أملي وعلم مآله أعياني
أبيات قصيدة أملي وعلم مآله أعياني لـ علي أفندي الدرويش

أملي وعلم مآلِه أعياني
أو لم تكن منقولةً أعياني
بأقل شيء فات أكثر مدتي
وأفرّق الباقي لجمع الفاني
وأسوف الحدس الأنابة بعدما
مل الحديث مسامع الحدثان
ولئن أحوّل عن هواه فإنه
قد حيل بين العير والنزوان
إنا مع الأقدار في أغراضها
ثعليّةٌ تَرمي على عميان
لا درَّ درُّ الموت شتت بيننا
وأجال بين الروح والجثمان
نفسٌ مضت من بيننا مغصوبةً
مألوفةً للحور والولدان
هذا عليُّ القدرِ غلبانُ العلا
هذا يمين اليمن والإيمان
هذا نفيسُ النفس مفردُ عصره
غيث الندى المنعوت بالهتّان
إن الحياة حزينةٌ لفراقه
والموت في فرحٍ به وتهاني
قد منت الدنيا على الجنات إذ
أهدت بألطف عنصر الإنسان
شيمٌ من النسمات خفت مثل ما
ثقلت مزاحمةً بها الثقلان
فطنٌ أريبٌ للأمور مجربٌ
غيبُ العواقب عنده كَعِيان
رق النسيم وروحه فتمازجا
وتجَسَّما في العالم الروحاني
بالحسن مكتسياً وللحسنى اهتدى
ناهيك من وضعٍ ومن إتقان
فالنثر بالعقد الفريد محلياً
بالنظم جيدَ الحسن عن حسان
يا دهر يمكن أن تجيء بمثله
فضلاً أجاب بليس في الإمكان
ملأ القلوب محبةً ومهابةً
وتراه نوراً مِلءَها العينان
عن بحر روض الفضل حدِّث واروِ لي
عن ثابتٍ لشقائق النعمان
شيخ تجسم من ندىً ومروءة
مغضٍ عن الجاني بقدرة جان
نجم تخطّا لاستوا أحكامِه
يعلو القِران به عن الأقران
سهل لديه السحر صعبُ يراعه
حلوان ما مرّا على المرّان
إن دار حول سريره نظراؤه
فالأرض حول الشمس في الدوران
والبحر في تابوت موسى جارياً
فيه السكينة من هدى وأمان
ضمت جواهره النفيسةَ تربةٌ
محسودة الياقوت والمرجان
ومضى وأبقى فضله فاستبدلوا
نور العيون بلؤلؤ الآذان
ما كان أجفاني بواجب حقه
إن لم تقرِّح مهجتي أجفاني
رضوان في الجنات قال مؤرخاً
زاهي بهاء عليٍّ الغلبان
شرح ومعاني كلمات قصيدة أملي وعلم مآله أعياني
قصيدة أملي وعلم مآله أعياني لـ علي أفندي الدرويش وعدد أبياتها ثمانية و عشرون.