أمن أرض ليلى للنسيم هبوب

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة أمن أرض ليلى للنسيم هبوب لـ شرف الدين الحلي

اقتباس من قصيدة أمن أرض ليلى للنسيم هبوب لـ شرف الدين الحلي

أمن أرض ليلى للنسيم هبوب

فمن نشره فيه تضوع طيب

يهب قَبولاً والقَبول أمامه

ويسري لجوباً والغرام جَنيب

وخير رسول للأحبة مبلغ الس

لام رسول لا يراه رقيب

صَبا للصَّبا قلبي وكل متيم

يحنُّ إذا هبت صبا وجَنوب

فأيسر ما بي لوعة وكآبة

وأبرد وجدي حرقة ولهيب

وداء الهوى أعيا فما لمريضه

شفاء ولو أن المسيح طبيب

وبي ثمل الأعطاف أما قوامه

فغصن وأما ردفه فكثيب

ولم أر غصناً بالذوائب مورقاً

سواه ولا بدراً حوته جيوب

هو البدر إشراقاً فما لضيائه

عن الطرف إلا بالصدود مغيب

لي الله من قلب يقلبه الهوى

على حرق تعتاده فيذوب

خليلي هل حدثتما أو رأيتما

سوى الحب موتاً للرجال يطيب

أحنّ إلى أكناف شرقي بابل

وغير غريب أن يحن غريب

وأرتاح منها للرّياح إذا سرت

مِراضاً كأني للنسيم نسيب

وإني لأستهدي شذا نفحاتها

وإن شبَّ نار الشوق منه هبوب

وتخمد نيران الأسى فتشبها

نوازع شوق تغتدي وتؤوب

ويحكم في قلبي الجوى فيطيعه

ويدعو على شحط النوى فيجيب

أيا ساكني أرض العراق سقاكم

من الغيث منهلُّ الرباب سَكُوب

أنبئكم أني على العهد بعدكم

مقيم وأهواء النفوس حروب

فلا تحسبوا أني على البعد عنكم

صُرِعْت ولا استولت عليَّ خطوب

فلي بالجناب الظاهري تمسك

أبى الدهر من ظلمي إليه يتوب

وإني مقيم حيث لا تُذْعَرُ المنى

ولا تستطيع النائبات تنوب

بحيث العطايا للعفاة مباحة

وحيث حُزون المكرمات سُهوب

وإذ لغياث الدين غازي بن يوسف

عيون ندى للآملين تصوب

هنالك دوح المجد لم يذو عوده

ولا اشتف أمواه السماح نضوب

مليك له عذر عن الجود ضيق

وصدر بلقياً الدارعين رحيب

وَهُوب إذا ما أَمَّه طالب الندى

وإن يَمَّمَ الأَعداء فهو مَهُوب

ففي السلم مرجو الندى هاطل الجدا

وفي الحرب مخشيّ الشداة مَهيب

ويطربه صوت المنادي إلى الندى

فللّه صب بالسماح طَروب

من القوم إن صابت مواطن جودهم

يروض منها ما حل وجديب

غُيوث لها يوم النوال تدفق

لُيوث لها يوم النزال وثوب

إذا طَعنوا والجيش مُحْتَبِكٌ فمن

مخافتهم تنشق فيه دروب

ويجري عيوناً من صدور رماحهم

فلا قلب إلا بالدماء قليب

لقد سهروا للعدل والمجد والعلا

وما لسواهم في كراه هبوب

حموا جارهم بأساً فلم يضح منشداً

أجارتنا إن الخطوب تنوب

وقال العلا إني لباق عليهم

وإني مقيم ما أقام عسيب

شأوا كل عام في العلا وشآهم

أغر لما أعيا الملوك كسوب

إذا شاب يوم الروع عامل رمحه

ثناه من اللَّبَّات وهو خضيب

فسل عنه قلب الأرمني فإنَّه

سيفصح نطقاً أو يجيب وجيب

أيا مانع الإسلام في كل مأزق

يقوم بنصر الحق فيه خطيب

يميناً لقد يممته بجحافل

لشمس ظُباها في النجوم غروب

وأعلمته أن الهُوَيْنا مذلة

وأنك للأمر الجسيم طَلوب

فهاب لقاء لو تجشمه غدا

بِحَوْبائه داعي الحِمَام يهيب

فجرد أسياف السؤال ولم يكن

لديك رجاء السائلين يخيب

وحصَّنَ هذا الحصن منه حُشاشة

بها خوف بطش من سطاك يذيب

بناه لخطب يُرهق الدينَ كيدُه

فعاد وقد أَحْنَتْ عليه خطوب

ولو شئت أوطأت السنابك شِعْبَه

وقد كشرت للنائبات نُيوب

وغصت بجرد الأعوجية والقنا

جبال وسالت بالدماء شُعوب

ولكن أعدت السمر وهي لما بها

تمايل أطراف لها وكعوب

صفحت وأخمدت الصفائح قادراً

فهانت كما هان العدو ذنوب

فلا عدم الإسلام منك حمية

متى هتفت بالنصر فهو مجيب

وشكراً لدهر طوحت بي صروفه

إليك ففي شكري لهن نصيب

فلي ألف نِيلٍ من نداك ومنزلي

على رغم أنف الحادثات خصيب

ولولاك لأستولت عليَّ بلسعها

عقارب أيام لهن دبيب

فلا زال هذا الظل مفزع لاجئ

إليه إذا ناب الزمان يُنيب

شرح ومعاني كلمات قصيدة أمن أرض ليلى للنسيم هبوب

قصيدة أمن أرض ليلى للنسيم هبوب لـ شرف الدين الحلي وعدد أبياتها أربعة و خمسون.

عن شرف الدين الحلي

أبو الوفاء راجح بن أبي القاسم إسماعيل الأسدي الحلي أبو الهيثم شرف الدين. شاعر من بني أسد ولد في مدينة الحلة في العراق. وقد رحل الشاعر إلى بغداد في خلافة الإمام الناصر لدين الله أبي العباس أحمد المستضيء بنور الله ولكنه لم يستقر كثيراً فرحل إلى الشام ومصر. وقد قضى جل حياته في ربوع الشام، ويظهر من شعره أنه شيعي وهذا ظاهر إذ أن كل أهل الحلة متشيعين. وشعر الحلي يشمل المدح في معظمه وله (ديوان كبير - خ) .[١]

  1. معجم الشعراء العرب

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي