أمن بارق أعلام نجد يصافح

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة أمن بارق أعلام نجد يصافح لـ ابن فركون

اقتباس من قصيدة أمن بارق أعلام نجد يصافح لـ ابن فركون

أمِن بارِقٍ أعْلامَ نجْدٍ يصافحُ

تذكَّرْتَ عهْداً بالحِمى وهْوَ نازحُ

يلوحُ بآفاقِ الثّنايا كأنّهُ

مُصافِي وِدادٍ بالسّلامِ مُصافِحُ

كَلِفْتُ على بُعْدِ المزار بجِيرَةٍ

جوانِحُنا وجداً إليهمْ جوانِحُ

لقدْ قيّدَ الأبْصارَ حُسْنُ أوانِسٍ

لهُنّ قلوبُ الهائِمين مسارِحُ

وما هِمْتُ حال البُعْدِ إلا لأنها

قلوبٌ تلاقَتْ والجسومُ نوازِحُ

وما ارْتاحَتِ الرُّكْبان إلا لأنّه

تُطارِحُنا بَثّ الهَوى ونُطارِحُ

وما انعَطفَتْ إلا غُصونٌ نواعِمٌ

وما الْتفَتَتْ إلا ظِباءٌ سوانِحُ

وما حَلّتِ القلبَ المَشوق سِوى حُلىً

بها الجفْنُ في روْضِ المحاسِن سارِحُ

وما سال دمعُ العَيْنِ إلا مُصرِّحاً

بما أضمَرَت منْ حُبهِنَّ الجوانِحُ

وما ضُمِّنَتْ إلا أحاديثَ خلّةٍ

أُتيحَ لها منْ صاحِبِ العَيْنِ شارِحُ

وما طابَ عَرْفُ الزّهْرِ إلا لأنّهُ

تُمازِجُهُ منْ ذِكْرِهنّ نوافِحُ

وما راقَ نَظْمُ الشّعْرِ إلا لأن غَدَتْ

لناصِر دينِ اللهِ فيهِ المدائِحُ

وما أشرَقَ الإصباحُ إلا لأن بَدَتْ

على الشمْسِ من وجْهِ ابنِ نَصْرٍ مَلامِحُ

وما راعَ نَسْرَ الشهْبِ إلا جَمالُهُ

فحُثَّ جَناحٌ منهُ للغَربِ جانِحُ

وما ارْتاعَتِ الشهبانِ إلا لأنهُ

تعالَى لهُ قَدْرٌ على الشهْبِ طامِحُ

وما رَعِشَتْ إلا لتأخُذَ حِذرَها

وقدْ راقَ صُبْحٌ من مُحيّاهُ لائِحُ

وما اعْتزّ دينُ اللهِ إلا لأنه

يُدافِعُ أحْزابَ العِدَى ويُكافِحُ

وما سيفُهُ إلا دَمَ الكُفْرِ سافِحٌ

وما حِلمُهُ إلا عن الذنْبِ صافِحُ

هُو المَلِكُ الأعْلى الهُمامُ الذي بهِ

تجلّتْ من الدهْر الخُطوبُ الفوادِحُ

وهل يوسُفٌ إلا إمام مؤيَّدٌ

لهُ تخضَعُ الصّيد المُلوك الجحاجِحُ

وهل يوسفٌ إلا إمامٌ لعزمِه

تَلينُ صُروفُ الخطبِ وهْيَ جوامِحُ

يُعوَّذُ بالسّبْعِ المَثاني كمالُهُ

وتُتْلَى عليه المُحْكَماتُ الفواتِحُ

تواضعَ للهِ العظيمِ وقَدْرُه

لهُ فوقَ آفاقِ النّجومِ مَطامِحُ

يَنِمُّ من الأمْداحِ طيبُ ثنائِه

فَتسْري بريّاهُ الرّياحُ اللواقِحُ

يَفيضُ علَى العافينَ جودُ يَمينه

فتَروي الندى عنهُ السّحابُ الرّوائحُ

لقدْ أمّلَ القصّادُ منهُ مَثابَةً

لها القَصْدُ مَبْرورٌ بها السَّعْيُ ناجِحُ

كأنّ عَطايا يوسفٍ واهِبِ النّدى

غَوادٍ غَوادٍ بالنّوالِ روائِحُ

كأنّ سجايا يوسفٍ ملِكِ الهُدَى

كَواكِبُ في أفْقِ السّماءِ لوائِحُ

كأنّ مَذاكِي يوسفٍ يوْمَ حرْبِهِ

سَفائِنُ في بَحْرِ النّجيعِ سوابِحُ

كأنّ غَوالي يوسفٍ قُضْبُ دَوْحةٍ

تُظِلُّ ومشبوبُ الهواجِرِ لافِحُ

ستَغزو الأعادي والبُروقُ صَوارِمٌ

يَحُفُّ بها للشهْبِ رامٍ ورامِحُ

وتَمْلك أرْضَ اللهِ غَرْباً ومشرِقاً

وهل مانِعٌ من ذاك واللهُ مانِحُ

حسامُكَ مسْلولٌ وسهْمُكَ صائِبٌ

وجُندُكَ منصورٌ وسعْدُكَ فاتِحُ

ورِفْدُك ممْنوحٌ وعفْوُكَ شامِلٌ

وبِشْرُكَ مَبْذول وفضْلُك واضِحُ

وها أنا يا مولايَ قصْدي مُبلَّغٌ

بما كُنْتُ أرْجوهُ وتجْريَ رابِحُ

وربْعيَ معْمورٌ وأفْقيَ نيّرٌ

وروْضيَ مَمْطورٌ وزهْريَ نافِحُ

فخذْها كما شاءَ البَيانُ عَقيلَةً

إليك بها طِرْفُ البَلاغَةِ جامِحُ

وما أنا في نَظْمي مُجيدٌ وإنّما

قَبولُكَ زَندَ الفكْرِ منّي قادِحُ

وهل طائر الفكْرِ الذي أمّل النّدى

إلى الورْدِ صادٍ وهْوَ بالمدحِ صادِحُ

وكيف تُضاهَى في النّظام مَكانتي

لَدَيْك ولمْ يمْدَحْكَ قبْلي مادِحُ

شرح ومعاني كلمات قصيدة أمن بارق أعلام نجد يصافح

قصيدة أمن بارق أعلام نجد يصافح لـ ابن فركون وعدد أبياتها أربعون.

عن ابن فركون

هـ / 1379 - 1417 م أبو الحسين بن أحمد بن سليمان بن أحمد بن محمد بن أحمد بن إبراهيم بن هشام القرشي. شاعر، هو ابن أحمد بن فركون أحد تلاميذ ابن الخطيب ومن خاصته. وقد ورث شاعرنا عن أبيه الذكاء الحاد والنبوغ المبكر، وقال الشعر صغيراً ولا يعرف له اسم سوى كنيته أبو الحسين. وكان ينظر في شبابه إلى العمل في ديوان الإنشاء، وقد حصل له ما أراد بعمله في كتاب المقام العلي. ولما بويع يوسف الثالث مدحه ، فنال عنده الحظوة، وغدا شاعره المختص المؤرخ لأيامه بشعره وأصبح ابن فركون بفضل منصبه وأدبه مرموقاً في المجتمع الغرناطي.[١]

تعريف ابن فركون في ويكيبيديا

ابن فركون هو أبو الحسين بن أحمد بن سليمان بن أحمد بن محمد بن أحمد بن إبراهيم بن هشام القرشي، المعروف بابن فـُركون، وأبو الحسين اسمه لا كنيّـته، و( ابن فُركون ) شهرته وشهرة أبيه أحمد وعمّه أبي الطاهر وجدّه سليمان وجدّ أبيه أحمد قاضي الجماعة، وبنو فُركون هؤلاء أصلهم من ألمرية.وكان انتقال جدّ الأسرة أحمد بن محمد إلى غرناطة وولايته قضاء الجماعة فيها بداية لشهرة هذه الأسرة ومشاركة عدد من أعلامها في الحياة السياسية والعلمية والأدبية بمملكة بني نصر، وكان أبو الحسين كاتب سرّ يوسف الثالث وشاعر دولته ومؤرخ أيامه. ولد أبو الحسين حوالي 781هـ بغرناطة، ونشأ في حِجر والده القاضي الأديب ودرس على أعلام العلم بالحضرة النّصرية يومئذ، وبعد أن أكمل دراساته واستكمل أدواته دخل ديوان الإنشاء النّصري في عهد محمد السابع من عام 808هـ وترقّى في عهد يوسف الثالث، فكلّفه أول الأمر في عام 811هـ بتنفيذ النفقات المخصّصة للغزاة والمجاهدين المتطوعين، ثمّ اختاره لتولّي كتابة سرّه عام 814هـ، وظلّ في هذا المنصب إلى وفاة يوسف الثالث عام 820هـ، وبعد هذا التاريخ لا يُعرَف شيءٌ، وأغلب الظنّ أنه أصيب في غمرة الفتن التي حصلت بعد وفاة يوسف الثالث . وترك لنا آثارا شعرية تتمثّل أولا في ديوانه الذي وصل إلينا السّفر الثاني منه، وثانيا في المجموع الشعري الكبير المسمّى «مظهر النور الباصر في أمداح الملك الناصر».[٢]

  1. معجم الشعراء العرب
  2. ابن فركون - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي