أمكة تفديك النفوس الكرائم

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة أمكة تفديك النفوس الكرائم لـ ابن السيد البطليوسي

اقتباس من قصيدة أمكة تفديك النفوس الكرائم لـ ابن السيد البطليوسي

أمكةُ تفديكِ النفوسُ الكرائمُ

ولا بَرِحت تنهلُّ فيك الغمائمُ

وكُفتُ أكفُّ السوء عنك وبُلِّغت

مُناها قلوبٌ كي تراك حوائمُ

فأنَّك بيتُ اللَهِ والحرمُ الذي

لِعزَّتِهِ ذل الملوكُ الأعاظمُ

وقد رُفِعت منك القواعدُ بالتُقى

وشادتك أيدٍ بَرَّةٌ ومعاصمُ

وساويتِ في الفضل المقامَ كلاكما

تَنالُ به الزُلفى وتُمحى المآثمُ

ومن أين تعدوك الفضائلُ كلُّها

وفيك مقامات الهدى والمعالمُ

ومبعثُ من ساد الوَرى وحوى العُلا

بمولده عبدُ الإله وهاشمُ

نبيٍّ حوى فضلَ النبيّين واغتدى

لهم أولا في فضلِه وهو خاتمُ

وفيك يمينُ اللَه يلثِمها الوَرى

كما يلثِم اليُمنى من المَلك لاثمُ

وفيك لإبراهيم إذ وطِئَ الثرى

ضَحى قَدَمٍ بُرهانُها متقادمُ

دعا دعوةً فوق الصفا فأجابه

قطوفٌ من الفجِّ العميرق وراسمُ

فأعجِبث بدعوى لم تلج مِسمَعَي فتىً

ولم يَعِها إلا ذكي وعالمُ

الهفي لأقدارٍ عدت عنكِ همَّتي

فلم تنتهض منّي إليك العزائمُ

فيا ليت شعري هل أُرى فيك داعياً

إذا ما دعت للَه فيك الغمائمُ

وهل تمحُوَن عنّي خطايا اقترفتُها

خطى فيك لي أو يعملات رواسمُ

وهل لي من سُقيا حجيدِك شَربةٌ

ومن زمزم يُروي بها النفسَ حائمُ

وهل ليَ في أجر المُلبّين مَقسِمُ

إذا بُذلت للناس فيكِ المقاسمُ

وكم زار مغناكِ المعظمَ مُجرِمٌ

فخطَّت به عنه الخطايا العظائمُ

ومن أين لا يُضحي مُرجّيك آمناً

وقد أمِنَت فيه المَها والحمائمُ

لئن فاتني منك الذي أنا رائمٌ

فأنَّ هوى نفسي عليك لدائمُ

وإن يحمِني حامي المقادير متقدِماً

عليك فأنني بالفؤاد لقادمُ

عليكِ سلامُ اللَهِ ما طاف طائف

بكعبتكِ العُليا وما قام قائمُ

إذا نَسَمٌ لم تَهدِ عَنّي تَحِيةً

إليكِ فمُهديها الرياحُ النواسمُ

أعوذُ بمن أسناكِ من شرِّ خلقِهِ

ونفسي فما منها سوى اللَهِ عاصمُ

وأُهدي صلاتي والسلام لأحمدٍ

لعلّي به من كُبة النار سالمُ

شرح ومعاني كلمات قصيدة أمكة تفديك النفوس الكرائم

قصيدة أمكة تفديك النفوس الكرائم لـ ابن السيد البطليوسي وعدد أبياتها خمسة و عشرون.

عن ابن السيد البطليوسي

عبد الله بن محمد بن السيد، أبو محمد. من العلماء باللغة والأدب، ولد ونشأ في بطليوس (Badajoz) في الأندلس، وانتقل إلى بلنسية فسكنها، وتوفي بها. له: (الاقتضاب في شرح أدب الكتاب، لابن قتيبة - ط) ، و (المسائل والأجوبة - خ) ، و (الإنصاف في التبيه على الأسباب التي أوجبت الاختلاف بين المسلمين في آرائهم-ط) ، و (الحدائق-خ) في أصول الدين، (المثلث-خ) في اللغة، كمثلثات قطرب، و (شرح سقط الزند - ط) و (الحلل في شرح أبيات الجمل) ، و (الحلل في أغاليط الجمل) ، و (شرح الموطأ) وغير ذلك.[١]

تعريف ابن السيد البطليوسي في ويكيبيديا

ابن السيد البطليوسي (444 هـ – 521 هـ / 1052م – 1127م)، هو عبد الله بن محمد بن السيد البَطَلْيَوسي نسبة إلى مدينة بطليوس، وكنيته أبو محمد، ولد في بطليوس عام 444 هـ و هي مدينة كبيرة من أهم حواضر الأندلس حينذاك، عاش ابن السيد البطليوسي ثُلُثَيْ عُمره في عصر ملوك الطوائف والثلث الأخير في عصر المرابطين. خدم ابن السيد في دولة عبد الملك بن رزين، صاحب السهلة الذي امتد حكمه ما بين عامي 436 هـ – 496 هـ، ولكن ابن السيد فرّ من ابن رزين.[٢]

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي