أمكنت عاذلتي من صمت أباء

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة أمكنت عاذلتي من صمت أباء لـ ابن المعتز

اقتباس من قصيدة أمكنت عاذلتي من صمت أباء لـ ابن المعتز

أَمكَنتُ عاذِلَتي مِن صَمتِ أَبّاءِ

ما زادَهُ النَهيُ شَيئاً غَيرَ إِغراءِ

أَينَ التَوَرُّعُ مِن قَلبٍ يَهيمُ إِلى

حاناتِ لَهوٍ غَدا بِالعودِ وَالناءِ

وَصَوتِ فَتّانَةِ التَغريدِ ناظِرَةٍ

بِعَينِ ظَبيٍ تُريدُ النَومَ حَوراءِ

جَرَّت ذُيولَ الثِيابِ البيضِ حينَ مَشَت

كَالشَمسِ مُسبِلَةً أَذيالَ لَألاءِ

وَقَرعِ ناقوسِ دَيرِيٍّ عَلى شَرَفٍ

مُسَبِّحٍ في سَوادِ اللَيلِ دَعّاءِ

وَكَأسِ حَبرِيَّةٍ شَكَّت بِمَبزَلِها

أَحشاءَ مُشعَلَةٍ بِالقارِ جَوفاءِ

تَرفو الظِلالَ بِأَغصانٍ مُهَدَّلَةٍ

سودِ العَناقيدِ في خَضراءَ لَفّاءِ

أَجرى الفُراتُ إِلَيها مِن سَلاسِلِهِ

نَهراً تَمَشّى عَلى جَرعاءَ مَيثاءِ

وَطافَ يَكلَأُها مِن كُلِّ قاطِفَةٍ

راعٍ بِعَينٍ وَقَلبٌ غَيرُ نَسّاءِ

مُوَكَّلٌ بِالمَساحي في جَداوِلِها

حَتّى يَدُلَّ عَلَيها حَيَّةُ الماءِ

فَآبَ في آبَ يَجنيها لِعاصِرِها

كَأَنَّ كَفَّيهِ قَد عُلَّت بِحَنّاءِ

فَظَلَّ يَركُضُ فيها كُلُّ ذي أَشَرٍ

قاسٍ عَلى كَبِدِ العُنقودِ وَطّاءِ

ثُمَّ اِستَقَرَّت وَعَينُ الشَمسِ تَلحَظُها

في بَطنِ مَختومَةٍ بِالطينِ كَلفاءِ

حَتّى إِذا بَرَدَ اللَيلُ البَهيمُ لَها

وَبَلَّها سَحَراً مِنهُ بِأَنداءِ

صَبَّ الخَريفُ عَلَيها ماءَ غادِيَةٍ

أَقامَها فَوقَ طينٍ بَعدَ رَمضاءِ

يَسقيكَها خَنِثُ الأَلحاظِ ذو هَيَفٍ

كَأَنَّ أَلحاظَهُ أَفرَقنَ مِن داءِ

عَلى فِراشٍ مِنَ الوَردِ الجَنِيِّ وَما

بَدَلتَ مِن نَفَحاتِ الوَردِ بِاللاءِ

كَأَنَّهُ صَبُّ سِلسالَ المِزاجِ عَلى

سَبيكَةٍ مِن بَناتِ التِبرِ صَفراءِ

يا صاحِ إِن كُنتَ لَم تَعلَم فَقَد طُرِحَت

شَرارَةُ الحُبِّ في قَلبي وَأَحشائي

أَما تَرى البَدرَ قَد قامَ المُحاقُ بِهِ

مِن بَعدِ إِشراقِ أَنوارٍ وَأَضواءِ

وَقَد عَسَت شَعَراتٌ في عَوارِضِهِ

تُزري عَلى عارِضَيهِ أَيَّ إِزراءِ

أَعيَت مُناقَشَةً إِلّا عَلى أَلَمٍ

وَكُلَّ يَومٍ يُغاديها بِإِخفاءِ

فَاِنظُر زَبَرجَدَ خَدٍّ صارَ مِن سَبَجٍ

وَصَبَّ دَمعاً عَلَيهِ كُلُّ بَكّاءِ

يا لَيتَ إِبليسَ خَلّاني لِنُدبَتِهِ

وَلَم يُصَوِّب لِأَلحاظي بِأَشياءِ

ما لي رَأَيتُ فِلاحَ الناسِ قَد كَثُروا

وَلَم يُقَدَّر بِهِم إِبليسُ إِغوائي

فَكَيفَ أُفلِحُ مَع هَذا وَذاكَ وَذا

أَم كَيفَ يَثبُتُ لي في تَوبَةٍ رائي

شرح ومعاني كلمات قصيدة أمكنت عاذلتي من صمت أباء

قصيدة أمكنت عاذلتي من صمت أباء لـ ابن المعتز وعدد أبياتها ستة و عشرون.

عن ابن المعتز

هـ / 861 - 908 م عبد الله بن محمد المعتز بالله ابن المتوكل ابن المعتصم ابن الرشيد العباسي، أبو العباس. الشاعر المبدع، خليفة يوم وليلة. ولد في بغداد، وأولع بالأدب، فكان يقصد فصحاء الأعراب ويأخذ عنهم. آلت الخلافة في أيامه إلى المقتدر العباسي، واستصغره القواد فخلعوه، وأقبلو على ، فلقبوه (المرتضى بالله) ، وبايعوه للخلافة، فأقام يوماً وليلة، ووثب عليه غلمان المقتدر فخلعوه، وعاد المقتدر، فقبض عليه وسلمه إلى خادم له اسمه مؤنس، فخنقه. وللشعراء مراث كثيرة فيه.[١]

تعريف ابن المعتز في ويكيبيديا

عبد الله بن المعتز بالله وهو أحد خلفاء الدولة العباسية، وكنيته أبو العباس، ولد عام (247 هـ، 861م)، في بغداد، وكان أديبا وشاعرا ويسمى خليفة يوم وليلة، حيث آلت الخلافة العباسية إليه، ولقب بالمرتضى بالله، ولم يلبث يوما واحدا حتى هجم عليه غلمان المقتدر بالله وقتلوه في عام (296 هـ،909م)، وأخذ الخلافة من بعده المقتدر بالله. ولقد رثاه الكثير من شعراء العرب. وهو مؤسس علم البديع.[٢]

  1. معجم الشعراء العرب
  2. ابن المعتز - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي