أمن الغيور وكف عنا العاذل

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة أمن الغيور وكف عنا العاذل لـ الستالي

اقتباس من قصيدة أمن الغيور وكف عنا العاذل لـ الستالي

أَمِنَ الغيورُ وكفَّ عنّا العاذلُ

وهُدى الرّقيب وخُفّف المتثاقِلُ

مذ زالت البُرَجاء وازدَجر الهَوى

وصَحَا الغويُّ واقصرَالمتجاهِلُ

وغدا أخو الحاجات من متع الهوى

قد عاقه عنها المشيب الشاملُ

والمُلْهياتِ كأنهنَّ بقلبهِ

وبناظريه قذىً وحزنُ داخلُ

وكأنّما النّغمَاتُ زجرُ روابع

وكأنّما الصّهباء سمٌ قاتلُ

من بعد ما كانت مجالس أُنسهِ

وهواه وهي بزائريه أواهلُ

يعتاده ندماءُ صدقٍ فيهم

للْمُكرمات عوائد وشمائلُ

وتزوره بيضَ أَوانس كالدّمى

غيد كواعب في الخدور بَهاكلُ

تزهو بهنَّ مطارفٌ ومجاسد

وقلائد وأَساور وخلائِلُ

من كل واضحة الجَبين كأنّها

قَمرالدّجُنّة لوَّحته غلائِلُ

فهي الغزالُ بمقلتيها والحشى

والجيد إلا أن ذلك عاطِلُ

ولها قوام كالقضيب ورِدفها

مثل الكثيب وخصرها متماحلُ

وكأنّما هي غصنُ بانٍ ناعم

من تحته دِعصٌ عليه عَثاكلُ

وكأنّما أهدت إلى لحظاتَها

ولهاتها سحراً وخمراً بابلُ

هيهات أَيامُ الصّبا وعُهودهُ

والشيب في دار الشبيبة نازلُ

هل آن يوما أن يجدَّ مقصِّرٌ

ويؤوبَ غاوٍ أَو يذكِّرَ غافلُ

إنَّ الزّمان لقد يروح ويغتدي

بالحادثاتِ فكيف يلهو العاقلُ

أم كيف يأمن بالزَّمان وصرفه

فيما يحاوله لبيبٌ فاضلُ

فاقفُ الهدي واعمل لنفسك صالحاً

كلُّ امرئٍ رهن بما هو عاملُ

وانظر إلى نعم الإله كثيرةً

يمضي عليك بها ضحىً وأصائلُ

وعليٌّ ابن أبي المعمَّر ذو الحجى

والمجد والفرعُ الأثيل الشَّاملُ

ينهى ويأْمرُ لا يُطاقُ خلافُه

ولديهِ ذو حَذرٍ وآخر آملُ

وإذا استجار به الطّريد أجاره

جبلٌ اشمٌ له ذُرىً ومعاقلُ

وإذا أَلمَّ به السؤال تبيّنت

في البشر منه للنجاح مخائلُ

لعليٍّ ابن أبي المعمّر أَنعمٌ

متظاهراتٌ في الرّقاب مَواثِلُ

وكأنَّ راحتَه الغمامُ وصَوبُها

من خالص الذّهب المُلثُّ الوابلُ

الفائض الغمرُ الجوادُ المرتّضَى

والّلوذعيُّ الشَمَّريّ الباسِلُ

وله على شرف المجرة همّةٌ

علياءُ يقصر دونها المتطاولُ

أبقى له عمر أَبوه مَذهباً

يَجري عليه فما لذلك ناقلُ

يا ابنَ الملوك السّابقين تقدّمت

لهُم سوابقُ في العُلى وأوائِلُ

ولهم إذا ذُكر الفخار مكارمٌ

ومناقب ومحاسن وفضائِلُ

أبناءُ قحطان الأَعزّةُ كلّهم

في قومهم ملك أغرّ حُلاحلُ

المطعمون عبيطَ كل نجيبة

يُقرَى منيخ أو يزوَّد راحلُ

والذائِدون عن الحمىَ بسُيُوفهم

حتى يعزّ به الّلهيف النازلُ

والقائدون الخيل تخطر بالفنا

وسط العجاج كأَنهنَ أُجادلُ

يحملن كلَّ مجرّب يلجُ الوغى

ما إن يروّعه المجال الهائلُ

وهم الجحاجحةُ الغطارفة الأولى

عدّت بطارقُ فيهم وعباهلُ

تركوا على نبهانَ من ميراثهم

وبنيه مجداً فرعُهُ متطاولُ

وعشيرةً عتكيةٌ أزدية

بنيت لها فوق البروج مجادلُ

لك من علاها ياعليُّ فرعُها

وصَميمها وسَنامها والكاهلُ

يا معدنَ الحسب الصريح ومَن له

أو عُدَّ من كرم فأنتَ الفاعلُ

لك عفّة وبسَالة وسماحةٌ

ورجاحة ونُهىً فأنت الكاملُ

يُثنَى عليك بكل فعل صالحٍ

حسن ويصدقُ ما يقولُ القائلُ

فبقيتَ محروسَ المعالي مدركاً

ما أَنت من خير الأمور تحاولُ

أنت المزيدُ بكل يومٍ رفعةً

وعُلىً وأمُّ حسود مجدك هابلُ

ويعود عيدك كلَّ يوم مقبلاً

بسعادة توفيقُها متواصلُ

فافخرْ فما لك في المكارم والعُلى

من أهل عصرك ياعلي مُساجلُ

ولقد رأى أن الخلائق في الفتى

تَبقى كما هي والتخلُّق زائلُ

شرح ومعاني كلمات قصيدة أمن الغيور وكف عنا العاذل

قصيدة أمن الغيور وكف عنا العاذل لـ الستالي وعدد أبياتها ثمانية و أربعون.

عن الستالي

أبو بكر أحمد بن سعيد الخروصي الستالي. شاعر عُماني ولد في بلده (ستال) وإليها ينسب من وادي بني خروص تلك البلدة التي أخرجت من رجال الدين وأهل العلم والأدب الكثير. نشأ وترعرع وتلقى مبادئ الدين ومبادئ العربية، حتى لمع نجمه وشاعت براعته في الشعر وتشوق الناس إلى لقائه. عندها انتقل الشاعر إلى نزوى حيث محط رجال العلم والأدب ولا سيما (سمد) التي فتحت أبوابها لطلاب العلم والأدب في عهد ذهل بن عمر بن معمر النبهاني. يمتاز شعره بالجودة، والنباغة وقوة الألفاظ والمعاني. (له ديوان - ط)[١]

  1. معجم الشعراء العرب

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي