أمن العيون تروم فقد عنائه

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة أمن العيون تروم فقد عنائه لـ السري الرفاء

اقتباس من قصيدة أمن العيون تروم فقد عنائه لـ السري الرفاء

أمِنَ العيونِ ترومُ فَقْدَ عَنائِه

هَيهاتِ ضَنَّ سَقامُها بشِفائِه

ما كان هذا البينُ أوَّلَ جَمرةٍ

أذكَتْ لهيبَ الشَّوقِ في أحشائه

لولا مساعدةُ الدموعِ ودَفْعُها

خوفُ الفِراقِ أتى على حَوبائِه

مفقودةٌ شِيَةُ الجوادِ لنَقْعِهِ

وحُجولُ أربعةٍ لخَوْضِ دمِائِه

أو جحفلٌ لعبَتْ صدورُ رِماحِه

فكأنما انقضَّتْ نجومُ سَمائِه

لَجٍبٌ توشَّحَتِ البسيطةٌ سيلَه

وتعمَّمت أعلامُها بعمائِه

متبسِّمٌ قبلَ النهارِ كأنما

زَرًّ النهارُ عليه ثَوبَ ضَحائِه

ويُريكَ بينَ مٌدجَّجِ ومُدرَّعٍ

خِلَعَ الرَّبيعِ الطَّلْقِ بينَ نِهائِه

يَثنيه في السَّيرِ الحثيثِ بلحظِهِ

كالريحِ تَثني الغيمَ في غُلَوائِه

فكأنَّ أشتاتَ الجِبالِ تجمَّعَتْ

فتعرَّضَتْ من دونِهِ ووَرائِه

فهناك تَلْقى الموتَ فوق قَناتِه

متبرِّجاً والنصرَ تحتَ لِوائِه

أعَدوَّه أوفَى عليكَ مشوَّقاً

بِقراعِه إذ لستَ من أكفائه

ومُشمِّراً قد شلَّ من إدلاجِه

ليلُ التمامِ وملَّ من إسرائِه

ودقيقَ معنَى العُرفِ يجعلُ بشرَه

بدرَ العدوِّ وتلك من أكفائِه

وإذا النَّسيمُ وَشى إليك مصبِّحاً

بمسَرّةٍ فحَذارِ من إمسائِه

قد قلتُ إذ سَالت عَدِيُّ أمامَه

سَيْلَ السَّرابِ جرى على بَطحائِه

ما بالُه مُغرىً بوَصْلِ عدوِّه

وعدوُّه مغرىً بوَصْلِ جَفائِه

يا موجِباً حقَّ السَّماحِ بنائلٍ

تتقاصَرُ الأنواءُ عن أنوائِه

والمبتني بيتَ العَلاءِ ببأسِه

فغدا علاءُ النجمِ دونَ علائِه

وإذا بحارُ المكرُماتِ تدفَّقَت

فجميعُها تمتارُ من أندائِه

كم منَّةٍ لكَ ألبَسَتْني نِعْمةً

تَدَعُ الحسودَ يذوبُ من بُرَحائِه

صُنتُ الثناءَ عن الملوكِ نزاهةً

وجعلتُه وَقْفاً على آلائِه

ألفاظُه كالدُّرِّ في أصدافِهِ

لا بل تزيدُ عليه في لألائِه

من كلِّ رَيِّقَةِ الكلامِ كأنما

جادَ الشبابُ لها بِريِّقِ مائِه

فالشِّعرُ بحرٌ نلتُ أنفَسَ دُرِّه

وتنافسَ الشعراءُ في حَصْبائِه

وأنا الفداءُ لمن مَخِيلَةُ بَرقِه

حظِّي وحظُّ سواي من أنوائِه

قمرٌ إذا ما الوشيُ صِينَ أذالَه

كيما يَصونَ بهاءَه ببهائِه

خَفِرُ الشَّمائلِ لو مَلَكتُ عِناقَه

يومَ الوَداعِ وَهَبْتُهُ لحَيائِه

ضَعُفَتْ معاقِدُ خصرِه وعهودُه

فكأنّ عَقْدَ الخصرِ عَقْدُ وَفَائِه

أدنو إلى الرُّقَباءِ لا من حبِّهم

وأصدُّ عنه وليس من بَغضائِه

للهِ أيُّ محاجرٍ عنَّتْ لنا

بمُحَجَّرٍ إذ ريعَ سِربُ ظِبائِه

ونواظرٍ وجدَ المحبُّ فتورَها

لمّا استقلَّ الحيُّ في أعضائِه

وَحيَاً أرقتُ لبرقِه فكأنه

قَدَحُ الزِّنادِ يطيرُ في أرجائِه

سارٍ على كَفَلِ الجَنوبِ مقابلٍ

حَزَنَ البلادِ وسهلَها بعطائِه

حنَّتْ رواعِدُه فأسبل دمعُهُ

كالصَّبِّ أتبعَ شدوَه ببكائِه

وسقَتْ غَمائمُهُ الرِّياضَ كأنما

جُودُ الأميرِ سقى رياضَ ثَنائِه

سَفَهاً لِمَنْ سمَّاه سيفَ حفيظَةٍ

هلاَّ أعارِ السَّيفَ من أسمائِه

متجرِّدٌ للخطبِ عرَّاضُ القَنا

والمَشرفيّةُ من مَشيدِ بنائِه

ومواجهٌ وجهَ العدوِّ بصَعدَةٍ

ينقضُّ كوكبُه على شَحنائِه

والرومُ تعلمُ أنَّ تاجَ زعيمِها

مُلقىً بحدِّ السَّيفِ يومَ لِقائِه

لما حماه القَرُّ سفكَ دمائِهم

أضحى يَعدُّ القَرَّ من أعدائِه

حَمَدَ الغمامَ وذمَّه ولربَّما

ساء الحبيُّ وسَرَّ عندَ حبائِه

قَلِقٌ يُفنِّيه الحديدُ فينثني

جَذْلانَ مثلوجَ الحشا بفَنائِه

إنَّ الربيعَ مُبيدُ خضراءِ العِدا

ومُسيلُ أنفسِهم على خَضْرائِه

ولو أنّهم قدَروا على أعمارِهم

وصلوا بها الأحوالَ عمرَ شِتاتِه

إن عاقَه عما يحاولُ صِنوهُ

وشبيهُه في بِشره وعَطائِه

فكأنَّني بجبينِه في مأزقٍ

متمزِّقٍ عنه دُجى ظلمائِه

شرح ومعاني كلمات قصيدة أمن العيون تروم فقد عنائه

قصيدة أمن العيون تروم فقد عنائه لـ السري الرفاء وعدد أبياتها سبعة و أربعون.

عن السري الرفاء

السرّي بن أحمد بن السرّي الكندي أبو الحسن. شاعر أديب من أهل الموصل، كان في صباه يرفو ويطرز في دكان له، فعرف بالرفاء ولما جاد شعره ومهر في الأدب قصد سيف الدولة بحلب، فمدحه وأقام عنده مدة، ثم انتقل بعد وفاته إلى بغداد. ومدح جماعة من الوزراء والأعيان، ونفق شعره إلى أن تصدى له الخالديان، وكانت بينه، وبينهما مهاجاة فآذياه وأبعداه عن مجالس الكبراء. فضاقت دنياه واضطر للعمل في الوراقة (النسخ والتجليد) ، فجلس يورق شعره ويبيعه، ثم نسخ لغيره بالأجرة. وركبه الدين، ومات ببغداد على تلك الحال. وكان عذب الألفاظ، مفتناً في التشبيهات ولم يكن له رواء ولا منظر. من كتبه (ديوان شعره ط) ، و (المحب والمحبوب والمشموم والمشروب - خ) .[١]

تعريف السري الرفاء في ويكيبيديا

أبو الحسن السري بن أحمد بن السري الكندي الرفاء الموصلي شاعر مشهور؛ كان في صباه يرفو ويطرز (يعمل خياطا) في دكان بالموصل ولذا سمي بالرفاء أي الخياط، وهو مع ذلك يتولع بالأدب وينظم الشعر، ولم يزل حتى جاد شعره ومهر فيه، وقصد سيف الدولة الحمداني بحلب ومدحه وأقام عنده مدة، ثم انتقل بعد وفاته إلى بغداد ومدح الوزير المهلبي وجماعة من رؤساء المدينة، وانتشر شعره وراج. وكانت بينه وبين أبي بكر محمد وأبي عثمان سعيد ابني هاشم الخالديين الموصليين الشاعرين المشهورين معاداة فادعى عليهما سرقة شعره وشعر غيره. وكان السري مغرى بكتابة ديوان أبي الفتح كشاجم الشاعر المشهور، وهو إذ ذاك ريحان الأدب بتلك البلاد فكان يقوم بدس أحسن شعر الخالديين فيما يكتبه من شعر كشاجم، ليزيد في حجم ما ينسخه وينفق سوقه ويغلي سعره ويشنع بذلك عليهما ويغض منهما ويظهر مصداق قوله في سرقتهما، فمن هذه الجهة وقعت في بعض النسخ من ديوان كشاجم زيادات ليست في الأصول المشهورة. وكان شاعرا مطبوعا عذب الألفاظ مليح المأخذ كثير الافتنان في التشبيهات والأوصاف، ولم يكن له رواء ولا منظر، ولا يحسن من العلوم غير قول الشعر، وقد عمل شعره قبل وفاته نحو 300 ورقة، ثم زاد بعد ذلك، وقد عمله بعض المحدثين الأدباء على حروف المعجم. ومن شعر السري أبيات يذكر فيها صناعته، فمنها قوله:

وللسري المذكور ديوان شعر كله جيد، وله كتاب المحب والمحبوب والمشموم والمشروب وكتاب الديرة. وكانت وفاته في العقد السابع من القرن الرابع الهجري ببغداد كما قال الخطيب البغدادي في تاريخه حوالي عام 366 هـ / 976م.[٢]

  1. معجم الشعراء العرب
  2. السري الرفّاء - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي