أمل تروح له الحياة وتغتدي

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة أمل تروح له الحياة وتغتدي لـ حسن حسني الطويراني

اقتباس من قصيدة أمل تروح له الحياة وتغتدي لـ حسن حسني الطويراني

أَملٌ تَروحُ لَهُ الحَياة وَتَغتدي

وَهوىً تَضلُّ بِهِ النُفوس وَتَهتدي

وَعَزائمٌ للدهر يمضي يَومُها

وَحزامةٌ تكلُ الأُمور إِلى غَد

حِكَمٌ تعدّدَ نَوعُها فَتوحّدت

فَتجمّعت في عالم متبدّد

وَالدَهرُ في سَكناته حَركاتُه

دُورٌ يَدور مَتى تَناهى يَبتدي

فَاليَومُ يَمحو لَيلَه وَاللَيلُ يَم

حو يَومَه وَالجَمعُ نهبُ المعتدى

حللٌ عَلى جسم الوُجود قَديمةٌ

محتومةُ المبدا وَإِن لَم تنفد

صورٌ تمرّ وَتَستحيلُ وَتَنقضي

أَعراضُها وَحَقيقةٌ لَم تَزدد

يا لَيتَ شعري ما وَرا هذا الوَرى

إِن لَم تقل ماذا الوُجود السرمدي

كرةُ العَوالم أَين كَيفَ مَدارُها

أَعوالمٌ لا تَنتهي بمقيّد

كلا فَما فَوقٌ وَلا تَحتٌ فَما

جِهةُ المَكان وَأَين ما لم نشهد

سارَت بِنا الأَفلاكُ أَم ثبتت لَنا

رَكبٌ يسير من الخَلا في فدفد

كَيفَ المَلا بَين الخَلا هَل ثمّ ما

يَهدي الصَواب لِناظرٍ متردّد

بَين انحلالٍ وَانعقادِ محللٍ

عَدِمَ البَقاءُ لطارئٍ متجدّد

حَقِّقْ فكلُّ الكَون شَيءٌ واحدٌ

ما لم يُحلَّلْ بَيننا لَم يعقد

وَاجزم بِلا عَدم الوُجود وَإِنَّما

قل بانعدام الشَيء ما لم يُوجد

لَيست هيولاه العَوالم صُورةً

وَأَظنها تَعرى بقهرِ مجرّد

فَانظر لجسمك كَيفَ كُنت وَما تَكو

نُ وَكَيفَ أَنتَ اليَوم حَقق ترشد

ما أَنتَ إِلا صُورةٌ نَوعيةٌ

متشخصٌ من عالم متعدّد

لا فَرق بَين حَقيقةٍ وَحَقيقةٍ

إِلا لباس الكَيف للمتفقد

دَع زورَ وَجهِ الأَمر وافهم كنهَهُ

وَاستجل ما تَهوى متى لَم تَقصد

فَالوَجه تُكسِبُه الظُروفُ مَظاهراً

وَالكنهُ لم يسفل وَلم يتصعّد

وَالجسمُ بَين تشتتٍ وَتجمعٍ

وَالكَونُ بَين تَركبٍ وَتفرّد

وَالكَونُ يَعقبهُ الفَسادُ وَعَكسُه

جارٍ فَلا كَونٌ لَما لَم يَفسد

جُل بِالبَصائر تَحتَ كُل مَظاهرٍ

هَل ثمّ إِلا وَحدةٌ لَم تُحدَد

وَاعجب لأجزاءٍ تُحدّد كُلَّها

وَالشاملُ الكليُّ غَير محدّد

وَانظر إِلى الجوّ المحيط وَما حَوى

من سائرٍ للبين لم يتزوّد

نَثرت زَواهرُه وَباعد بَينها

حِكْمُ المشيئةِ عهدَ من لَم يعهد

وَالشَمس جاريةٌ تغازلُ بَدرَها

طُولَ الزَمان وَلم تَفز بِالمَوعد

وَسهيلُ يَبكي وَالثريا تَشتكي

فَتشير من حسدٍ لِوَصل الفرقد

وَلكَم يَبيع المشتري أَوقاتَها

بَيعَ السَماح كَأَنَّها لم تجهد

وَمكاتبٌ يَطوى الفَضا بكتائبٍ

جُندٌ مجندةٌ لخير مجند

وَالشَيخُ كيوانٌ يزجُّ عصيَّه

كِبراً وَيقتادُ الأَوابدَ بِاليد

وَحشاشةُ المريخ شبَّ أُوارُها

مِن غَيظِه فَلَهيبُهُ لم يخمد

لا بُدّ ناظمُها سَينثر عقدَها

فَتظلُّ عاطلةً عَروسُك تَجتدي

فَاخلد بروحك في الخَوالد وَاعتصم

وَاحرص فَأَنتَ بغيرها لَم تَخلُد

شرح ومعاني كلمات قصيدة أمل تروح له الحياة وتغتدي

قصيدة أمل تروح له الحياة وتغتدي لـ حسن حسني الطويراني وعدد أبياتها خمسة و ثلاثون.

عن حسن حسني الطويراني

حسن حسني باشا بن حسين عارف الطويراني. شاعر منشئ، تركي الأصل مستعرب، ولد ونشأ بالقاهرة وجال في بلاد إفريقية وآسية، وأقام بالقسطنطينية إلى أن توفي، كان أبي النفس بعيداً عن التزلف للكبراء، في خلقته دمامة، وكان يجيد الشعر والإنشاء باللغتين العربية والتركية، وله في الأولى نحو ستين مصنفاً، وفي الثانية نحو عشرة. وأكثر كتبه مقالات وسوانح. ونظم ستة دواوين عربية، وديوانين تركيين. وأنشأ مجلة (الإنسان) بالعربية، ثم حولها إلى جريدة فعاشت خمسة أعوام. وفي شعره جودة وحكمة. من مؤلفاته: (من ثمرات الحياة) مجلدان، كله من منظومة، و (النشر الزهري-ط) مجموعة مقالات له.[١]

تعريف حسن حسني الطويراني في ويكيبيديا

حسن حسني الطويراني (1266 - 1315 هـ / 1850 - 1897 م) هو حسن حسني باشا بن حسين عارف الطُّوَيْراني.صحافي وشاعر تركي المولد عربي النشأة. ولد بالقاهرة، وطاف في كثير من بلاد آسيا وأفريقيا وأوروبة الشرقية. كتب وألف في الأدب والشعر باللغتين العربية والتركية، وأنشأ في الأستانة مجلة «الإنسان» عام 1884، ومن ثم حولها إلى جريدة ، لخدمة الإسلام والعلوم والفنون؛ وظلت إلى عام 1890 باستثناء احتجابها عدة أشهر. جاء إلى مصر واشترك في تحرير عدة صحف. تغلب عليه الروح الإسلامية القوية. ومن كتبه: «النصيح العام في لوازم عالم الإسلام»، و«الصدع والالتئام وأسباب الانحطاط وارتقاء الإسلام»، و«كتاب خط الإشارات» وغيرها. له ديوان شعر مطبوع عام 1880.[٢]

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي