أمن رقبة عاف السلام مودعا

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة أمن رقبة عاف السلام مودعا لـ السري الرفاء

اقتباس من قصيدة أمن رقبة عاف السلام مودعا لـ السري الرفاء

أَمِنْ رُقبَةٍ عافَ السَّلامَ مُوِّدعا

ورَدَّ جُموحَ الدَّمعِ حينَ تَسَرَّعا

وصَدَّعَنِ البِيضِ الحِسانِ وقد بَدَت

فأَبدَتْ لعَينيهِ المَحاسِنَ أجمَعا

بَرَزْنَ فمِن بَدْرٍ تَقَنَّعَ بالدُّجَى

يغازلُ ليثاً بالحديدِ مُقَنَّعا

ومِنْ غُصُنٍ رَطْبٍ تأزَّرَ بالنَّقا

إذا هَزَّ عِطْفَيْهِ القِناعُ تَزَعْزَعا

مَزَجْنَ له عَذْبَ الهَوى بمَرارَةٍ

يُجَرَّعُ مِنْ مَكروهِها ما تَجرَّعا

إذا ما الهَوى يوماً تَصَدَّعَ شَملُه

فأَخْلِقْ بِشَمْلِ الصَّبرِ أن يتَصَدَّعا

عَدَتْنيَ مِنْ زَوْرٍ إذا زارَ عاشقاً

أَعادَ المُنى مرأىً وقد كانَ مَسمَعا

يُداري عُذوبَةَ الحُليِّ وقد عَلا

تَرَنُّمُهوالمِسكَ حينَ تَضَوَّعا

ويَبذُلُ لي في النَّومِ ما لو طَلَبْتُه

على يَقْظَةٍ مني ومنه تمنَّعا

هَلِ الدَّهْرُ مُلْقٍ من مَخالب

شجاعاً على ألاّ مشيّعا

صبوراً على الأحداثِ يعشَقُ عُدْمَه

وإقلالَه كيلا يَذِلَّ ويَخْضَعا

ومُرتَدعٍ رامي البريءِ بِتُهْمَةٍ

فقد سارَ فيها في الأنامِ وأوضَعا

أَرَبَّ القَوافي الغُرِّ يُرقَى بمثلِها

لقد فَرَّ أفعَى يَنفُثُ السُّمَّ مُنقَعا

وكيفَ وقد شَعْشَعْتُ كلَّ غريبةٍ

منَ القَوْلِ تُزري بالرَّحيقِ مُشَعشَعا

وأَجرَيْتُ من عَذْبِ الكَلامِ مَوارِداً

تروحُ وتَغْدو للبَرِيَّةِ مَشرَعا

وبرَّزْتُ سَبقاً في غَرائبِه الأُلى

يُقَصِّرُ عنها سابقُ القَوْمِ إن سَعى

فهَلْ سامِعٌ منّي الأميرُ بَراءَةً

أقومُ بها بين السِّماطَيْنِ مُسمِعا

ثناءً إذا عايَنْتَ عِقدَ نِظامِه

توهَّمْتَه للجَوهرِ التِّبرِ مَجمَعا

فَتىً ساورَ العَلياءَ قبلَ فِطامِه

وراعَ العِدا من قَبلِ أن يَتَرَعْرَعا

جَوادٌ إذا أدَّى الفريضةَ جُودُه

تَنَفَّلَ من حَبِّ النَّدى فتطَوَّعا

نُقابِلُ منه الشَّمسَ في قُربِ ضَوْئِها

وإنْ بَعُدَتْ في صَفحَةِ الجوِّ مَطلَعا

ونسألُ منه بارِعاً في سَماحَةٍ

فإنْ نحنُ أغفَلْنا السؤالَ تبرَّعا

إذا أبدَعَ المُدَّاحُ أبدَعَ عُرْفُه

فكانَ بما يُسْدي من العُرْفِ أبدَعا

وإنْ لَجَّ في إضرارِهِ الدَّهْرُ أَصبحَتْ

خَلائِقُهُ فيها أَضَرَّ وأَنفَعا

مكارِمُ وَضَّاحٍ إذا ما تذرَّعَتْ

ملوكُ الوَرَى في المَكرُماتِ تَذَرَّعا

له راحةٌ ما قيسَ بالغَيْثِ صَوبُها

لَدى المِحْلِ إلاّ كانَ أندى وأوسَعا

تَرى طَمَعَ العافينَ يَحتاجُ وَفرَه

وليسَتْ ترى أعدؤه فيه مَطمَعا

صَنائعُ مَشهورِ الصَّنائعِ يَبتَدي

طِباعاً إذا المَسْؤُولُ يوماً تصَّنعا

إذا ما مضى صَدْرُ النَّهارِ بسَيلِه

تولَّى وأبقى آخرَ اللَّيلِ مَربَعا

شمائلُ أبهى من حِلَى الرَّوْضِ مَنْظَراً

وأحسَنُ من فِعْلِ السَّحائبِ مَرتَعا

أبا تغلبٍ لا زِلْتَ للقِرْنِ غالباً

إذا ارتدَّ للرَّوْعِ الكَمِيُّ مُرَوَّعا

تُنازِلُه بالسَّيفِ غيرَ مُخادِعٍ

فتُورِدُه منه وَريداً وأَخدَعا

أَعِدْ دارِساً من رِسْمِ بِرِّكَ واضحاً

فقد وَضَحَ العُذْرُ انكشافاً وأقنَعا

فلي فيكَ من حُسْنِ الثَّناءِ ذَريعَةٌ

تُمَكِّنُ عندي للصَّنيعَةِ مَوْضِعا

وثانيةٌإنَّ ابنَ عمِّكَ شافعي

ولو ناشدَ الغَيْثَ استهَلَّ فأسرَعا

شرح ومعاني كلمات قصيدة أمن رقبة عاف السلام مودعا

قصيدة أمن رقبة عاف السلام مودعا لـ السري الرفاء وعدد أبياتها خمسة و ثلاثون.

عن السري الرفاء

السرّي بن أحمد بن السرّي الكندي أبو الحسن. شاعر أديب من أهل الموصل، كان في صباه يرفو ويطرز في دكان له، فعرف بالرفاء ولما جاد شعره ومهر في الأدب قصد سيف الدولة بحلب، فمدحه وأقام عنده مدة، ثم انتقل بعد وفاته إلى بغداد. ومدح جماعة من الوزراء والأعيان، ونفق شعره إلى أن تصدى له الخالديان، وكانت بينه، وبينهما مهاجاة فآذياه وأبعداه عن مجالس الكبراء. فضاقت دنياه واضطر للعمل في الوراقة (النسخ والتجليد) ، فجلس يورق شعره ويبيعه، ثم نسخ لغيره بالأجرة. وركبه الدين، ومات ببغداد على تلك الحال. وكان عذب الألفاظ، مفتناً في التشبيهات ولم يكن له رواء ولا منظر. من كتبه (ديوان شعره ط) ، و (المحب والمحبوب والمشموم والمشروب - خ) .[١]

تعريف السري الرفاء في ويكيبيديا

أبو الحسن السري بن أحمد بن السري الكندي الرفاء الموصلي شاعر مشهور؛ كان في صباه يرفو ويطرز (يعمل خياطا) في دكان بالموصل ولذا سمي بالرفاء أي الخياط، وهو مع ذلك يتولع بالأدب وينظم الشعر، ولم يزل حتى جاد شعره ومهر فيه، وقصد سيف الدولة الحمداني بحلب ومدحه وأقام عنده مدة، ثم انتقل بعد وفاته إلى بغداد ومدح الوزير المهلبي وجماعة من رؤساء المدينة، وانتشر شعره وراج. وكانت بينه وبين أبي بكر محمد وأبي عثمان سعيد ابني هاشم الخالديين الموصليين الشاعرين المشهورين معاداة فادعى عليهما سرقة شعره وشعر غيره. وكان السري مغرى بكتابة ديوان أبي الفتح كشاجم الشاعر المشهور، وهو إذ ذاك ريحان الأدب بتلك البلاد فكان يقوم بدس أحسن شعر الخالديين فيما يكتبه من شعر كشاجم، ليزيد في حجم ما ينسخه وينفق سوقه ويغلي سعره ويشنع بذلك عليهما ويغض منهما ويظهر مصداق قوله في سرقتهما، فمن هذه الجهة وقعت في بعض النسخ من ديوان كشاجم زيادات ليست في الأصول المشهورة. وكان شاعرا مطبوعا عذب الألفاظ مليح المأخذ كثير الافتنان في التشبيهات والأوصاف، ولم يكن له رواء ولا منظر، ولا يحسن من العلوم غير قول الشعر، وقد عمل شعره قبل وفاته نحو 300 ورقة، ثم زاد بعد ذلك، وقد عمله بعض المحدثين الأدباء على حروف المعجم. ومن شعر السري أبيات يذكر فيها صناعته، فمنها قوله:

وللسري المذكور ديوان شعر كله جيد، وله كتاب المحب والمحبوب والمشموم والمشروب وكتاب الديرة. وكانت وفاته في العقد السابع من القرن الرابع الهجري ببغداد كما قال الخطيب البغدادي في تاريخه حوالي عام 366 هـ / 976م.[٢]

  1. معجم الشعراء العرب
  2. السري الرفّاء - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي