقترحْ منه ما غنّى الغداةَ بهِ

وربّ مَنْ نال ما يهوى وما اِقتَرحا

ولِي جفونٌ من البَلْوى مُسَهَّدَةٌ

لا تعرفُ الغَمْضَ ممّا ترقُبُ الصُّبُحا

فقلْ لممرضِ قلبي بعد صحّتِهِ

إنّ السّقيم الّذي أدويتَ ما صَلُحا

قد جدّ بِي المزحُ من صَدٍّ دُهيتُ بهِ

وطالما جدّ بالأقوامِ من مَزَحا

ماذا على القلبِ لولا طولُ شِقْوتِهِ

مِنْ نازلٍ حلَّ أو من نازِحٍ نَزَحا

يا مُثْكِلِي نومَ عينٍ فيه ساهرةٍ

جَفْنِي عليك بدمعي فيك قد قُرِحا

وفِيَّ ضدّانِ لا أسطيعُ دَفْعَهُما

نارٌ بقلبي وماءٌ بالهوى سَفَحا

وَقَد عَذلتمْ فُؤاداً بِالهَوى كَلِفاً

لو كان يقبل نُصْحاً للّذي نَصَحا

صَحا الّذي يشرب الصَّهْبَاءَ مُتْرعةً

وشاربُ الحبِّ أعيا أنْ يُقالَ صَحا

لم يبرَحِ الوجدُ قلبي بعد أنْ عَذَلوا

على صبابتِهِ لكنّه بَرِحا

وقد ثوى أمَّ رأسي للصبابةِ ما

يُغرِي بمعصيتِي مَنْ لامَنِي ولَحا

ليت الفراقَ الّذي لا بدّ أكرعُ مِنْ

كاساتِهِ الصَّبْرَ صِرْفاً لا يكون ضحا

وليت أدْمَ المَهارَى النّاهضات بما

تحوِي الهوادجُ كانت رُزَّحاً طُلُحا

طوَوْا رحيلَهُمُ عنّي فنمَّ بهِ

عَرْفُ اليَلَنْجوجِ والجادِي إذا نَفَحا

وقد طلبتُ ولكنْ ما ظَفِرتُ به

من الفراقِ الّذي أَمُّوه مُنْتَدَحا

أهوى من الحيِّ بدراً ليس يطلعُ لِي

يوماً وظَبْيَ فَلاةٍ ليتَه سَنَحا

أبَتْ ملاحَتُهُ من أنْ يجودَ لنا

فليتَه في عيونِ العِشقِ ما مَلُحا

وكان لي جَلَدٌ قبلَ الغرامِ به

فَالآن أفنَى اِصطباري وَجْدُهُ ومَحا

وزائرٍ زارَني واللّيلُ معتكرٌ

والصُّبحُ في قبضةِ الظّلْماءِ ما وَضَحا

كَأنّهُ كَلِمٌ راعتْ وليسَ لَها

مَعْنىً ولَمعةُ برقٍ خلَّبٍ لَمَحا

لو أنّه زارَني والعينُ ساهرةٌ

أعطيتُه من نصيبِ الشّكرِ ما اِقتَرحا

أَعطى إلى العَينِ مِنّي قُرّةً وأتى

قلبي فأذْهبَ عنه الهمَّ والتَّرَحا

زَوْرٌ أبِيتُ به جَذْلانَ منتفعاً

وكم من الزَّوْرِ ما طرنا به فرحا

وبات يسمحُ لِي منه بنائِلِهِ

لكنّه راجعٌ فيما بهِ سَمَحا

يا صاحبي إنْ تُرِدْ يوماً موافقتِي

فقد بلغتَ بِيَ الأوطارَ والنُّجَحا

جَنِّبْنِيَ اللّهوَ في سرٍّ وفي عَلَنٍ

وعاطِ غيرِي إذا غنّيتَه القَدَحا

ولا تُهِبْ بِي إلى ثِنْيَيْ بُلَهْنِيةٍ

وَاِجعَلْ نِداءَك لِي من فادحٍ فَدَحا

فَلَستُ أَفرحُ إلّا بالّذي مَدَحَتْ

مِنّي الرّجال فَلا تطلبْ لِيَ الفَرَحا

وَكُنْ إِذا اِصطبَح الأقوامُ في طَرَبٍ

بالمجدِ مُغتَبِقاً والحمدِ مُصْطَبِحا

مَنْ لِي بِحُرٍّ من الأقوامِ ذي أنَفٍ

ينحو طريقي الذي أنحوه حين نَحا

تَراهُ وَالدّهرُ شتّى في تقلّبِهِ

لا يَقبَلُ الذلّ كيما يقبلُ المِنَحا

وإنْ مضى لم تُعِجْهُ الدّهرَ عائجةٌ

ولا يُقادُ إلى الإقدامِ إنْ جَنَحا

حَلفتُ بِالبيتِ طافَتْ حولَه عُصَبٌ

من لاثمٍ ركنَه أو ماسحٍ مسحا

والبُدْنِ حلّتْ ثرى جَمْعٍ وقد وُدِجَتْ

وَإِنّما بَلغ الأوطارَ من رَزَحا

وَبِالحُصيّاتِ يقذَفنَ الجمارُ بها

وبالهَدِيِّ على وادي مِنى ذُبحا

وشاهِدِي عَرَفاتٍ يومَ موقِفِهمْ

يستصفحون كريماً طالما صَفَحا

لقد حللتُ من العَلياءِ أفنيةً

ما حلّها بشرٌ نحو العُلا طَمحا

وقد مُنِحتُ وضلّ الناسُ كلُّهُمُ

عنه طريقاً لطيبِ الذّكر ما فتِحا

كان الزّمان بهيماً قبل أنْ مَنَحتْ

فضائلِي جِلدَه الأوضاحَ والقُرحا

وقد رجحتُ على قومٍ وُزِنتُ بهمْ

وما عليَّ من الأقوامِ مَنْ رَجَحا

فإنْ كدَحتُ ففي عزٍّ أَضنُّ بهِ

وضلّ مَنْ في حطامٍ عمرَه كَدَحا

ما زلتُ أُسّاً وباقي النّاسِ أَبنَيةٌ

وكنتُ قُطباً وحولِي العالمون رَحا

وأيُّ ثِقْلٍ وقد أعيا الرّجالَ على

ظَهري الّذي حَمل الأثقال ما طُرِحا

وَسُدْتُ قومِيَ في عَصرِ الصِّبا حَدَثاً

وَلَم يسودوا مَشيباً لا ولا جَلَحا

فكمْ قدحتُ وأضرمتُ الورى لهَباً

وكمْ من النّاس قد أكْدى وما قَدَحا

فَقُلْ لِقَومٍ غرستُ البِرَّ عندهُمُ

فما رَبحْتُ وكم من غارسٍ رَبِحا

ليت الّذي غرّ قلبي من تجمّلكمْ

ما سال فينا له وادٍ ولا رَشَحا

وَلَيتَني لَم أَكُنْ يوماً عرفتكُمُ

وَكُنتُ مِنكُمْ بعيدَ الدّار مُنتَزِحا

قَد عادَ صدرِيَ منكمْ ضيِّقاً حَرَجاً

وكان من قبل أنْ جرّبتُ منشرِحا

فَلا تَروموا لِوُدِّي أوْبَةً لكُمُ

إنّ الجوادَ جوادَ الودِّ قد جَمَحا

طَرحتموني كَأنّي كنتُ مُطَّرحاً

ولُمْتُموني كأنّي كنتُ مُجتَرِحا

وخلتُ أنّكُمُ تجزونَنِي حَسَناً

فالآن أوْسعتمونِي منكمُ القُبَحا

فَلا تَظنّوا اِصطِلاحاً أَنْ يَكون لنا

فَلم يدع ما أَتَيتمْ بَيننا صُلُحا

وَلو جزيتُكُمُ سوءاً بسَوْءتِكُمْ

لَكُنتُ أنْبِحُ كلبَ الحيِّ إنْ نَبَحا

وَلا سَقَتكمْ منَ الأنواءِ ساقيةٌ

ولا نَشَحْتُمْ إذا ما معشرٌ نَشَحا

وَلا يَكن عَطَنٌ مِنكمْ ولا وَطَنٌ

مُتّسعاً بالّذي تَهْوَوْنَ مُنفسِحا

وَلا لَقيتمْ بضرّاءٍ لكمْ فَرَجاً

ولا أصبتم بسرّاءٍ بكمْ فَرَحا

شرح ومعاني كلمات قصيدة أما سمعت حمام الأيك إذ صدحا

قصيدة أما سمعت حمام الأيك إذ صدحا لـ الشريف المرتضى وعدد أبياتها ثمانية و خمسون.

عن الشريف المرتضى

علي بن الحسين بن موسى بن محمد بن إبراهيم أبو القاسم. من أحفاد علي بن أبي طالب، نقيب الطالبيين، وأحد الأئمة في علم الكلام والأدب والشعر يقول بالاعتزال مولده ووفاته ببغداد. وكثير من مترجميه يرون أنه هو جامع نهج البلاغة، لا أخوه الشريف الرضي قال الذهبي هو أي المرتضى المتهم بوضع كتاب نهج البلاغة، ومن طالعه جزم بأنه مكذوب على أمير المؤمنين. له تصانيف كثيرة منها (الغرر والدرر -ط) يعرف بأمالي المرتضى، و (الشهاب بالشيب والشباب -ط) ، و (تنزيه الأنبياء -ط) و (الانتصار -ط) فقه، و (تفسير العقيدة المذهبة -ط) شرح قصيدة للسيد الحميري، و (ديوان شعر -ط) وغير ذلك الكثير.[١]

تعريف الشريف المرتضى في ويكيبيديا

الشريف المرتضى أبو القاسم علي بن الحسين بن موسى بن محمد الموسوي (355 هـ - 436 هـ / 966 - 1044 م) الملقب ذي المجدين علم الهدي، عالم إمامي من أهل القرن الرابع الهجري.[٢]

  1. معجم الشعراء العرب
  2. الشريف المرتضى - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي