أمن دمنة بين اللوى والدكادك

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة أمن دمنة بين اللوى والدكادك لـ ابن المقرب العيوني

اقتباس من قصيدة أمن دمنة بين اللوى والدكادك لـ ابن المقرب العيوني

أَمِن دِمنَةٍ بَينَ اللِّوى وَالدَّكادِكِ

شُغِفتَ بِتَذرافِ الدُموعِ السَوافِكِ

عَفَت غَيرَ آرِيٍّ وَأورَقَ حائِلٍ

وَأَشعَثَ مَشجُوجٍ وَسُفعٍ رَوامِكِ

وَنُؤيٍ كَجِذمِ الحَوضِ غَيَّرَ رَسمُهُ

وَجِيفُ الحَصا بالمُوجِفاتِ الحَواشِكِ

كَأَنَّ فُؤادي ناطَهُ ذُو سَخيمَةٍ

قَليلُ التَحَنّي في صُدورِ النَيازِكِ

غَداةَ تَداعى الحَيُّ بِالبَينِ بَعدَما

جَلا الصُبحُ أَعجازَ النُجومِ الدَوالِكِ

وَقَد قَرَّبُوا لِلبَينِ كُلَّ هَمَرجَلٍ

أَمُونِ القَرى ضَخمِ العَثانين تامِكِ

قِمَطرٍ دَرَفسٍ فَيسَرِيٍّ كَأَنَّما

مَناكِبُهُ جُلِّلنَ وَشيَ الدَرانِكِ

رَعى واجِفاً فَالصُلبُ مِن أَجبُلِ الغَضا

بِحَيثُ اِستَهَلَّت كُلُّ وَطفاءَ رامِكِ

وَفي الجِيرَةِ الغادينَ لا عَن مَلالَةٍ

ظِباءٌ عَلى تِلكَ الهِجانِ البَوائِكِ

خِماصُ الحَشا حُمُّ الشِفاهِ كَأَنَّما

يَلُثنَ مُرُوطَ العَصبِ فَوقَ العَوانِكِ

وَيَبسِمنَ عَن نَورِ الأَفاحِيِّ لَم يَزَل

يُغَذّى بِدَرّاتِ الذِهابِ الرَكائِكِ

وَفِيهِنَّ مِن ذُهلِ بنِ شَيبانَ غادَةٌ

يُطَيِّبُ رَيّاها عَبيرَ المَداوِكِ

كَأَنَّ عَلى فيها سُلافَةَ قَرقَفٍ

وَقَد غُوِّرَت أُمُّ النُجُومِ الشَوابِكِ

أَقُولُ لِها سِرّاً وَقَد غابَ كاشِحٌ

رَقيبٌ مَقالَ العاشِقِ المُتَهالِكِ

لَكِ الخَيرُ ما هَذا الجَفاءُ وَهَذِهِ

دِياري وَأَهلي زُلفَةٌ مِن دِيارِكِ

أَتَرضينَ قَتلي لا بِسَلَّةِ صارِمٍ

مِن البِيضِ إِلّا سَلَّةً مِن لِحاظِكِ

فَوَاللَهِ ما أَدري أَإِعراضُ بَغضَةٍ

لَنا أَو دَلالٌ فَاِفصحي عَن مَقالكِ

فَلي هِمَّةٌ عَلَيا وَنَفسٌ أَبِيَّةٌ

تَمُجُّ وِصال اللّاوِياتِ المَواعِكِ

وَلِي عَزمَةٌ إِن ساعَدَ الجدُّ أَشرَقَت

وَنافَت عَلى شُمِّ الرِعانِ الشَوامِكِ

ولا بُدَّ مِن نصِّ القِلاصِ وَإِن غَدَت

حُطاماً أَعالي دَأيِها المُتلاحِكِ

عَلَيهِنَّ فِتيانٌ كِرامٌ تَحَرَّجُوا

مِنَ النَومِ إِلّا فَوقَ تِلكَ الحَوارِكِ

أَقُولُ لَهُم وَالعِيسُ تَشدُو كَأَنَّها

مَعَ الآلِ أُمّاتُ الرِئالِ الرَواتِكِ

أَقيمُوا صُدورَ اليَعمُلاتِ ورَفِّعُوا

عَنِ السُبلِ تَنجُوا مِن سَبيلِ المَهالِكِ

فَعَنَّ لَنا مِن بَين سِتّينَ لَيلَةٍ

وَميضُ سَناً عَن أَيمَنِ الجَوِّ نابِكِ

فَقالُوا تَرى النَجمَ اليَمانيَّ قَد بَدا

يَلُوحُ بِمُستَنٍّ مِنَ الأُفقِ حالِكِ

فَقُلتُ لَهُم ما ذاكَ نَجمٌ تَرَونَهُ

بِناحِيَةِ الخَضراءِ ذاتِ الحَبائِكِ

فَقالوا فَماذا قُلتُ نارٌ بِرَبوَةٍ

تُشَبُّ لِأَبناءِ الهُمومِ الضَرابِكِ

يُضِيءُ سَناها بِالدُجى مُتَنَمِّرٌ

عَلى الدَهرِ مُودِي البَرك رَحبِ المَبارِكِ

أَغَرُّ نَماهُ كُلُّ حامٍ مُمانِعٍ

عَنِ المَجدِ بِالمُستَأثراتِ البَواتِكِ

مِنَ العَبدليّينَ الأُلى في أَكُفِّهِم

حَياةٌ لِأَوّابٍ وَمَوتٌ لِباعِكِ

أُناسٌ هُمُ الناسُ اِنتَدَوا وَتَشَعّبَت

بِهِم هِمَمٌ ما بَينَ ناءٍ وَآرِكِ

فَحُلّوا عُرى التِرحالِ وَاِستَعصِمُوا بِهِ

مِنَ الدَهرِ واِرمُوا صَرفَهُ بِالدَوامِكِ

فَإِنَّ لَدَيهِ مِن عَلِيٍّ مَقاذِفاً

عَنِ المَجدِ يَخشى فَتكَهُ كُلُّ فاتِكِ

يُجيرُ عَلى الأَيّامِ ما لا تُجيرُهُ

عَلَيهِ وَيَسطُو بَالخُطُوبِ العَوارِكِ

مَنيعُ الحِمى لا يَذعَرُ القَومُ سَرحَهُ

وَلا تُتَّقى غاراتُهُ بِالمَآلِكِ

فَتىً لا يَرى مالاً سِوى ما أَفادَهُ

طِعانُ العِدى في المَأزَقِ المَتَضانِكِ

وَلا يَقتَني مِن مالِهِ غَيرَ سابِحٍ

وَأَبيضَ مَخشُوبِ الغِرارَينِ باتِكِ

وَمَسرُودَةٍ جَدلاءَ تَضفو ذُيولُها

عَلى قَدَمِ القَرمِ الأَنَدِّ الضُبارِكِ

وَأَحسَنُ مِن شَدوِ المَزاهِيرِ عِندَهُ

صَليلُ المَواضي في مُتونِ التَرائِكِ

وَلا يَتَساوى رَدعُ مِسكٍ وَعَنبَرٍ

لَدَيهِ بِرَدعٍ مِن دَمِ القِرنِ صائِكِ

وَإِن جَعَلَت فَوقَ الأريكِ مَقيلَها

رِجالٌ فَسَل عَنهُ رِجالَ الأَوارِكِ

لَهُ كُلَّ يَومٍ غارَةٌ مُشمَعِلَّةٌ

تَرى الصِّيدَ مِن شَدّاتِها في مَناسِكِ

بِها يَحتَوِي نَهبَ الأَعادي وَيَصطَفي

عَقائِلَ أَبناءِ المُلوكِ العَواتِكِ

حَمِيٌّ عَلى ما حازَهُ وَأَتَت بِهِ

إِلَيهِ الأَتاوى مِن مَليكٍ مُتارِكِ

هُمامٌ إِذا ما هَمَّ لَم يَثنِ عَزمَهُ

أَقاويلُ أَبناءِ الطِغامِ الضُكاضِكِ

ترى العَرَبَ العَربا يحُجّونَ بَيتَهُ

كَأَنَّهُمُ جاؤُوا لِذَبحِ النَسائِكِ

رِجالاً وَرُكباناً فَمِن طَالِبٍ غِنىً

وَمِن تائبٍ عَن ذِلَّةٍ مُتَدارِكِ

تَخالُ إِياساً في الفَصاحَةِ باقِلاً

لَدَيهِ وَفُرسانُ الوَغى في تَداوُكِ

إِذا صالَ لَم يُعدَل بِقَيسِ بنِ خالِدٍ

وَإِن قالَ لَم يُعدَل بِسَعدِ بنِ مالِكِ

وَإن جادَ بَذَّ المَرثدِيِّينَ جُودُهُ

وَأَنسى بَني الآمالِ جُودَ البَرامِكِ

أَبا ماجِدٍ لَم يَبقَ إِلّاكَ ماجِدٌ

يُرجّى لِأَبكارِ الخُطُوبِ النَواهِكِ

أَنِفتُ لِمَدحي مَن سِواكُم لِأَنَّني

إِلى ذِروَتَيكُم في سِنامٍ وَحارِكِ

وَأَكبَرتُ نَفسي أَن أُرى مُتَضائِلاً

أُرَجّي نَوالاً مِن لَئِيمٍ رَكارِكِ

مَخافَةَ تَرّاكٍ يَقُولُ وَقَولُهُ

أَمَضُّ وَأَمضَى مِن حُدودِ النَيازِكِ

لَوَ اِنَّ بَني القَرمِ العُيونيِّ سادَةٌ

كِرام يُرَوّونَ القَنا في المَعارِكِ

لَغارُوا عَلى النَظمِ الجَميلِ وَلَم يَكُن

لَهُم في مَعاني لَفظِهِ مِن مُشارِكِ

أَما كانَ فيهِم مِثلُ عَمرو بنِ مرثِدٍ

وَذُو المَجدِ دفّاعُ الهُمومِ السَوادِكِ

فَغَر فَبَناتُ الفِكرِ أَولى بِغَيرَةٍ

وَأَجدَرُ مِن نُجلِ العُيونِ الرَكارِكِ

وَحافِظ عَلى الذِكرِ الجَميلِ فَإِنَّما

مَصيرُ الفَتى أُحدُوثَةٌ في الشَكائِكِ

وَلا تُسلِمَن لِلدَهرِ مَولىً هَواكُمُ

هَواهُ وَمَهما ساءَكُم غَيرُ حاسِكِ

يَمُتُّ بِوُدٍّ مِن ضَميرٍ تَحُوطُهُ

عَواطِفُ أَرحامٍ إِلَيكُم شَوابِكِ

وَلَستُ وَإِن أَودى الزَمانُ بِثَروَتي

وَزاحَمَني مِنهُ بِخَصمٍ مُماحِكِ

بِمُهدٍ ثنائي وَالمَناديح جَمَّةٌ

إِلى حَوتَكِيٍّ أَبشَع اللُؤمِ راعِكِ

يَرى مُورِدَ الآمالِ حَولَ فِنائِهِ

بِعَينِ نوارٍ تَلحَظُ الشَيبَ فارِكِ

ولا ضارِعٍ طَوعَ المُنى يَستَفِزُّني

إِلى مُقرِفٍ رَجمُ الظُنونِ الأَوافِكِ

وَلَستُ بِمفراحٍ بِمالٍ أُفيدُهُ

لعَمري وَلا آسٍ عَلى إِثرِ هالِكِ

وَلا مادِحٍ إِلّا سُراةَ بَني أَبي

جَمالُ المَعالي بَل لُيُوثُ المَعارِكِ

وَلي وَقفَةٌ في دارِهِم إِثرَ وَقفَةٍ

وما ذاكَ في أَشباهِ قَومي بِشائِكِ

فَإِن صَدَّقُوا ظَنّي وَظنّيَ أَنَّهُم

نُجُومُ سَماءٍ شَمسُها غَيرُ دالِكِ

فَإِمّا نَبَت بِي دارُهُم أَو تَوَعَّرَت

عَلَيَّ فَما ضاقَت رِحابُ المَسالِكِ

شرح ومعاني كلمات قصيدة أمن دمنة بين اللوى والدكادك

قصيدة أمن دمنة بين اللوى والدكادك لـ ابن المقرب العيوني وعدد أبياتها سبعون.

عن ابن المقرب العيوني

علي بن المقرب من منصور بن المقرب بن الحسن بن عزيز بن ضبّار الربعي العيوني جمال الدين أبو عبد الله. شاعر مجيد، من بيت إمارة، نسبته إلى العيون (موضع بالبحرين) وهو من أهل الأحساء في السعودية، أضطهده أميرها أبو المنصور علي بن عبد الله بن علي وكان من أقاربه، فأخذ أمواله وسجنه مدة. ثم أفرج عنه فأقام على مضض، ورحل إلى العراق، فمكث في بغداد أشهراً، وعاد فنزل هجر ثم في القطيف، واستقر ثانية في الأحساء محاولاً استرداد أمواله وأملاكه ولم يفلح. وزار الموصل سنة 617هـ، للقاء الملك الأشرف ابن العادل، فلما وصلها كان الأشرف قد برحها لمحاربة الإفرنج في دمياط. واجتمع به في الموصل ياقوت الحموي، وروى عنه بيتين من شعره، وذكر أنه مدح بالموصل بدر الدين - لؤلؤاً - وغيره من الأعيان، ونفق فأرقدوه وأكرموه. وعاد بعد ذلك إلى البحرين فتوفي فيها أو ببلدة طيوي من عُمان.[١]

تعريف ابن المقرب العيوني في ويكيبيديا

علي بن المقرّب العيوني شاعر من أهل الأحساء، توفي عام 630 هـ (1232م)، وهو من أواخر من يعرف من الشعراء المختصّين بنظم الشعر الفصيح بين أهل الجزيرة العربية قبل العصر الحديث. يرجع بنسبه إلى العيونيين من عبد القيس، الذين حكموا الأحساء في تلك الفترة بعد انتزاعها من القرامطة. وهو شاعر الدولة العيونية، ويعتبر ديوانه والشروحات التي أرفقت به من أهم المصادر حول تاريخ تلك الدولة. وقد تم تحقيق ديوانه الشعري عدة مرات من قبل عدد من الباحثين منهم أحمد موسى الخطيب وحديثا تحقيق وشرح ديوان ابن المقرب من قبل ثلاثة باحثين (عبد الخالق الجنبي، وعبد الغني العرفات، وعلي البيك).[٢]

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي