أمن المدامة تنثني سكرا

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة أمن المدامة تنثني سكرا لـ السري الرفاء

اقتباس من قصيدة أمن المدامة تنثني سكرا لـ السري الرفاء

أَمِنَ المُدامَةِ تَنْثَني سُكْرا

أَم قد سَقْتك جُفونُها خَمرا

نثرَتْ فَريدَ الدَّمْعِ حينَ رَأَتْ

صَبّاً يُقادُ إلى الرَّدى نَثرا

إنَّ الوَداعَ وإن سَعِدْتُ بِه

لَيَزيدُ كامنَ لوعتي حَرَّا

لمَّا رَأَتْ للبَيْنِ رائِعَةً

تَطْوي الوِصالَ وتَنشُرُ الهَجْرا

ضاقَتْ بأدمُعِها الجفونُ كَما

ضاقَ المودِّعُ بالهَوى صَدْرا

وإذا رَأَيْتَ نوالَهم ثَمَداً

فالحظُّ بينَ طِلابِكَ البَحرا

أكفُفْ يَدَيْك عَنِ اللِّئامِ ولو

أضحَتْ يَداكَ من الغِنى صِفْرا

وإلى الأميرِ سَريْتُ مُرتَدياً

بعزيمَةٍ تَدَعُ الدُّجى فَجْرا

وأَغَرَّ نهدٍ لو طَلبتُ به

شأوَ الجنائبِ بَذَّها حُضْرا

طِرْفاً إذا ما اختالَ خِلْتَ به

صَلَفاً من الإِعراضِ أو كِبْرا

يُنْسيكَ صِبغُ أديمِه الخَمرا

وتُريكَ غُرَّةُ وَجْهِه البَدْرا

لا يستَقِرُّ كأنَّ أَربعَه

فُرْشٌ يَطَا من تَحتِها الجَمرا

وكأنَّه لمّا اكتَسى عَرَقاً

ورَقُ الشَّقائقِ يَحمِلُ القَطرا

يجري ويَعطِفُه العِنانُ كما

عُطِفَ القَضيبُ وقد غدا نَضْرا

حَمَدَ العُفاةُ فطالَ حمدُهمُ

بنَدى الأميرِ عليَّ الدَّهرا

أدنَى المَكارِمَ وهيَ نازِحَةٌ

بالجودِ منه وشرَّدَ العُسْرا

نشَرَتْ له غُرُّ الصَّنائعِ في

شَرقِ البلادِ وغربِها ذِكْرا

والنَّوْرُ إن جادَ الغَمامُ به

حملَتْ له ريحُ الصَّبا نَشْرا

يَلقاهُ راجي الجُودِ مُبْتَسِماً

سهْلَ الخلائقِ لابِساً بَدْرا

عَزَماتُه في كلِّ مُظِلمَةٍ

سيفٌ يُضئُّ البدوَ والحَضرا

يقظانُ ينتجعُ الحتوفَ وقد

جعَلَ السَّبيلَ إلى العُلى الصَّبرا

في فِتيَةٍ جعلوا مَعاقِلَهم

بِيضَ الصَّفائحِ والقَنا السُّمرا

يَرِدُ النَّدى وِرْدَ الظَّلماءِ على

نَهَلٍ يُبَرِّدُ منهمُ الحرَّا

بمُثَقَّفاتٍ يُحتَمَلْنَ وقَد

حملَتْ نُجوماً في الوَغى زُهرا

وصَوارمٍ خُضْرٍ مَضارِبُها

تَكْسو الرِّجالَ عَمائماً حُمْرا

فكأَنَّ أَطرافَ القَنا حَدَقٌ

تَرنُو إلى مُقَلِ العِدا شَزْرا

وكأَنَّ سابِغَةَ الدُّروعِ ضُحىً

غُدْرٌ تَمرُّ بها الصَّبا مَرَّا

قَومٌ إذا اسْوَدَّ الزَّمانُ غَدَتْ

أَيمانُهُم بفِعالِهِم غُرَّا

سادوا وسادَهمُ أبو حَسَنٍ

بِعُلىً تَزِينُ النَّظمَ والنَّثرا

مَلِكٌ إذا استُلَّتْ صَوارِمُه

ذهَبتْ دماءُ عِداتِهِ هَدرا

ظَلَمَ العِدا والمالَ حين سَطا

بأساً وأتبع نائلاً غَمْرا

لا زالَ يَظلِمُ في سَطاه وفي

نَفَحاتِه الأعداءَ والوَفرا

شرح ومعاني كلمات قصيدة أمن المدامة تنثني سكرا

قصيدة أمن المدامة تنثني سكرا لـ السري الرفاء وعدد أبياتها اثنان و ثلاثون.

عن السري الرفاء

السرّي بن أحمد بن السرّي الكندي أبو الحسن. شاعر أديب من أهل الموصل، كان في صباه يرفو ويطرز في دكان له، فعرف بالرفاء ولما جاد شعره ومهر في الأدب قصد سيف الدولة بحلب، فمدحه وأقام عنده مدة، ثم انتقل بعد وفاته إلى بغداد. ومدح جماعة من الوزراء والأعيان، ونفق شعره إلى أن تصدى له الخالديان، وكانت بينه، وبينهما مهاجاة فآذياه وأبعداه عن مجالس الكبراء. فضاقت دنياه واضطر للعمل في الوراقة (النسخ والتجليد) ، فجلس يورق شعره ويبيعه، ثم نسخ لغيره بالأجرة. وركبه الدين، ومات ببغداد على تلك الحال. وكان عذب الألفاظ، مفتناً في التشبيهات ولم يكن له رواء ولا منظر. من كتبه (ديوان شعره ط) ، و (المحب والمحبوب والمشموم والمشروب - خ) .[١]

تعريف السري الرفاء في ويكيبيديا

أبو الحسن السري بن أحمد بن السري الكندي الرفاء الموصلي شاعر مشهور؛ كان في صباه يرفو ويطرز (يعمل خياطا) في دكان بالموصل ولذا سمي بالرفاء أي الخياط، وهو مع ذلك يتولع بالأدب وينظم الشعر، ولم يزل حتى جاد شعره ومهر فيه، وقصد سيف الدولة الحمداني بحلب ومدحه وأقام عنده مدة، ثم انتقل بعد وفاته إلى بغداد ومدح الوزير المهلبي وجماعة من رؤساء المدينة، وانتشر شعره وراج. وكانت بينه وبين أبي بكر محمد وأبي عثمان سعيد ابني هاشم الخالديين الموصليين الشاعرين المشهورين معاداة فادعى عليهما سرقة شعره وشعر غيره. وكان السري مغرى بكتابة ديوان أبي الفتح كشاجم الشاعر المشهور، وهو إذ ذاك ريحان الأدب بتلك البلاد فكان يقوم بدس أحسن شعر الخالديين فيما يكتبه من شعر كشاجم، ليزيد في حجم ما ينسخه وينفق سوقه ويغلي سعره ويشنع بذلك عليهما ويغض منهما ويظهر مصداق قوله في سرقتهما، فمن هذه الجهة وقعت في بعض النسخ من ديوان كشاجم زيادات ليست في الأصول المشهورة. وكان شاعرا مطبوعا عذب الألفاظ مليح المأخذ كثير الافتنان في التشبيهات والأوصاف، ولم يكن له رواء ولا منظر، ولا يحسن من العلوم غير قول الشعر، وقد عمل شعره قبل وفاته نحو 300 ورقة، ثم زاد بعد ذلك، وقد عمله بعض المحدثين الأدباء على حروف المعجم. ومن شعر السري أبيات يذكر فيها صناعته، فمنها قوله:

وللسري المذكور ديوان شعر كله جيد، وله كتاب المحب والمحبوب والمشموم والمشروب وكتاب الديرة. وكانت وفاته في العقد السابع من القرن الرابع الهجري ببغداد كما قال الخطيب البغدادي في تاريخه حوالي عام 366 هـ / 976م.[٢]

  1. معجم الشعراء العرب
  2. السري الرفّاء - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي