أملت من طيفها إلمامة فأبى
أبيات قصيدة أملت من طيفها إلمامة فأبى لـ الصاحب شرف الدين الأنصاري

أمَّلْتُ مِنْ طَيْفِها إِلمامةً فَأَبَى
طائيَّةٌ لم يُناسِبْ فِعْلُها النَّسَبا
صادَّتْ فُؤَادي بإحْسانٍ تَضَمَّنَهُ
حُسْنٌ وصَدَّتْ فوا عَجَبا ويا عَجَبا
إنْ فاتَ مِنْ رِيقِها ماءُ الحَياةِ لقد
لَقِيتُ مِنْ سفري في حبِّها نَصَبا
أخْلَصْتُ وُدِّي فأَصْلَتْني جحيمَ هوىً
قلبُ المُنافِقِ لا يلْفي لها حَصَبا
مَا ضَرَّ مَنْ نكِرَتْ وَجْدِي بصُورَتِها
لَوْ صيَّرَتْهُ إلى مُعْروفِها سَبَبا
وليلةٍ أَشْرَقَتْ لي في دُجنَّتِها
والغَرْبُ قَدْ مَدَّ مِنْ ظلمائه حُجُبا
فَعُذْتُ مِنْ ضلَّتي فيها بِمَبْسِمِها ال
هادي وعَوَّذْتُها مِنْ غاسِقٍ وَقَبا
ودِمْنَةٍ زُرْتُ مَغْنى الغانِياتِ بِها
شَوْقاً فلم يشفِ من كربي ولا كَرَبا
جاوَرْتُ مُعْجَمَها والعَيْنُ مُعْرِبةٌ
عن لوعتي مُذْ فَقَدْتُ الخُرَّد العُرُبا
أَقْضي حُقُوقَ دُماها بالبكاءِ دماً
ولو قَضيْتُ لَمَا أَدَّيْتُ ما وجبا
لِلْوُرْقِ فيها أَغانيُّ القِيانِ ولي
نَدْبُ يُبيدُ ويُبْدي في الحَشا نَدَبا
أحالَ زِيْنةَ دُنْياها بِعادُهُمُ
عنها فَلَمْ تُبْقِ لي لَهْواً ولا لَعباً
لم أَنْسَ أُنسي بها والحالُ حاليةٌ
بِقُرْبِهمْ وغُرابُ البَيْنِ ما نَصَبا
ودَهْرُنا غيرُ مَنْزُورٍ الهِباتِ لَنا
كأنَّ مِنْ كفِّ مجدِ الدِّينِ ما وَهَبا
مِنْ كَفِّ أَزْهَرَ وَضَّاحِ الجبينِ لَهُ
جودٌ إذا غالَبَتْهُ فاقةٌ غَلَبا
بَهْرامُ شاهُ الَّذي ما حلَّ ساحتَه
مَنْ يطلبُ الجودَ إلا أَحْمَدَ الطَّلبا
سَما بِمَقْدارِهِ قَدْرُ السَّميِّ لَهُ
وشرَّفَ المجدَ لمَّا اختارَهُ لَقَبا
إِذا تردَّدَ غِرٌّ في شجاعتِهِ
رَدَّ اسمَهُ فَرأَى بَهْرامَ ما رَهبا
رأَيتُهُ واحداً والمجْدُ قالَ هو الْ
وَرى فما كذَّبَتْ عَيني ولا كَذَبا
ما قَدْرُ قيسٍ إِذا ما الخطْبُ ضاق بِهِ
سَواهُ ذَرْعاً وما قُسٌّ إِذا خَطَبا
يُمَوِّلُ الدُّرَّ إِذْ يُملي قلائدَهُ
وطالما كَبتَ الحُسَّادَ إِذْ كتَبا
كَمْ زارَهُ شاكياً جَوْرَ الزَّمانِ أَخو
ذِلِّ فعادَ بتاجِ العزِّ مُعْتَصِبا
وخائنُ المُلْكِ غرَّتْهُ سلامُتُه
في سِلْمِهِ فاجْتنى في حَرْبِهِ الحرَبا
لما أَتى رَجَبٌ أَنْشَا فهنّأنا
بهِ وعُدْنا فهنَّأنا بهِ رَجَبا
بِمَنْ ينوطُ بنفْلٍ مِنْ رغائِبِهِ
فَرْضُ الرَّغائِب يُهديها لِمْن رَغِبا
بِمُنْعِمٍ في شُهورِ اللهِ مُنْتَقِمٍ
لِلهِ في اللهِ ما أعطى وما سَلَبا
مُرَّجبٌ لعُفاةٍ صَدْرُهُ لَهُمُ
رَحْبٌ وإِنْ ضاقَ نادِيهِ بما رَحُبا
لولا عجائبُ فيهِ مِنْ مكارمِهِ
ما قيلَ عِشْ رجباً كيما ترى عَجَبا
فجَمَّعَ اللهُ شملَ الفَضْلِ أَجْمَعَهُ
فيهِ وأَيَّدَ في تأَييدِهِ الأَدبا
شرح ومعاني كلمات قصيدة أملت من طيفها إلمامة فأبى
قصيدة أملت من طيفها إلمامة فأبى لـ الصاحب شرف الدين الأنصاري وعدد أبياتها تسعة و عشرون.