أما عبرة من لوعة أستجيرها

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة أما عبرة من لوعة أستجيرها لـ ابن هتيمل

اقتباس من قصيدة أما عبرة من لوعة أستجيرها لـ ابن هتيمل

أما عبرةٌ من لَوعَةٍ أستجيرُها

وعينٌ إلى عينِ غَداً أستعيرُها

وقد آذنت أروى بوَشكِ رَحيلِها

على الرَّغم مِني واستَمَرَّ مَريرُها

وما فَقَدَ الأرواحَ إلا رَواحُها

إلى الشُّقَّةِ القُصوى وإلا بُكورها

ثَنت بوداعي جيدَها حينَ أزمعَت

نَوىً وزَفيري مُعلَنٌ وزفيرُها

وقد حَسَرت بعض النِّقاب فلم يَبن

بِبُرقُعها مِن شَجوِها وسُفُورها

فما شَكَّ حيٌّ أن قَلبي قلبُها

غَراماً ولا أني ضَميري ضَميرُها

فمن ليَ مِن كيدِ السُّعاة ومن لها

ومَن ذا عذيري مِنهُم وعَذيرها

أطافَ بها الواشُونَ حتَّى تَوعَّرت

عَلينا وقد كانت سُهولاً وعُورُها

وعَزَّ التلاقي غيرُ طيفٍ يزُورُني

على بُعدش دارَينا وطَيفٍ يَزورُها

فحين نَضيتُ الأربعينَ وفُلِّلَت

شُباتي ولا لاقَى شَواتي قَتيرُها

وأصبحَ مُبيَضُّ الليالي وسُودُها

يَصولُ خِضابي كرُّها ومُرورُها

تصورُ عُيونُ البيضِ عني تَصبراً

وقد كنتُ في بُرد الشبابِ أصُورها

وما حيلتي في برهةٍ زَمَنيَّةٍ

يعاوِزني أعوامُها وشُهورها

أنارت بشمسِ الدين دُنيا شُموسُها

تُضاءَلُ مِن أنوارِها وبُدورها

فَتىً لا يُجيُرُ الهامَ مِن حَدِّ سَيفِه

ولا البُدنَ إن حَطَّ الضيوفُ مُجيرها

يَشدُّ المذاكي أو يَحِنُّ ضريعُها

ويُبقي المناقي أو يَكُوسُ عَقيرُها

أغرُّ إذا قابلتَ طَلَّةَ وجهِه

أعاضَك عَن نُورِ الغَزالَة نُورها

وأبلَج هامي الكفِّ في كُلِّ بقعة

من الأرض مِنه رَوضةٌ وغديرها

متى نازَلَ الأقرانَ أيقنتَ أنها

حواصلُ أمّاتِ الفِراخ قُبورُها

مدبِّر مُلكٍ لم يزل يستشيرُها

تَجارب أهليها ولا تَستَجيرُها

تُردُّ إليهِ المشكلاتُ وتستوي

بُطونُ الأحاجي دُونَه وعَميرُها

أبزَّ على أدهَى الدُّهاةِ فما عسى

مُغيرتُها أو عَمروها أو قَصيرها

أرى النَّصرَ والحسنَى ظهيرَي خِلافةٍ

عليُّ بن يحيى عَونُها وظَهيرُها

إذا كانَ شمسُ الدين سائس أمةٍ

تُفَوضُ مُلقاةٌ إليهِ أمُورُها

فما عُذرُها ألاَّ يُعزُّ ذَليلُها

ويُرشَد غاويها ويُغنَى فَقيرُها

أبا حسنٍ لولا مُباشَرةُ العلا

بِنفسِك لم يَسهل عليك عسيرُها

نصبتَ لسُمرِ الخِطِّ نحرَك خائضا

غِمارَ الوغى والخَيلُ تُدمى نُحورها

وعُزّزت بالنفسِ الكريمةِ والقَنا

يُحطمُ في أعلى الصدورِ صُدورها

وما نِمتَ عن صَدمِ الفُحولِ وصَكِّها

بِخَيلِكَ أو أمسَى رُغاءً هَديرُها

فها هي قَتلَى لا يُوارَى قتيلُها

هَواناً وأسَرى لا يُفادى أسيرُها

مقطَّعَةٌ أوصالُها ورُءوسُها

تُهافَى على أعلى الرِّماح شعورُها

هنيئاً لعنسٍ أنَّها بك ما لَها

نَظيرٌ ولا بَدرُ السماءِ نَظَيرُها

تداركتَ قحطانَ العريضَةَ بعدما

تَلاشَت وغاضَت بَعدَ مَدِّ بُحورُها

وقد خَدَمت هُوجَ النّعاجِ كباشُها

ضَياعاً ودانت للبُغاثِ صُقُورُها

فَفخراً فقد أفنَى الكلابَ أسودُها

غِلاباً وقد أخسَى النُّباحَ زئيرُها

سَددتَ ثُغورَ المشرِقَينِ فَروضُها

بعدلِك عَنها ضاحِكاتٌ ثُغورُها

ونَهنَهتَ فيها أنَّ سيفَك حِصنُها

وخَندَقُها مِمّا يُخافُ وسُورُها

ولولاكَ بعدَ الله للدين أصبحت

صحائِفُ منه قد مُحين سُطورُها

فكيفَ ينالُ الدهرُ دولةَ يوسفٍ

بِسُوءٍ ومَكرُوهٍ وأنتَ وزيرُها

أنالَكَ فيها ما يَنالُ فأصبحت

عُلُوكّ إلاَّ تاجُها وسريرُها

فما غارةٌ إلا وأنتَ زعيمُها

ولا غَزوةٌ إلا وأنتَ أميرُها

لك الخيرُ أزرى بي تَغافلُ معشري

وأرمَضني كيدُ السُّعاةِ وزُورُها

وأنتَ أحقُّ الناسِ مِني بشُرَّدٍ

مُهُورُ عَضيلاتِ المُلوكِ مُهورُها

فقد شَهدَت غُر القصائِدِ أنَّني

فِرزدَقُها إن حُصِّلت وجَريرُها

ولو كنتُ مِمَّن يَلفِظ السَّمعُ لفظَه

وتَصحبُه عُميُ الهِباتِ وعُورُها

لَبغَّضَ شخصي في الهِباتِ حبيبُها

وقلَّلَ حظّي في النّسيبِ كُثَيرُها

شرح ومعاني كلمات قصيدة أما عبرة من لوعة أستجيرها

قصيدة أما عبرة من لوعة أستجيرها لـ ابن هتيمل وعدد أبياتها ستة و أربعون.

عن ابن هتيمل

ابن هتيمل

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي